التسوق يتحول من متعة إلى صدمة وعجز… أسواق الملابس المستعملة ” البالة ” لم تعد ملاذاً للمواطنين… أسعار كاوية تقارب الألبسة الجديدة..
في ظل الواقع المعيشي الصعب الذي يعيشه المواطن أصبحت أسواق الملابس المستعملة ( البالة) خلال سنوات الحرب ملاذاً للكثيرين نظراً لأسعارها أخفض عن أسعار الألبسة الجديدة التي تضاعفت أسعارها بشكل جنوني لا يصدق .
داخل أحد محال الألبسة المستعملة ” البالة ” تقف مجموعة من السيدات يقمن بتقليب وتفتيش بضاعة المحل أملاً في الحصول على مبتغاهن من الألبسة ( الولادية والنسائية ) وهن واثقات بأنهن سيجدن ما يناسب أذواقهن وبأسعار أرخص من أسعار الملابس الجديدة ، رغم ارتفاع أسعار ملابس البالة للضعف تقريباً .
أم مازن تقول : تعودت منذ زمن طويل على التسوق وشراء الألبسة من محال البالة فالأسعار أرحم من الأسواق الأخرى ، ونوعية البضائع مميزة وأسعارها أرخص فليس باستطاعتي “كسوة” عائلتي المؤلفة من خمسة أشخاص و شراء بعض القطع من البالة حسب الضرورة وبذلك تبقى هذه السوق الملجأ الوحيد لتأمين احتياجاتنا نتيجة غلاء الأسعار التي باتت تفوق راتب الموظف فسعر القطعة الواحدة من أسواق الملابس الجديدة يفوق راتبه .
عبد المؤمن “صاحب محل” قال: نتيجة ارتفاع الأسعار انخفض المبيع وأصبح عدد القطع التي يشترونها الزبائن محدود ونلجأ للبيع بأسعار أخفض لتغطية التكاليف والأجور المترتبة علينا شهرياً ، وأشار إلى ركود حركة الأسواق سواء في محال البالة أم الألبسة الجديدة نتيجة لغلاء الأسعار واكتفاء المواطن بشراء مستلزماته المعيشية أولاً ثم الاتجاه لتأمين الضروري جداً من الألبسة .
” صبا ” موظفة تقول: رغم اعتيادنا على التسوق من البالة إلا أن أسعارها أصبحت فوق طاقتنا أيضا (الألبسة والأحذية وحتى ألبسة الأطفال ) صيفاً وشتاءً فقد ارتفعت الأسعار قرابة 50 % ، فمثلاً وصل سعر بعض قطع الألبسة في البالة إلى 100 ألف ليرة – سعر البيجاما مابين 70-80 ألف ليرة والحذاء 60-75 ألف ليرة وهذا يجعلنا عاجزين عن تأمين احتياجات أولادنا الضرورية .
عبلة أم لثلاثة أطفال قالت: رغم ازدحام الأسواق إلا أن الغالبية العظمى من المواطنين غير قادرين على شراء الألبسة والأحذية ودفع مبالغ طائلة تفوق قدراتهم ، حيث ارتفعت الأسعار كثيراً ما جعل الكثيرين يتجهون إلى شراء الملابس المستعملة رغم أنها ليست “نخب أول”…
وأضافت ” أسعار الملابس الصيفية المستعملة مرتفعة جداً لا تقل عن أسعار الألبسة الشتوية كثيراً ” و المعروف أنها أغلى من الصيفية” ، فسعر بنطلون الجينز مثلاً 70 ألف ليرة والبلوزة 45 ألف ليرة “في البالة” ، ناهيك عن ألبسة الأطفال التي لا تقارب وكأن الموظف يتقاضى مليون ليرة حتى يستطيع شراء كنزة لطفل بعمر 3 سنوات بسعر 35-40 ألف ليرة مع شورت قصير ولكن البعض يفضلها كونها ذات نوعية جيدة ويستطيع الطفل لبسها لعامين، بالرغم من أن أسعارها تفوق القدرة الشرائية.
السيدة نجاح قالت: نوعية البيجامات في أسواق البالة جيدة لكنها مرتفعة الثمن فسعر البنطلون لوحده قد يتجاوز 30 ألف ليرة ، و أصبحت كسوة الأبناء عبئاً مضافاً تتحمله الأسر فوق أعبائها المعيشية الأخرى فقد تحولت فكرة التسوق من متعة إلى صدمة وعجز في كيفية شراء الملابس بعد الإطلاع على أسعارها الكاوية خاصة ذوي الدخل المحدود.
سامر “صاحب محل بالة” قال: : تصلنا أنواع وماركات مختلفة من الألبسة ما يعني اختلاف سعرها حسب جودتها ، ونوه أن أصحاب المحال يشترون البضائع” الرصة” دون معرفة ما بداخلها مما يجعلهم يرفعون الأسعار لتعويض سعر أي قطعة غير مناسبة .
موضحاً أن الألبسة تصل في أكياس كبيرة – وهي ما تسمى ” الرصة” كما أسلفنا – لايُعرف محتواها وفي أكثر الأحيان نفاجأ بما فيها من ماركات معروفة و مميزة وبالمقابل توجد قطع غير مرغوبة بمقاسات كبيرة أو عليها رسومات وكتابات غير محبذة ، لذلك لا يمكن بيع الألبسة المميزة بأسعار مخفضة، علماً أنه يتم في نهاية كل موسم الإعلان عن التخفيضات في الوقت الذي نكون فيه قد حققنا أرباحنا بشكل جيد.
لينا طالبة جامعية قالت : انتشرت مؤخراً ظاهرة بيع الملابس المستعملة وغيرها من الأغراض عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي التي ينوي أصحابها بيعها نتيجة لضائقة مالية ولم تعد القصة تقتصر على الملابس فقط بل امتدت للكثير من الحاجيات حيث يتم الإعلان عن هذه القطع عبر صفحات اختصت بهذا الأمر , ويتم البيع بين الشاري والبائع دون وسيط وبأسعار تناسب الطرفين كل ذلك من أجل الاستمرار في العيش.
قصي :” صاحب محل بالة” يؤكد أنهم”كأصحاب محال” يدفعون ثمن بضائعهم بالعملة الصعبة وهي تحتوي على الألبسة والأحذية لجميع أفراد الأسرة وهم يبيعون بالليرة السورية رغم التكلفة العالية,وبين أنه في أكثر الأحيان تصل القطع سواء الألبسة أو الأحذية جديدة تماماً ولكن موضتها تكون انتهت في بلد المنشأ فتم تهريبها إلى بلادنا… وأشار إلى كثير من الأسر الميسورة تتسابق للحصول على هذه البضائع سواء الملابس أو الأحذية كونها ماركات عالية.
بشرى عنقة