في الذكرى الـ 77 لعيد الجلاء… موجهون اختصاصيون : الاستقلال بداية تاريخ جديد ومستقبل مشرق للأجيال …..
في كل عام يحتفل السوريون بذكرى عيد الجلاء…. جلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي السورية و هذه المناسبة العظيمة تحمل في طياتها أسمى الدلالات والمعاني التي سطرها الأجداد على امتداد ساحات الوطن ، لا يسعنا إلا أن نستذكر عظمتها التي ستبقى على مر الزمان شعلة وهاجة إلى يومنا هذا…
وعن أهمية هذه المناسبة وكيف تناولتها المناهج الدراسية تاريخيا حدثتنا الموجهة الاختصاصية ومنسقة مادة التاريخ في مديرية تربية حمص منى كنجو قائلة: تضمنت المناهج الدراسية المطورة صفحات مشرفة من تاريخ النضال العربي ضد المستعمر الغاشم وصولا إلى الاستقلال وتحدثت عن الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي التي كانت نقطة تحول في تاريخ سورية, وعن دور النساء السوريات في صنع الاستقلال وكانت ثمرة النضال جلاء المستعمر الفرنسي عن سورية في السابع عشر من نيسان عام 1946.
وأضافت : تناولت المناهج المطورة النصب التذكارية التي خلدت نضال الشعب السوري ضد الاحتلال الفرنسي الغاشم ويعد صرح الجندي المجهول من النصب التذكارية التي تمثل الجندي السوري الذي عشق الوطن وآمن بقدسية الشهادة ..
الموجه الاختصاصي للغة العربية في تربية حمص أحمد عراجي قال : المناهج الدراسية عبارة عن مجموعة من المعارف والمهارات والقيم التي تعبر عن الحياة في مجتمع ، فالقيم الايجابية التي تغرس في نفوس أبنائنا الطلاب منذ المراحل الدراسية الأولى تنمو شيئا فشيئا حتى تتحول تلك القيم إلى انتماء وفكر , والمناهج الدراسية تحاكي الواقع الاجتماعي والسياسي والفكري للبلاد وهي انعكاس للتطور فتأخذ من الماضي ما فيه من انجازات وطنية وقومية وتحولها إلى معارف وقيم تَرِدُ في سياق المناهج الدراسية ، فكان الجلاء والمقاومة البطولية السورية وتلك المعارك المشرّفة التي خاضها الأجداد في سورية للدفاع عن وطنهم ضد الاحتلال الفرنسي ،ورغم أنها كانت معارك دامية غير متكافئة كان النصر حليفنا لأننا أصحاب حق, وكان الصمود والمقاومة الوطنية أكبر دليل على قوة هذا الشعب العظيم ،وكان الجلاء عام ستة وأربعين وتسعمائة وألف في السابع عشر من نيسان ..
وأضاف : لقد عبرت المناهج في موادها المختلفة عن هذا الانجاز المهم في تاريخ سورية ومنها اللغة العربية بالذات فلا تخلو مرحلة أو صف من الحديث والتعريف بالانتصارات والتضحيات التي قدمها أبناء الوطن في سبيل الدفاع عنه وتخليصه من براثن العدو المحتل .
وأضاف :كان للقضايا الوطنية والقومية وحدة كاملة مستقلة في منهاج اللغة العربية المخصص للصف التاسع والثالث الثانوي بفرعيه العلمي والأدبي وكذلك في بقية الصفوف حيث بدأت وحدة القضايا الوطنية في الصف التاسع بقصيدة( ملحمة ميسلون ) للزركلي التي سطرت أسمى معاني البطولة في وجه الاحتلال الفرنسي حيث يقول فيها:
غلت المراجل فاستشاطت أمة عربية ،غضبا وثار رقود
تلتها قصيدة (اليوم الأغر)للشاعر محمد البزم حيث تغنى بجلاء المحتل الفرنسي وصور الفرح بالنصر قائلا :
حلق بجوك واخفق أيها العلم فالأفق طلق ووجه الدهر يبتسم
وفي كتاب الثالث الثانوي قصيدة (عرس المجد)للشاعر عمر أبو ريشة صور خروج الشعب السوري على الاحتلال الفرنسي مفجرا الثورات في كل مكان إلى أن سطر بدمائه يوم الجلاء العظيم في السابع عشر من نيسان عام 1946 مصورا فرحة الانتصار وممجدا تضحيات الشهداء العظيمة قائلا :
يا عروس المجد تيهي واسحبي في مغانينا ذيول الشهب
مشيرا أن هذه التضحيات والبطولات تشكل حافزا للأجيال القادمة على التصدي لكل عدو يريد النيل من أرض الوطن .. وتنمي الشعور الوطني والانتماء إلى الوطن ليبقى حرا ومستقلا مهما كلف الثمن من تضحيات في سبيل إعلاء رايته ..
ونوه إلى تخصيص حصص درسية في كل عام للحديث عن المناسبة وتكليف الطلاب بكتابة مواضيع تعبير وحلقات بحث عن التاريخ السوري وتنمية الحس الوطني القومي والمقاوم لأي احتلال أجنبي حيث يتضمن الدعم لحركات التحرر الوطني في كل زمان ومكان فكان استقلال سورية بداية تاريخ جديد ومستقبل مشرق للأجيال في وطننا الحبيب.
هيا العلي