الشائعات والمعلومات الخاطئة أخطر من الزلزال .. رئيس شعبة الصحة النفسية لـ “العروبة” : الدعم النفسي خطوة ايجابية للناجين و خدمة إنسانية لهم
من المعلوم للجميع أن آثار الكوارث الطبيعية جسيمة على الأفراد والمجتمعات وخاصة فيما يتعلق بالصحة النفسية فرؤية المنازل المنهارة والحالة التي آلت إليها البنى التحتية بعد الكارثة مباشرة قد تكون مخيفة ، وقد أظهرت الدراسات أن الناجين من الكوارث الطبيعية يعانون أحيانا ً من آثار نفسية جسيمة تستمر لشهور ، ويحتاجون بعدها إلى الدعم النفسي والاجتماعي …
ولمعرفة أهمية الدعم النفسي للناجين من الكوارث تحدثنا مع الدكتور إسماعيل الحسين رئيس شعبة الصحة النفسية في مديرية صحة حمص والذي أوضح أن الدعم النفسي خلال الأزمات طريقة مباشرة لتقديم الرعاية الاجتماعية في حالات الطوارئ وأن أي مرض نفسي له عواقب نفسية كبيرة قد تكون رضوضا ً نفسية فردية أو جماعية كما في حالات ما بعد الزلازل، حيث يكون تأثيرها شاملا ً ، علماً أن ردود أفعال الناس تختلف حسب الهشاشة النفسية لديهم وحسب نوعية التكيف (إن كان قد مر بأزمة سابقة) وحسب العمر والبيئة المحيطة به .
وبين الدكتور الحسين أن كل ردود أفعال الأشخاص طبيعية ولكن الحدث هنا غير طبيعي ، وتكون ردات الفعل متمثلة إما بالهروب أو بالوقوف في المكان أو محاولة تقديم أي نوع من المساعدة ( الاستبسال من أجل المساعدة ) وكل تلك الردود طبيعية ولكن لفترة زمنية محددة من المفروض أن تتلاشى مع مرور الأيام وإلا سندخل فيما يسمى اضطراب (الشدة بعد الصدمة) وهنا يأتي دور الدعم النفسي الاجتماعي .
وعرف الدكتور الحسين الإسعاف النفسي بأنه خدمة عملية إنسانية تقدم لأشخاص تعرضوا لمجهدات خطيرة ليسوا سببا ً في حدوثها، ويتجلى الإسعاف النفسي في معرفة احتياجات الفرد الأولية بعد حدوث الكارثة لتأمين (المأوى- الأكل والشرب والدعم النفسي) المتركز على محاولة إزالة المخاوف من المستقبل وحدوث كارثة أخرى، مبينا ًأهمية مناقشة الحالات الآنية للمتضرر دون التدخل بما جرى سابقا ً منعا ً لإعادة تصور الذكريات المؤلمة على المتضرر وهنا يكون الدعم النفسي فعالا ً ثم يأتي دور الدعم النفسي الاجتماعي وبذلك نحمي الشخص من تطور الحالة نحو الأسوأ كونه سيدخل باضطراب (شدة بعد الرض) وقد تصل لمرحلة الاكتئاب وبذلك نجنبه الوصول لتلك الحالة التي تتحول إلى خدمات علاجية يصعب السيطرة عليها .
وفيما يخص الأطفال قال: ينصح ممارسة اللعب بما يحقق لهم متعة مع الأهل وعدم تركهم وحدهم وعدم تعرضهم لمشاهد صعبة وحمايتهم من سماع القصص المؤلمة عن الحدث و في هذه الحالة يكون الدعم النفسي حالة طبيعية لاتصل لمرحلة مراجعة الطبيب… ونوه إلى وجود أشخاص قد لا تظهر عليهم حالات مرضية إلا بعد فترة ما يسمى (إعادة الحدث) وذلك عند استرجاع ذكريات وقوع الكارثة وهنا يتطلب الأمر علاجا ً وتقديم المشورة الطبية.
ومن النصائح والإرشادات المهمة للناجين من الزلازل وحتى الأفراد الآخرين يأتي موضوع محاولة تنظيم النوم بالدرجة الأولى وممارسة المشي أو أي رياضة مناسبة بشكل يومي، والحصول على دعم بالحديث والتواصل مع الآخرين إضافة إلى ممارسة تمارين التنفس والاسترخاء مبينا ً أنه عند الإحساس بضيق شديد هناك أطباء مدربون على (رأب الفجوة) متواجدون في كافة المراكز الصحية في المدينة وبعض مراكز الريف وهم مستعدون لتقديم الخدمات والنصائح الطبية كل حسب حالته .
وختم بالقول: الخدمة النفسية علاج للمريض مثلها كباقي الخدمات الطبية ويجب تشجيع الأفراد وزيادة ثقتهم بضرورة الاستشارة النفسية عند الحاجة حرصا ً على سلامة الجميع .
بشرى عنقة