لها كل الأعياد.. الأم حكاية عطاء لا تنتهي …تربط المسؤوليات بيد وتلوح لقادمات الأيام بالأخرى

لا يوجد عيد ولا يوم يمكن أن يوفي الأم حقها ، ولا يوجد عطاء يضاهي عطاءها… فالأم هي المنبع لكل خير وعطاء في هذا العالم ، لها كل الأعياد , منها نستلهم العاطفة والحب والحنان.

ما تقدمه الأم لأسرتها أولاً ولمجتمعها ثانياً لا يمكن أن يوزن بميزان ، والأم التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها ، كيف لا وهي تقدم للمجتمع جيلاً  يساهم في البناء والعطاء ، وكلما أتقنت تهيئة هذا الجيل كلما كان المجتمع راقيا ً ومتطورا ً وأخلاقيا ً .

تمر كل عام مناسبة عيد الأم ونحاول فيها عبر “العروبة” أن نلقي الضوء على نماذج من أمهات المجتمع السوري وفي السنوات الماضية كثرت اللقاءات مع أمهات الشهداء اللواتي مهما فعل العالم بأسره لا يمكن أو يوفيهن حقهن ….فأمهات الشهداء ثكالى صابرات…صامدات… متحملات لكل الجراح، وعندما نلتقي تلك الأم تطالعك بكلمات شامخة قوية تنحني لها الهامات …تحمل فيها معاني الفخر والاعتزاز بشهادة فلذة كبدها ، وتنبهك دائماً أن تربيتها لولدها لم تذهب سدىً… قدم أغلى ما يملك مستلهماً منها العطاء…

وكم من أمهات فقدن أرواحهن وهن على سرير الولادة وما حادثة تلك الأم التي وضعت مولودها تحت الأنقاض بعد الزلزال المدمر في سورية إلا دليل على عظمة الخالق، وسر الحياة الذي تماهى أمام أنظار العالم أجمع بأروع صورة .

والأم كما قال الشاعر : ” مدرسة إذا أعددتها .. أعدت شعبا ً طيب الأعراق…”

هي المدرسة الأولى والمعلم الأول والعامل الأول داخل المنزل وخارجه ، هي كالنبع المعطاء الذي يقدم مياهه النقية لمن حوله دون مقابل ويستمد مخزونه الداخلي من نعمة السماء .

لقد أثبتت الأم عبر التاريخ أن لها الدور الأعظم والأكبر في تكوين المجتمع وتربية الأبناء, وكلما كانت الأم واعية وحكيمة ومتفتحة الذهن كلما نشأ الأبناء بشكل سليم , وسنوات الحرب التي مرت على سورية خير مثال  و كذلك جائحة كورونا والعقوبات الاقتصادية الجائرة وما سببته من ضائقة مادية و أخيراً الزلزال  هذه الكارثة الطبيعية …كل ذلك  وضع جميع الناس على المحك،وخصوصاً الأمهات اللواتي كان عليهن ترتيب الأولويات رغم الامتحان الصعب فالخوف لايعرف كبيراً  أو صغيرا ، رجلاً أو امرأة .

حال الأم السورية اليوم غاية في الصعوبة، فالحمل أصبح ثقيلا ً… كثير ممن  التقيناهم تساءلوا: ماذا يمكن أن نقول بمناسبة عيد الأم وقد نسينا المناسبات السعيدة ؟؟.

فاطمة – مدرسة وأم لثلاثة أولاد قالت : لايمكن أن نصف واقع أصبحنا نراه بالعين المجردة ، حصار اقتصادي وغلاء فاحش وكوارث متتالية وخوف أصبح يقبع داخل نفوسنا، كانت الأم فيما مضى تصنع الحلوى للأسرة بعدة مناسبات  ومنها عيد الأم ، ولا تنتظر المقابل ، أما اليوم فهي عاجزة عن تقديم أبسط “الأكلات” على وجبة الغداء، ومع ذلك ستبقى الأم معطاءة .

جمانة درويش- مهندسة قالت: الأم لها وجودها الدائم حتى في غيابها ، والأثر الذي تزرعه في النفوس لايمكن أن يمحى ، وقد يكون الدور الأول للأب في حال وقوع كوارث من حيث الحماية ولكن الدور الذي يليه والمستمر عبر زمن أطول والمرتبط بالحالة  النفسية هو للأم فتلك الأم التي “تطبطب” على وليدها هي نفسها التي تبقى مستمرة في عملها إلى أن يصبح شابا ً واعيا ً لمعنى الحياة .

سميرة إبراهيم – موظفة قالت: الكثير من الأحداث مرت على الشعب السوري وبقي صامداً ، والأم جزء من هذا الشعب …تربي و تدعم وتتفانى ، لذلك صمودها مضاعف وانهيارها يعني انهيار أسرتها وبالتالي المجتمع بأكمله .

أخيراً…

مازلنا كأمهات حتى الآن نلملم الجراح، و”نكبس عليها الملح” ونعود لننهض من جديد  نقوم بما تمليه علينا عاطفتنا ومحبتنا وواجبنا المقدس الذي وهبنا الله إياه ، ولذلك لاخوف على الأم السورية هي أقوى  مما يظن الجميع.

وما أجيال اليوم التي تتخطى جميع المصاعب والعقبات وتسير قدما إلا نتاج تربية أم ربطت خيوط المسؤوليات بيد، ولوحت لقادمات الأيام باليد الأخرى .

منار الناعمة

المزيد...
آخر الأخبار
في ختام ورشة “واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة”.. الجلالي: الحكومة تسعى لتنظيم هذه... سورية: النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الج... فرز الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية إلى عدد من الجهات العامة أفكار وطروحات متعددة حول تعديل قانون الشركات في جلسة حوارية بغرفة تجارة حمص بسبب الأحوال الجوية… إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه الملاحة البحرية مديرية الآثار والمتاحف تنفي ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام حول اكتشاف أبجدية جديدة في تل أم المرا ب... رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من القطاعات القبض على مروج مخـدرات بحمص ومصادرة أكثر من 11 كغ من الحشيش و 10740 حبة مخـدرة "محامو الدولة "حماة المال العام يطالبون بالمساواة شراء  الألبسة والأحذية الشتوية عبء إضافي على المواطنين... 400ألف ليرة وأكثر  سعر الجاكيت وأسواق الب...