جهاز ” E R C P “متوفر في ثلاث مشافي عامة في حمص و لكن … !! كلفة العملية في القطاع الخاص من 2 حتى 3 ملايين ليرة … أطباء حمص بحاجة لدورة تدريبية لاستخدام الجهاز … و الموضوع برسم وزارة الصحة
مازال موضوع نقص الكوادر الطبية المدربة هو الهاجس الرئيسي و المعضلة التي لم تحل حتى الآن في القطاع الصحي في محافظة حمص ، و هذا ما يدفع المرضى للجوء إلى القطاع الخاص الذي بات مكلفاً للغاية في ظل الأوضاع المعيشية القاسية التي يعيشها المواطن ، أحد المواطنين تواصل مع “العروبة” ليروي ما حدث معه فقد احتاج المريض إلى استئصال حصاة من القناة الجامعة و علم من مشفى الباسل بحي كرم اللوز أن الجهاز متوفر إلا أن المشكلة تكمن في عدم وجود أطباء مدربين لإجراء هذه العملية فاضطروا لإسعاف المريض إلى إحدى المشافي الخاصة لإجراء العملية و كانت التكلفة حوالي 2,5 مليون ليرة و يشير المواطن أنه استطاع تأمين المبلغ المطلوب ، إلا أنه يتساءل كيف ستكون حالة من لا يستطيع تأمين هذا المبلغ ؟؟ .
“العروبة” تابعت الموضوع و تواصلت مع مديري المشافي العامة في حمص فأوضح الدكتور وائل عبد الصمد مدير مشفى الوليد بحي الوعر أن جهاز التنظير الهضمي متوفر في المشفى و هو جهاز يستخدم للتشخيص و قد تم استكمال كامل ( الإكسسوارات ) اللازمة لاستخدامه بالشق العلاجي و هو استئصال الحصاة من القناة الجامعة ( E R C P ) و لكن المشكلة تكمن بعدم وجود أطباء مدربين لاستخدام هذا الجزء من الجهاز و هو يحتاج إلى خبرة لدقة العمل عليه ، مشيراً أنه تم رفع أكثر من كتاب لمديرية الصحة و الأخير كان منذ حوالي شهرين تضمن أسماء خمسة أطباء مقيمين و طبيب اختصاصي ( هضمية ) لإجراء دورة تدريبية في دمشق للعمل على الجهاز ووضعه بالخدمة .
و كذلك أكد كل من الدكتور ناصر إدريس مدير مشفى الباسل بحي الزهراء و الدكتور أيمن محرز مدير مشفى الباسل بحي كرم اللوز على أنه تم استكمال كافة الأدوات لجهاز التنظير الهضمي لاستخدامه في الشق العلاجي ( استئصال حصاة من القناة الجامعة ) إلا أن هذه الخدمة لم تستخدم بعد لعدم توفر الكوادر الطبية المدربة علماً أن الجهاز بشقه التشخيصي موجود بالخدمة و يتم استخدامه و أشار الدكتور إدريس أن مديرية الصحة حالياً بصدد إجراء دورات تدريبية لعدد من الأطباء لوضع الـ ( E R C P ) بخدمة المرضى .
مدير الصحة الدكتور مسلم الأتاسي أفاد أن المديرية قامت منذ مدة بتفعيل هذا الجهاز و استدراك كافة النواقص و توفير الأدوات اللازمة لوضعه بخدمة المرضى إيماناً منها بالعمل على تخفيف التكاليف و العناء على المرضى بتوفير الأجهزة في المشافي العامة وفق الإمكانيات المتاحة ، مشيراً أن العمل جار حالياً بالتعاون مع وزارة الصحة لتأهيل الكوادر الطبية للعمل على هذا الجهاز علماً أنه اختصاص دقيق و يحتاج إلى الخبرة من قبل أطباء الهضمية .
عضو مجلس الشعب الدكتور بسام محمد أكد على ضرورة تشجيع الأطباء و تحفيزهم على الالتحاق بدورة تدريبية لاستخدام الجهاز وفق إجراءات تراها وزارة الصحة ، مقترحاً أن تنصب الجهود في الوقت الحالي على وضع جهاز واحد على الأقل في الخدمة ريثما تستطيع مديرية الصحة تأمين الكوادر الطبية اللازمة لباقي الأجهزة كون المديرية استطاعت تأمين الأدوات اللازمة و استكملت جميع النواقص فيها .
نأمل أن لا تتأخر مديرية الصحة بإجراء ما يلزم لتدريب الكوادر الطبية لاستثمار هذا الجهاز بالشكل الأمثل بما يتناسب مع أهدافها بتخفيف العناء و الكلف المالية المرتفعة لدى الاستشفاء في القطاع الخاص عن المواطنين الذين أصبحوا بأمس الحاجة للرعاية الصحية في القطاع العام في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
يحيى مدلج