مشكلة النقل تفاقمت في الريف بعد تفعيل نظام التتبع … سائقون : التعرفة مجحفة و غير متناسبة مع الواقع .. فاخوري : المشكلة تعود لرفض السائقين الالتزام بالمسار المحدد … المل : تم مخاطبة الوزارة منذ الشهر الأول و حتى الآن لا يوجد رد
ما أن تم تفعيل نظام التتبع ( g p s ) على خطوط الريف حتى تفاقمت مشكلة النقل و خاصةً في ساعات الذروة على عكس ما حدث بالنسبة للخطوط الداخلية بعد تطبيق هذا النظام الذي انعكس ارتياحاً ملحوظاً إن كان من جهة الركاب أو السائقين على حد سواء و نستطيع أن نقول أنه ساهم بحل مشكلة النقل في المدينة إلى حد كبير .
إذاً ما المشكلة التي تعاني منها خطوط النقل بين الريف و المدينة … ؟
المواطن زادت معاناته بعد أن استبشر خيراً بالتجربة و كان يأمل أن تتوفر وسائل النقل بشكل جيد و مريح إلا أنه وبعد تطبيق البرنامج صدم بالواقع و تمنى لو أن الأمر بقي على ما هو عليه .
التقينا عدداً من السائقين على خط بلدة المشرفة فاشتكوا من الإجحاف بحقهم و الظلم الذي لحق بهم بعد تطبيق نظام التتبع ، و كانوا يأملون بحسب أقوالهم بأن تزداد مخصصاتهم من المحروقات أسوة بالخطوط الداخلية و بحسب المسار الذي تم رسمه مع الفارق الكبير بطول المسار مقارنةً بالخطوط الداخلية إضافة أنهم يقلون الركاب من الكراج إلى الكراج خلافاً للسيارات العاملة على الخطوط الداخلية التي يتبدل ركابها أكثر من مرة خلال الرحلة الواحدة ، و تحدثوا أن الكمية التي تم تحديدها للمسافة المقطوعة لا تكفي سوى لنقل الركاب بحسب المسار دون أي حسابات لذهاب السائق إلى منزله أو قريته أو حتى في حالات الصيانة مما سيضطره لتزويد سيارته بالوقود بالسعر الحر .
كما اشتكى السائقون من الظلم الذي لحق بهم عند رفع التعرفة معتبرين بأنها مجحفة و لا تتناسب مع الواقع الحالي و ارتفاع أسعار الصيانة و قطع التبديل و الزيوت و غيرها إضافة لارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية و المستلزمات المعيشية له و لأسرته ، و طالبوا بالعدالة من خلال رفع التعرفة أسوةً بالخطوط الداخلية التي ارتفعت تعرفتهم بنسبة 100 % بينما لم ترتفع على خطوطهم سوى 25 % .
رئيس نقابة عمال النقل البري في حمص سليمان المل أكد أن مطالب السائقين على خطوط الريف و بين المحافظات محقة ، حيث كان التعديل الأخير للتعرفة مجحفاً بحقهم مشيراً إلى أنه تم رفع كتاب بتاريخ 10 / 1 / 2023 عن طريق الاتحاد العام للعمال و الاتحاد المهني إلى وزارة التجارة الداخلية و حماية المستهلك يتضمن مقترحاً لتعديل التسعيرة لكافة الخطوط العاملة بين المدينة و الريف و بين المحافظات بحسب الواقع و الجدوى الاقتصادية للمركبة و بما يحقق الخدمة الأكبر للمصلحة العامة ، مبدياً الجاهزية الكاملة للتعاون مع أية لجنة تشكلها الوزارة لهذه الغاية ، مشيراً أن الوزير السابق وجه الكتاب للدراسة إلا أنه و حتى اللحظة لا يوجد أي رد .
مدير مديرية النقل في المحافظة المهندس جلال فاخوري : بين أن تفاقم مشكلة النقل في الريف بعد تطبيق نظام التتبع ( g p s ) يعود إلى أن السائقين الذين يرفضون الالتزام بالمسار المحدد للخط خاصةً بالنسبة للريف الغربي .
و بالنسبة لكميات الوقود المخصصة أشار إلى أنها مرتبطة بالمسافة المقطوعة ضمن المسار المحدد و هناك لجنة معايرة هي التي قامت بتحديد مخصصات الوقود بحسب طول المسار إضافة إلى أنه تم ترك هامش يومي 20 كم لخطوط الريف و 10 كم للخطوط الداخلية بهدف تمكين السائقين من الوصول إلى منازلهم خارج المسار و في حالات الصيانة و تبديل الزيت و غيرها ، لافتاً أن رؤساء الخطوط مسؤولون عن إلزام السائقين بنقل الركاب و أي سائق يمتنع تتخذ بحقه الإجراءات القانونية كحجز السيارة و غيرها ، مضيفاً أن جداول سير المركبات على مساراتها مسجلة من حيث المسافة المقطوعة ضمن المسار المرسوم و خارجه و بشكل يومي .
و فيما يتعلق بالتعرفة بين فاخوري أن هناك ظلم واضح لحق بالسيارات العاملة على خطوط الريف و هناك كتاب مرفوع من قبل نقابة عمال النقل البري لتعديل التعرفة و رفع الظلم عن هذه الخطوط ، مشيراً أن هناك لجنة لدراسة و ضع خطوط النقل في كامل ريف المحافظة .
يحيى مدلج