لوحات فنية وإبداعات يدوية أبدعتها أنامل فتيات في مقتبل العمر زينت أركان قاعة معرض ثانوية الشهيد أيمن صالح السليمان للفنون النسوية «الأندلس» سابقا بحي الدبلان خلال المعرض المركزي المنوع الأول الذي افتتح مؤخرا احتفالا بأعياد نيسان و أيار حيث ضم مئات الأعمال و الأشغال اليدوية و الفنية ..
العروبة زارت المعرض و أجرت اللقاءات التالية ..
فن وإبداع
معاون مدير التربية للتعليم المهني المهندس محمد عبود قال: الفنون النسوية عدا عن أنها مواد تدرس في مناهجنا التربوية هي فن وإبداع يلزمها الدقة والابتكار تميل إليها الفتيات بشكل عام لأنها تمثل لهن فرصة في إثبات الذات وشغل أوقات الفراغ و فرصة لزيادة الدخل كما إنها تشكل طابعا مميزا لتراثنا خاصة ما يتعلق منها بالحرف اليدوية والبيئية .
و أضاف: يواكب هذا المعرض أعياد نيسان و أيار بما تحمله في ذاكرتنا من افتخار بتاريخنا وحب لوطننا ليجسد استمرار مدارسنا في العمل ورغبة أبنائنا في التفوق والنجاح والإبداع الذي يرمي إلى الوقوف في وجه الفكر الظلامي والتكفيري مشيراً إلى اندفاع الطالبات للمشاركة بالمعرض بإمكانياتهن البسيطة.
تحد للقذائف
مديرة المدرسة غنى القاسم قالت: المعرض كان تعبيرا عن تجاوز الطالبات للظروف التي مررن بها وتحديا منهن لقذائف الإرهاب التي طالت هذه المدرسة و يقدم حصيلة إبداعهن في الخياطة والتطريز والتريكو والزخرفة كما أنه تعبير من أسرة المدرسة عن اعتزازها بأعياد نيسان .. و أضافت:اعتمدنا على التحفيز و تقديم أفكار من المدرسات و تسهيلات في المواد و مستلزمات العمل من خيوط و أقمشة و كل ما يتعلق بالمعرض من مواد الزينة و تدارس وجهات النظر و إعطاء أفكار و خلق روح التعاون بتوجيهات من مديرية التربية التي زودتنا بكافة مستلزمات نجاح المعرض و كذلك المشرفات على المعرض و المعلمات و الإداريات كان لهن دور كبير حيث يكون دائما نجاح العمل من نجاح التنسيق بين الكوادر و منذ انطلاق المعرض أصبح هناك روح للمنافسة مما أنتج أعمالا غاية في الدقة و الروعة خاصة و أنه المعرض المركزي الأول بعد توقف لسنوات و ما ميزه هو مشاركة مدرسة التلمذة للتعليم المزدوج ما أضفى حالة من التنوع و سيتم اختيار بعض المعروضات المتميزة لمعرض دمشق الدولي من قبل لجنة وزارية .
عمل فني إبداعي
المشرفة على المعرض غيداء التريس قالت: على بساطة الإمكانات التي توفرت للطالبات المشاركات استطعن عبرها تحدي الظروف وتقديم عمل فني إبداعي يبشر بمستقبل واعد حيث قدمن عبر دراستهن عملا منهجيا مدروسا أضيف إليه الموهبة والإبداع فكانت الخياطة والتطريز وغير ذلك بأجمل ما يكون.
