قيصر و الزلزال ..و الرغبة في الحياة أقوى .. مبادرات فردية وشبابية من تلقاء نفسها تلبية لواجبها الإنساني
لاتستصغر تبرعاً… ففي كل خير .. سورية قوية بأهلها والأصل الطيب فيها غلاب هذا ما يلخص لنا رؤيتها وسماعنا لحالات إنسانية نشاهدها كل لحظة منذ وقوع الزلزال و كأنه جاء ليؤكد للعالم كله أن سورية يدا واحدة وقلب واحد جعلتنا الكارثة أن نلتقي مجموعة شباب وشابات تركوا كل شيء مندفعين عن طيب خاطر و قوة همة لجمع التبرعات و شرفتنا أكثر بلقاء أنقى المتبرعين و أكرمهم.
سيدة أتعبها ثقل كيس تحمله وتتوجه به لمكان يجمع التبرعات يحوي الكيس ثلاثة أغطية موضبة بحنان …. قدمتهم السيدة معتذرة فهي لاتملك إلا خمسة أغطية في المنزل وليست لديها الإمكانية للتبرع بالمزيد ..
شاب يضع كيسا فيه حذاء جديد كان يخبئه فاكتفى بالقديم لنفسه و قدم الجديد رغم صعوبة الحصول على حذاء اليوم بالنسبة لشاب جامعي وقال أتمنى أن يرتديه شاب آخر نجا مثلي من الكارثة …
شابة وضعت أغلى حاجياتها في كيس ضم 3 كنزات وجاكيت وبنطال كلها بحالة جيدة و اكتفت بالقديم لنفسها …
وردة صغيرة أحضرت حقيبة مدرسية بحالة جيدة و وضعت فيها أقلام ودفترين و علبة عطر صغيرة و قطعتي شوكولا وتمنت أن تحصل على الحقيبة طفلة بعمرها …
طالبة جامعية في السنة الرابعة اختصاص صيدلة لم تتوان عن تقديم المساعدة في فرز الأدوية التي يقدمها المتبرعون و أغلى ما رأته علبة دواء لمرضى الضغط ينقصها حبتان …وتغلبها الدموع وتقول حتى في الدواء يوجد من فضّل المتضرر من الزلزال على نفسه … صاحب محل ألبسة قدم ألبسة شتوية جديدة بقيمة 3 ملايين ليرة و يعتذر …
رجال أعمال هبوا منذ اللحظة الأولى قدموا مساعدات عينية بشكل مباشر و آخرون قدموا منازلهم لتأمين مأوى ولو لعدد قليل من العائلات …
استنفار شعبي أعلنته الإنسانية فلباه كل السوريين استثناء كل حسب استطاعته فالشعب بأغلبيته منهك من حصار اقتصادي خارق لكل المبادئ الإنسانية دام لأعوام ولايزال…
ينهمك أحد الشباب بتوضيب الإعانات المقدمة للمركز الذي يتواجد فيه و يقول لن نتوقف و(مكملين لو زحف ) لمساندة أهلنا في حلب و اللاذقية ولن نتأخر لحظة …و الهمة قوية و القلوب مؤمنة بأن الخير يكمن حتى في الكوارث.
سيدة قسمت، مؤونة بيتها من رز وبرغل وبازيلاء مجففة و وضبتها في كيس راجية من الله أن يساعد كل ذي مجهود طيب لتقديم يد العون .
مبادرات فردية وشبابية مندفعة من تلقاء نفسها بادرت تلبية لواجبها الإنساني الذي شعرت به بعد حدوث الزلزال وأبوا إلا أن يساهموا انطلاقاً من شعورهم بالمسؤولية تجاه كل عائلة تضررت نتيجة الكارثة التي حصلت مستمدين القوة والعزيمة من بعضهم البعض..