صدر مؤخرا ديوان ” حكي من وادينا” للشاعر عبد الكريم معماري مراجعة وتقديم د.جودت إبراهيم .
وفي مقدمة الديوان قال د. إبراهيم: ” تراكمت في سورية تجربة غنيّة من الشعر الشعبي بشكل عام والزجل بشكل خاص، و اتسمت هذه التجربة بالعفوية والفطرية في النظم والتأليف، وانتشر هذا الشعر انتشاراً واسعاً في جميع المحافظات السورية، و تنوّع وتلوّن بغنىً ثقافي وروحي، فكُتِبَ بلهجاتٍ متعددة، وبأشكال عديدة، وتشكّلت فرق الزجل اعتلت المنابر وحاورت فرقاً أخرى من بلدان شقيقة لا سيما لبنان… وتأسست جمعية شعراء الزجل في سوريّة منذ عدّة عقود ، وكان لها دور مهم في إغناء هذه التجربة وكان لشعراء وادي النضارة دورٌ بارز بين هؤلاء الشعراء لا يمكن الاستهانة به نظراً لما قدّموه في هذا المجال على المستويين الفردي والعام وللأدب الشعبي في جميع أشكاله (الزجل بأنواعه والقصص والحكايات والعتابا والميجانا وغيرها) دور بارز في ثقافة منطقة وادي النضارة، كما في ثقافة الشعب السوري عموماً.
و الشاعر عبد الكريم معماري من مدينة الحصن، درس في مدارسها ونال الشهادة الثانوية- الفرع العلمي، وتابع دراسته في المعهد المتوسط التجاري بجامعة دمشق، وشارك بنشاطاته، و كتب الشعر الوطني والتاريخي والغزلي منذ الصغر…
ويضيف إبراهيم: يكتب الشاعر عبد الكريم معماري الأدب الشعبي بكل أشكاله (المعنّى، القرّادي، القصيد، الموشّح، الميجانا، العتابا، والشعر المحكي…) يتناول من خلالها كل ما يدور في بيئته الصغيرة قريته- مدينته – وادي النضارة – ووطننا سورية، يلتقط الصور الشعرية من هنا ومن هناك، ويصوغها شعراً بطريقته وبلغته الجميلة السهلة المعبّرة مستخدماً كلمات محليّة، يقدّم لغة الناس بطريقة حوارية شعبية نفهما جداً لأنها تشبهنا، ويختار لنفسه عناوين القصائد من هذه البيئة مثل: كمشة حكي و أمثال شعبية وتحت الشتي و صبحيات وأهل الوفا وقدّام شبّاكي والحَجر والبيدر وحيط الحير وخلص الحكي وهونيك ضيعتنا وغيرها الكثير …. ولا تمرُّ مناسبة وطنية إلّا ولها نصيب من قصائده: وبلادي الحلوة سورية، وصف العسكر، والشهادة وغيرها، كما تغنى عبد الكريم معماري بقصائد عديدة بوادي النضارة/ بريفه الجميل/ كما يخصص مكاناً متسعاً لأبيات العتابا، وآخر لتكريم شخصيات من الوادي وغيره… هذا التنّوع في القصائد من حيث شكلها وبنيتها وموضوعاتها المتنوعة ولغتها، وموسيقاها يجعل من عبد الكريم معماري شاعراً شعبياً متميزاً من شعراء الشعر المحكي، كما أنّه يكتب الشعر الفصيح .