الغلاء يسرق بهجة العيد .. رغم الازدحام الكبير في أسواق حمص إقبال ضعيف على شراء مستلزمات العيد.. أسعار جنونية لألبسة الأطفال …
أيام قليلة تفصلنا عن حلول عيد الفطر السعيد والمواطنون في حيرة من أمرهم يحاولون البحث عن طريقة يتمكنون عبرها إدخال البهجة لقلوب أطفالهم وتأمين مستلزمات ضيافة العيد من فواكه وحلويات في ظل ظروف اقتصاديه أقل ما يقال عنها صعبة لدرجة تثقل كاهل رب الأسرة.
ومع صدور المرسوم القاضي بمنح كافة العاملين والمتقاعدين منحة مالية مقدارها 150 ألف ليرة استبشر المواطنون خيراً وتعد خطوة مهمة لتمكينهم من شراء بعض الحاجات الضرورية لأطفالهم /أحذية-ألبسة/ ومستلزمات العيد مما يعني أن المنحة ستساهم في دوران عجلة الاقتصاد وتحريك السوق الجامد بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة للسواد الأعظم من المواطنين إلا أن المواطن صدم بالواقع الحقيقي للأسعار المرتفعة دون حسيب و رقيب والضحية الوحيدة , المواطن المسكين الذي لا حول له ولا قوه له المتشبث بالأمل والفرج القريب لتتحسن الأحوال.
“العروبة ” جالت في الأسواق والتقت عدداً من التجار والمواطنين…
دانيا : الأسعار مرتفعة جداً ولا سيما ألبسة الأطفال والأحذية فعندما قررت أن أشتري ثياب العيد لأولادي كان القرار أن يتم الشراء من أسواق المدينة توقعاً مني أن تكون الأسعار أرخص بكثير من أسعار القرية التي أقطن فيها إلا أن المفاجأة كانت أن الأسعار شبه موحدة مع فارق بسيط في أسعار القرية والسبب حسب أصحاب المحلات هو أجور النقل للقرية.
إياد موظف : عندي ثلاثة أطفال يحتاجون لألبسة وأحذية بمناسبة عيد الفطر السعيد ..الغريب بالأمر أن الأسعار مرتفعة جداً وأحتاج لتأمين متطلبات أولادي بالحد الأدنى مبلغ 500 ألف ليرة على الأقل لهذه المتطلبات خصوصاً أن الألبسة متوسطة الجودة, ولو كانت الأسواق مراقبة ومضبوطة بالشكل الصحيح لساهمت المنحة بشكل كبير في تأمين مستلزمات العيد إلا أن حالة الفلتان في التسعير والمزاجية تسببت في وصول الوضع لما هو عليه.
ملاذ صاحب محل ألبسة و أحذية: حركة الشراء في هذا العام تقريبا نصف حركة العام الماضي والسبب ضعف القدرة الشرائية لدى المواطن وعن سبب ارتفاع الأسعار بين أن جشع التجار الكبار والمعامل هو السبب الرئيسي خصوصاً خلال مواسم الأعياد حيث قبل الأعياد كنا نبيع نفس البنطال بسعر 25 ألف ليرة مع هامش ربح جيد إلا أن التجار وأصحاب المعامل استغلوا موسم الأعياد لتحقيق مكاسب ربحية عالية من خلال رفع الأسعار بشكل كبير والمتضرر الوحيد هو المواطن كما يلحق الضرر بنا كأصحاب محلات حيث ارتفاع أسعار البضائع تضعف القوة الشرائية للمواطن وهذا الأمر ينطبق على كل من الألبسة والأحذية ومن الملاحظ على مدار السنوات السابقة أنه بعد فتره الأعياد تعود أسعار المعامل للانخفاض وهذا يؤثر بشكل كبير على أصحاب محلات المفرق حيث نضطر للبيع برأس المال وأحيانا بخسارة لتصريف باقي البضائع.
حسان صاحب محل ألبسة ولادي أشار أن الإقبال ضعيف قياساً بالسنوات السابقة والسبب الرئيسي هو الأسعار المرتفعة لألبسة الأطفال وضعف القوة الشرائية لدى المواطن يدفعه للتوجه نحو المحلات ذات الجودة المنخفضة التي تعتبر شعبية .
أحمد صاحب محل ألبسة أشار أن الإقبال هذا العام محصور بشراء ألبسة الأطفال فقط مع عزوف تام عن شراء الألبسة الرجالية والنسائية بسبب ارتفاع أسعارها والسبب حسب جميع الزبائن هو ارتفاع الأسعار الجنوني وقلة الدخل للعائلات.
خالد صاحب فرن حلويات أشار أن ارتفاع أسعار المواد الأولية التي تدخل في صناعة حلويات العيد هو السبب في رفع سعرها حيث بلغ سعر الكيلو غرام الواحد من أقراص العيد 26 ألف ليرة في حين كان سعره قبل فترة قليلة يتراوح مابين 18 و20 ألف أما البرازق فبلغ سعر الكيلو غرام 35 ألف ليرة في حين كان سابقاً يتراوح مابين 25 و30 ألف والمعمول والبيتيفور سعر الكيلو 30 ألف في حين كان سابقاً بحده الأعظمي 25 ألف لافتاً أنه مع ذلك فإن الإقبال جيد بسبب ندرة وجود الكهرباء وقلة توفر الغاز مما يؤدي لعدم تمكن ربة الأسرة من صناعة حلويات العيد في المنزل إلا فيما ندر وبالتالي تضطر لشراء الحلويات الجاهزة.
محمد صاحب محل ضيافة بين أن الإقبال على شراء ضيافة العيد من سكاكر وكرميلا وملبس جيد أما الشوكولا فالإقبال عليها قليل نوعاً ما نظراً لارتفاع أسعارها مقارنة بما سبقها من أنواع الضيافة حيث بلغ الحد الأدنى لسعر كيلو الشوكولا العادي 35 ألف في حين تراوح سعر كيلو الكراميلا مابين 16 و26 ألف ليرة حسب الصنف في حين بلغ سعر كيلو الملبس من النوع الأول حوالي 20 ألف ليرة لافتاً أن أسعار الموالح والمكسرات ارتفعت قليلاً بمناسبة الأعياد والإقبال عليها متوسط .
وبين مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحمص المهندس رامي اليوسف أن عناصر ودوريات المديرية خلال متابعتها للأسواق نظمت خلال 48 ساعة الماضية 64 ضبطا تموينيا بخصوص مستلزمات العيد / ألبسة .. أحذية .. حقائب .. حلويات وضيافة / منها 53 ضبطا بمخالفة عدم الإعلان عن الأسعار و 8 ضبوط بمخالفات متعلقة بالفواتير و2 ضبط بمخالفة عدم تقديم بيان تكلفة و ضبط واحد بمخالفة إنتاج وتعبئة بيتفور ضمن عبوات بوزن مخالف لقرار الأوزان . وأكد اليوسف أن عناصر ودوريات المديرية مستمرون بمراقبة الأسواق وقمع المخالفات طوال فترة العطلة وخلال أيام عيد الفطر السعيد مؤكدا على أهمية التعاون بين المواطنين والمديرية عبر الإبلاغ عن أي مخالفة سواء بتقديم شكوى خطية أو بالاتصال الهاتفي على الرقم ١١٩ .
يوسف بدور
تصوير :ابراهيم حوراني