للمرأة الريفية إسهامات كثيرة ومتعددة في الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني من خلال ممارستها الفعلية للعمل الزراعي أو من خلال مساهمتها في اتخاذ القرارات لذلك اهتمت الدولة بقضايا المرأة بهدف الاستفادة القصوى من جهودها ومشارکاتها في إحداث التنمية المستدامة بوجه عام والريف بوجه خاص .
وعن دور المرأة الريفية وطرق تفعيل دورها حدثتنا رئيس دائرة التنمية الريفية في مديرية زراعة حمص مرام الطويل مشيرة أن الهدف الأساسي للدائرة هو تمكين الأسر الريفية و اعتماد النهج التشاركي لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز دور المرأة الريفية وتمكينها اقتصادياً واجتماعياً .
وتابعت: أغلب الأسر الريفية في سورية فقدت مصدر دخلها بسبب الحرب سواء كانت الأرض أو قطيع الثرة الحيوانية وفي بعض الحالات فقدت المعيل لها ولذلك أصبحت معظم الأسر تعيلها النساء اللواتي أصبحن معيلات فجأة ممن تمتلكن خبرات محددة بعضها متوارث ولذلك نسعى أن تتحول جميع الأسر الريفية بعد سنوات الحرب والظروف التي يمر بها القطاع الزراعي إلى أسر منتجة و تحويل القطاع الزراعي والحيواني إلى مصدر دخل وليس مجرد اكتفاء ذاتي فقط.
وهنا جاءت المشاريع الأسرية المنزلية التي تؤمن مساعدتهن بإقامة مشاريع في منازلهن ومن جملة التدخلات الحكومية لدعم هذا التوجه كان مشروع الزراعات الأسرية والذي تم من خلاله منح عدد كبير من أسر الريف شبكات ري بذار خضار لزراعة الحدائق المنزلية بما يضمن لهذه الأسر تحقيق اكتفاء ذاتي إضافة لإمكانية بيعها الفائض من الإنتاج .
وبعد ذلك تم العمل على إقامة وحدات التصنيع الغذائي في بعض قرى المحافظة بهدف استيعاب فائض إنتاج المزارع المنزلية وبما يتيح لنساء القرية التصنيع فيها وتم منح ماركة ريفية لها كونها من منتجات طبيعية .
وهي وحدات تصنيع متعددة الأغراض في قرى (رباح- تل الشور –كفر عبد- كفرنان- ديربعلبة)ويتم ضمن هذه الوحدات تصنيع العديد من المنتجات الريفية بالاعتماد على المحاصيل التي تنتجها القرية مما يوفر بالتكاليف ويعود بالفائدة على النساء العاملات اللواتي من الممكن أن يصبحن أصحاب المنتجات المصنعة, وبعد التصنيع بالطرق السليمة والصحيحة يتم توضيب المنتجات بشكل مرتب وتُعد للبيع ويتم التسويق إما من خلال البيع بشكل مباشر للأسر في القرية والقرى المجاورة أو البيع في أسواق المحافظة.
وتمت إقامة العديد من الدورات اللازمة لتدريب المرأة الريفية في القرى على الأنشطة المدرة للدخل لتأسيس مشاريع خاصة بها وبرامج تدريبية خاصة بتطوير المنتج الريفي والارتقاء به وتحقيق قيمة مضافة وتسويقه ودورات لرفع مستوى أداء الأسر الريفية الزراعية في العمل الزراعي وتصنيع المنتجات الريفية وقضايا النوع الاجتماعي (الجندر) بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.
و أضافت :بعد ذلك تم الانتقال إلى فتح أسواق في المحافظة لتسويق منتجات الأسر الريفية وهي (سوق في منطقة المخرم – سوق في تلبيسة –سوق المنتجات الريفية في الحديقة البيئية الذي تم افتتاحه مؤخراً خلف مديرية الموارد المائية ويضم 14جناحاً)وتعتبر هذه الأسواق منفذ بيع لمختلف أنواع المنتجات الريفية التي تشتهر بها كل منطقة من مناطق محافظة حمص والتي تمتلك مواصفات خاصة لا تتوفر في الأسواق المحلية كما يتم إقامة العديد من المعارض والأنشطة التسويقية الداخلية والخارجية والمشاركة بكافة الأنشطة المماثلة مع الجهات الأخرى .
وبخصوص القروض الممنوحة للمرأة الريفية يتم العمل حالياً على توفير هذه القروض بشروط ميسرة لتأسيس مشاريع خاصة بهن هيا العلي