الهاجس الأكبر لكثير من الأهالي غالبا ما يكون عن مستقبل أبنائهم وهم يسعون دائما لتوفير كل احتياجاتهم لضمان مستقبل زاهر لهم خاصة من الناحية العملية .
لكن في كثير من الأحيان يغفل الأهل عن بعض الإشارات الهامة القادرة على تحديد مستوى نمو الأبناء ومدى تطورهم العقلي حتى بلوغهم سن الرشد، و التي يمكن أن تكون المحدد الرئيسي لمستقبلهم و أهمها نسبة ذكاء الطفل و نوع الشخصية التي يكتسبها من خلال العملية التربوية.
تقول المرشدة الاجتماعية مادلين العبدالله إن هناك بعض الإشارات التي تدل على نجاح الطفل علميا في المستقبل القريب مما يعني أنه متقدم على غيره من أبناء جيله بالذكاء والتطور العقلي الذي لطالما سيلعب دورا كبيرا في تطوير إمكانياته العلمية والدراسية وميله الدائم إلى النجاح.
وأشارت أن وجود الطفل في بيئة محاطة بالبالغين الذي يعتنون به يجعله أكثر ذكاء، بالإضافة إلى وجود الكتب والقصص والألعاب التعليمية في المنزل والتي يفترض أن تكون بمتناول الطفل كل يوم.
وأكدت على أهمية مدح الطفل على أي عمل يقوم به حتى وإن كان بسيطا وتشجيعه مما يزيد من ذكائه حيث أثبتت الدراسات مدى تأثير الكلمات من الأهل على أداء الطفل. فاللحظة التي يخبر فيها الوالد ولده الصغير البالغ من العمر أربع سنوات مثلا بأن عمله رائع وأن بإمكانه فعل الكثير يساهم في تطور الطفل عقليا بشكل ممتاز ..
وبرأيها أن الطريقة التي يتحدث بها أحد الوالدين إلى الطفل تؤثر بشكل مباشر على تطوير عقله و ذكائه وبالتالي على شخصيته.. فإما أن تكون شخصية انطوائية أو قيادية يملك من خلالها الأبناء مهارة التأثير في الناس لتحقيق أهداف محددة تصب في المصلحة العامة ومن المعلوم أن المهارات القيادية يمكن أن تأتي بشكل طبيعي ويمكن للأطفال تعلمها من خلال الأشخاص المؤثرين في حياتهم كالأم والأب أو المدرسة…
الشخصية القيادية يتم تحديدها من خلال سرعة البديهة، وحب المبادرة والقدرة على اتخاذ القرار في اللحظة المناسبة…
ويمكن إكساب الطفل المواهب الفطرية القيادية من خلال تعليمه تحمل المسؤولية وهي بداية تكوين الشخصية القيادية عند الطفل…ولكي يتحقق ذلك يجب على الأسرة القيام بإشراك الطفل في جلسات أسرية للتحدث معه حول ما يشغله وتبسيط بعض المعلومات له بحيث يمكنه فهمها مما يساهم في تنمية قدرته على التفكير .مع تقبل أسئلته وتقديم إجابات تحترم قدراته الفكرية .
وأضافت العبدالله : على الأهل السعي لاكتشاف ميول الطفل و الإلمام بها فهي تشعره بالتميز و تدفعه للتقدم و الاعتماد على النفس..
وختمت بالقول: من أهم الجوانب الواجب على الأهل تنميتها في أبنائهم الجانب القيمي والأخلاقي وأن يكونوا القدوة الحسنة لهم فالأطفال يلاحظون ويتعلمون في غفلة عن أهلهم أحيانا…
بشرى عنقة