نبض الشارع .. حنطة و زوان

نسأل دائماً عن صناع قرار جديرين بأبوة المزارعين وعلى قدر المسؤولية في تضميد الجراح والوصول إلى مكامن الداء والمعالجة بدون أذى نفسي أو مادي ، يعني أبوة رقيقة راقية لا تتقاطع ولا تتشابه مع ما يصدره مسؤولونا الاقتصاديين من قرارات فيها تعجيز وقسوة واستخفاف بجهد وكد وشقاء عمر لا يقاس بموسم أو بعدد سنين…
حالة من الإحباط واليأس أو لنقل الشلل البطيء بدأت تتسرب إلى أوصال شريحة كبيرة من المزارعين في الأرياف وأطراف المدن نتيجة القرارات الغير مدروسة التي لا تفرق بين الحنطة و الزوان ولا تعطي الخباز خبزه قبل أن يجف عرقه بل تستنزفه إلى آخر رمق وتعطيه من الجمل أذنه وما على المزارعين سوى الامتثال والتنفيذ مكرهين ومرغمين… قرارات فيها إجحاف واستنزاف لجهد ومشقات عمل وصعوبات لا يعلمها إلا من يكابدها ويتابعها حراثة وإرواء وتسميداً وحصاداً ،…. والنتيجة حسابات الحقل لا تنطبق على حسابات البيدر ويذهب التعب بمهب الريح …

فأية سياسة زراعية سليمة ولجان اقتصادية حكيمة تسعر كيلو القمح بـ2300 ل.س ومن ثم وبعد أن طال الحديث على مواقع التواصل الاجتماعي حول الإجحاف الذي طال هذه الشريحة وافتقادهم للسند والدعم والعون وتركهم للإعصار يواجهون مصيرهم الذي سينعكس على المجتمع عامة استمالت قلوبهم وتم تعديل سعر الكيلو ورفعه بمبلغ لا يوازي سعر(حبة سكاكر )… على أساس أنهم أنصفوا الفلاح وأعطوه حقه ، متناسين أن سعر كيلو البرغل تجاوز السبعة آلاف ليرة والطحين كذلك ، … وبين سندان الإحجام عن زراعة القمح أو بيعه بأبخس الأثمان يواجه المزارع أزماته المتلاحقة ، إحباط موصول بإحباط وسلسلة تقاسمات لا ينال منها سوى الفتات … ونقلات مخيبة لآماله بمصدر رزق وفير يعتاش  منه لموسم ويزيد ….
رحلة كفاح مغمسة بالتعب والشقاء والمعاناة ، وسواعد مباركة تزرع وتواجه مشقات العمل بصبر وتضحية تحتاج إلى مواكبة وتحفيز لا تركها    في مهب الريح تصارع طواحين الهواء وفي النهاية المواطن المستهلك هو من يدفع الثمن باهظاً…

أحسنوا الكيل الذي تكيلون به ،… القمح لقمة الخبز التي هي خط أحمر وإذا كان القمح بخير فلقمتنا بخير …

حلم شدود

المزيد...
آخر الأخبار