أقسام متعددة
و أضافت التريس:ضم المعرض عدة أقسام منها :قسم الرسم و الأعمال اليدوية الذي شارك فيه مدارس الشهداء:«جهاد قدور –غالية فرحات- يزن حديدة- حميدة الطاهر- أيمن السليمان «الأندلس» بالإضافة لمدارس الرستن و التلمذة للتعليم المزدوج و المعهد التقاني للفنون النسوية» عشرات اللوحات الفنية و الأعمال اليدوية منها الألوان المائية و الزيتية و الغواش و ما ميز هذا القسم و لأول مرة الحرق على الجلد و اللوحات الجلدية إضافة إلى مجسم لمدينة الرستن بمؤسساتها الرسمية علما أن بعض الأعمال تم الاعتماد فيها على مخلفات البيئة من العبوات الفارغة و الملاعق البلاستيكية التي تم استخدامها لعمل «لمبديرات»للزينة و الأعواد الخشبية و تم منها صناعة بيوت و «فازات» و الحرق على الخشب و الرسم على الزجاج و الضغط على النحاس .
و تضيف التريس : قسم تصميم الأزياء تضمن رسم موديلات مختلفة من التراث و اللباس الشعبي و تصميم فساتين سهرة مع إظهار نوع الخامة و السبورات و ملابس الأطفال مع إدخال مادة «الكولاج» و هي من بعض مواد الطبيعة كورق الشجر و بقايا الأقمشة و الفواكه و المعكرونة و برش الصابون و بقايا الأقلام و ما ميز هذا القسم أن الطالبة تقوم بتصميم الموديل و تنفيذه بنفسها باستخدام الحاسوب و إعطاء الموديل المصمم روح الخامة نفسها .
أما قسم الخياطة فتوضح التريس أنه: يتضمن ثلاثة صفوف هي «الأول و الثاني و الثالث الثانوي» حيث عملت طالبات الأول الثانوي على تنفيذ ملابس أطفال من قميص و تنورة و فستان و حتى فساتين سهرة للأطفال ..أما طالبات الثاني الثانوي فركزن في أعمالهن على السبورات و فساتين السهرة و البلوزات .. و اشتغلت طالبات الثالث الثانوي الجواكيت الرسمية و المانطوات و شاركت طالبات المعهد التقاني بفساتين السهرة و ما ميز هذا القسم هو صناعة «فستان عرس» و التنوع الكبير في الخامات و الموديلات و الألوان و إتقان العمل بروح الإبداع و التميز.
عدة خامات
المشرفة ورود الرفاعي تحدثت عن قسم الصوف و السنارة الواحدة « الكروشي «الذي تضمن شالات و ملابس أطفال و كنزات و جواكيت و غرفة طاولات و لوحات و مساند و جزادين لكافة مراحل التعليم النسوي و ما ميز هذا القسم هو لوحة للعلم السوري مشغولة بالسنارة الواحدة ..و أضافت أن قسم التطريز تضمن عدة خامات من المفارش منها«الشيفون و الساتان و الترغال و البوبلين و القنب» و نفذ عليها أجمل الغرز مع إدخال الشك و شرائط الساتان و ما ميز هذا القسم هو وجود قماش «الأوتومين» المعروف بدقته و تقديم عمل جميل و مبدع علما أنها مادة غالية الثمن و ما أعطى الجمال لبعض قطع مادة التطريز هو إدخال مادة «الكروشي»و خيوط الحرير و هناك أعمال بالضابان و تم منها تصنيع علب محارم و علب ضيافة و جزادين و إدخال مادتي الحرير و الصوف على هذه الأعمال مما أعطاها روعة و تميزا و هي نادرة في الأسواق .
أخيرأ
هذه الأعمال تتيح للطالبات الخروج إلى سوق العمل في المشاغل و الانطلاق بورشات عمل من أعمال يدوية و خياطة و هي فرصة لتحقيق معيشة كريمة و توفير مبالغ مادية و إعطاء روح الإبداع للطالبة و تقديم أفكار جديدة و الإطلاع على أحدث التصاميم و قد تم تجديد الأقمشة القديمة بموديلات حديثة و مراعاة الحالة المادية لبعض الطالبات اللواتي لم يتمكن من شراء أقمشة غالية الثمن بمساعدة مديرية التربية و استبدالها بأنواع أقمشة أقل ثمنا .
بديع سليمان