ألقى عبد الكريم عمرين محاضرة بعنوان “صورة البطل المسرحي عند فرحان بلبل” أمس الاثنين في رابطة الخريجين الجامعيين بحضور جمهور من الأدباء والمهتمين. و تحدث المحاضر عن عدد من مسرحيات بلبل ورأى أنه يترك أبطاله في جدرانهم القرمزية يعزفون على وتيرة واحدة دون إغناء طبائعهم، وفي “العيون ذات الاتساع الضيق” يلحظ شخصيات حية نابضة ومتكاملة، فلكل شخصية عالمها وأهدافها الخاصة، ومنطقها الخاص، ومساحتها المحسوبة درامياً بدقة في حبكة محكمة ، ويظهر ذلك في “الحفلة دارت في الحارة” بلا طباع ولا ملامح إنسانية …
وفي “الممثلون يتراشقون الحجارة” يخطو فرحان بلبل الخطوة الأهم في مسيرة حياته ككاتب مسرحي، فهو يترك البيوت والساحات لينقلنا إلى المسرح الحقيقي، المسرح الذي أحب، و الذي يعشق، الأداة، والمضمون، والجمال .
ورأى المحاضر أن ما قدمته فرقة المسرح العمالي بحمص وكاتبها ومخرجها فرحان بلبل, من عروض مسرحية تمس حياة العمال مباشرة, نجح في ظرفه وزمانه ومكانه .
ويضيف : مسرحيات فرحان بلبل العمالية، تطرح مشاكل كثيرة، ولكنها جميعاً تنحصر في النضال النقابي والعمالي في أماكن العمل والمجتمع , والنضال في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية.
وتابع قائلا : فرحان بلبل مسكون بالهم السياسي في مسرحه العمالي، ورأى عمرين أن توصيف شخصيات فرحان بلبل بالأنماط لا يحط من قدر ما كتبه, بل على العكس تماماً, فقد نجح بلبل في خلق أنماطه المسرحية اللصيقة بأنماط شخصيات مجتمعه, وتاريخ المسرح العالمي حافل بالشخصيات النمطية, كشخصيات موليير وراسين وشخصيات بلزاك وإبسن وغوغول وتشيخوف, ماكس فريش وجورج برنارد شو, لوركا وأرثر ميلر… الخ.
وختم محاضرته بالقول : فرحان بلبل كاتب ومخرج وناقد وإداري،ووهب نفسه للمسرح، ووهب جهده لمدينته ووطنه، ليكون الفن المسرحي على يديه حاجة روحية وأداة للمتعة والفائدة، ومسألة يختلف عليها الناس أو يتفقون.
عبد الحكيم مرزوق