من الواضح أن الغلاء المخيف واللامقبول الذي نعيشه، يحتم على أرباب الأسر في حمص الاستغناء عن أكثر من نصف كميات مؤونة الشتاء و التسليم للأمر الواقع فهذه الأصناف على أهميتها إلا أن الواقع يفرض نفسه و يبعد أصنافا بحالها عن قائمة المؤونة الضرورية… فالمكدوس مثلاَ وهو سيد موائد الإفطار و العشاء و ربما الغداء في فصل الشتاء أصبح حلما بعيد المنال إذ أننا و في ضوء أسعار تاريخ إعداد التقرير تتجاوز تكلفة إعداد العشرة كيلو منه المائة وخمسين ألف ل. س على أقل تقدير آخذين بعين الاعتبار كل إجراءات التقشف… أما البامياء فلم ينخفض سعر الكيلو منها عن العشرة آلاف ليرة أما الباذنجان لزوم التيبيس لم يسجل رقما اقل من ثلاثة آلاف ليرة و البندورة لزوم إعداد رب البندورة لم تنخفض عن الألفين و الملوخية يتجاوز سعر الكيلو العشرة آلاف ويسجل البرغل السعر ذاته أما تكلفة إعداد الكشك باتت خارجة عن كل قدرة وتحمل… هذا ولم نتطرق لكل أنواع المؤونة اللازمة للمنزل… وبحسب إحصائية أجرتها العروبة على عدد من الأسر (متوسطة الحال سابقاَ) وشملت أكثر من أربعين أسرة أكدت نسبة من سيداتها تزيد عن 90٪ أن المربيات بكل أنواعها غير موجودة على قائمة المؤونة فالسكر وهو المكون الأساسي سعره مرتفع جداَ و لم يعد بالإمكان شرائه بكميات تكفى لإعداد أي نوع من المربيات رغم أهميتها في الشتاء مع غياب كل أنواع المحليات…
اليوم وفي ظل عدم استقرار الأسعار أصبحت الأسر أغلبها عاجزة عن شراء أساسيات المؤونة و الاستغناء حل مطروح لأن التكاليف باتت كبيرة جداَ وسحب قرض أو دخول جمعية هو حل يضيف عبئاَ إضافياَ لأشهر تزيد عدتها عن سنة… فهل سنشهد تدخلاَ حقيقياَ لضبط وتخفيض الأسعار يكون مجدياَ أكثر من الجولات الرقابية التي لاتسمن ولاتغني فهي و رغم جديتها غير قادرة على تخفيض سعر أي مادة مع ارتفاع تكاليف النقل خاصة بعد الزيادة الأخيرة لأسعار المحروقات وغيرها من التكاليف التي لا معوض لها إلا جيب المواطن المنهك أصلاَ.
هنادي سلامة