نقطة على السطر ..الحلويات الحمصية للفرجة فقط  …!!

كنا قبل سنوات ،يوم كان راتبنا أقل من عشرة آلاف ليرة سورية،كنا عندما نستلمه من المحاسب لابد أن نمر على محال الحلويات المشهورة بمدينة حمص لنأخذ فطائر الجوز المعروفة بجودتها وحسن صناعتها ،وكان القادم من المحافظات الأخرى يقصد محال الحلاوة الحمصية(حلاوة الجبن)التي مازالت موضوع خلاف بين الحمامصة والحموية حول موضوع الأسبقية،ليشتري منها ويأخذ لأهله وأصدقائه.

اليوم أصبحت أعداد محال الحلويات أكثر من أن تعد أو تحصى وتتنوع بين شعبي و(أكابري)،وطبعاً الأسعار تختلف بين التصنيفين وعلى السمعة والشهرة تكون الأسعار التي تتفق فيما بين الطرفين بأنها كبيرة جداً إذا ما قورنت بدخل المواطن الموظف في القطاع العام ومهما كانت درجته الوظيفية.

وأصبح غالبية المواطنين يمرون من أمام الواجهات الزجاجية ليلقون نظرة الوداع على أشياء كانت في أيام الرخاء في متناول الجميع دون استثناء، أسعار أكبر من يتحملها عقل إنسان عندما يرى 150أو 160 ألف ليرة و حتى أكثر لسعر كيلوغرام واحد من الأصناف الفخمة ،و4آلاف ليرة لفطيرة الجوز وغيرها .

وعندما سألنا أحد العاملين في محل لاسم مشهور بعلامته التجارية منذ زمن بعيد عن الأسعار وعن المبيعات ،قال الأسعار مرتفعة بالتأكيد والبيع قليل في السوق المحلية، وأخرج نماذج من عبوات خاصة بالتصدير خارج البلد والذي يحقق من خلاله أرباحاً كبيرة لأنها بالعملة الصعبة.

وعند السؤال عن سبب الأسعار الجنونية قال لأن المواد الأولية السكر والجوز والفستق الحلبي والسمنة البلدية وغيرها من المستلزمات مرتفعة تضاف إليها تكاليف الغاز والكهرباء …وو؟؟

بعيداً عن كلام العامل فإن الأسعار في وادٍ والجودة في وادٍ آخر والصناعة تجارية والمواد الأولية توضع بالحد الأدنى ومن يشترون يترحمون على أيام كانت الحلويات حقيقية وليست تقليدية تستغل الأسماء من أجل جذب الناس وطلب الأسعار التي تحقق ما يتطلعون إليه من أرباح..!!!

وكغيرها من السلع والمواد هناك من يشتري ويدفع مئات الآلاف من الليرات السورية في صورة تعبر عن فرز في المجتمع ، بين جامع أموال دون تعب وكادح يعمل الشهر بطوله وعرضه دون أن يستطيع تأمين مستلزمات حياة أسرته اليومية.

هناك جيل كامل ربما لم يعرف طعم بعض الأصناف وربما يمضي بقية عمره دون أن يتذوقها وعندما يتم الحديث عن نوع المبرومة أمامه مثلاً يسأل ما هي المبرومة وهل تؤكل..؟؟

عادل الأحمد

المزيد...
آخر الأخبار