انهيار أسعار الفروج في حمص ينعكس سلبا على المربين… المربون : ضرورة تحديد سعر مناسب  للفروج يغطي تكاليف  الإنتاج ويضمن هامش ربح بسيط

تشهد محال بيع الفروج الحي  انخفاضاً ملحوظاً في الأسعار

والبعض يرجح السبب لعودة المربين للإنتاج من جديد بعد التحرير رغم تراجع الطلب لضعف القدرة الشرائية للمستهلك حتى الآن الذي يكتفي عن الحاجة بشراء قطعة من اللحوم البيضاء (الفروج)..

“العروبة” جالت في  الأسواق و اطلعت على آراء المواطنين وأصحاب المحال حول انعكاس انخفاض الأسعار على المستهلك، إضافة لآراء بعض أصحاب المداجن حول الأسباب و المنعكسات على آلية عملهم.

همومنا كبيرة

أحد المربين قال : الكثير من المخاطر تترتب على استمرار انخفاض سعر الفروج، فالعديد من أصحاب المداجن  توقفوا عن العمل منذ فترة كونهم  اضطروا لبيع المنتج (أفواج الفروج ) بأسعار قليلة لا تغطي تكاليف الإنتاج من “أعلاف – أدوية  محروقات- ويد عاملة” وانخفاض الأسعار جعل  استمرار العمل في هذا المجال صعب جدا و يدفع المربي للتوقف عن الإنتاج نهائيا أو الاكتفاء بكميات قليلة ، مما يؤدي إلى نقص المادة لاحقا  في الأسواق.

وأوضح مربٍ آخر أن  قطاع الدواجن  من  القطاعات الزراعية التي تشغّل الكثير من اليد العاملة وتوقُف هذا القطاع  سيؤدي إلى بطالة إضافية وتراجع في الإنتاج المحلي.

أحد المربين أشار أن خروج صغار المنتجين من السوق واحتكار  السوق لاحقاً  من قبل عدد محدود من التجار أو المستوردين،  يؤدي  إلى ارتفاع جنوني في الأسعار لا يستطيع المستهلك تحمله لاحقا.

وأضاف : قد يلجأ بعض المنتجين إلى استخدام أعلاف “نوعيتها رديئة” مع عدم الاهتمام  بالرعاية الصحية للطيور بشكل كاف لخفض تكاليف الإنتاج والحصول على ربح بسيط مما ينعكس سلباً على صحة المستهلك مستقبلا.

دعم مستلزمات الإنتاج

أحد مسوقي الفروج  تساءل لماذا لا يتم تحديد سعر مناسب  للفروج يغطي تكاليف  الإنتاج ويضمن هامش ربح بسيط للمربي مع استمرار مراقبة الأسواق للحد من التلاعب,ودعم مستلزمات الإنتاج من الأعلاف، الأدوية البيطرية  وتخفيض أسعارها.

ونوه إلى ضرورة  تشجيع إنشاء “تعاونيات إنتاج وتسويق” تساهم في تعزيز قوة المربي وقدرته على التفاوض أمام التجار، وتخفض التكاليف من خلال الشراء الجماعي للأعلاف والتسويق المشترك,

إضافة لتنظيم  تصدير المنتج” الفروج” عند وجود فائض مما يتيح تصريف المنتج ومنع انخفاض الأسعار أو ارتفاعها بشكل كبير مما ينعكس على المربي و المستهلك بشكل إيجابي.

المداجن العاملة 

تواصلنا مع مديرية زراعة حمص لمعرفة عدد المداجن المرخصة وغير المرخصة، إضافة لعدد المداجن العاملة المتوقفة حاليا مع الطاقة الاستيعابية لكل منها.

حيث قال رئيس دائرة الصحة والإنتاج الحيواني الدكتور عبد المالك المصري أن  عدد المداجن المرخصة والعاملة يبلغ  509 و الطاقة الاستيعابية 7028248، أما المرخصة والمتوقفة لأسباب مختلفة عددها 1825 الطاقة الاستيعابية 23884500.

بينما يبلغ عدد المداجن المرخصة العاملة 333 طاقتها 2156949، أما المتوقفة منها “متضررة” ويبلغ عددها41 بطاقة 127000، وعدد المداجن المتوقفة لأسباب مختلفة 706 طاقتها الاستيعابية 1115844 من الطيور وبذلك يصبح المجموع 1080 مدجنة والطاقة الاستيعابية 3399793.

مراقبة الأسواق

كما تواصلت “العروبة ” مع مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حمص وائل برغل لمعرفة أسباب انخفاض أسعار الفروج وعدد الضبوط بحق المخالفين على اختلاف أنواع المخالفات, حيث أشار أن هناك انخفاضاً ملحوظاً بأسعار الفروج في سوريا نتيجة وفرة الإنتاج وضعف الطلب حيث سجلت أسعار الفروج خلال الفترة الأخيرة انخفاضاً ملحوظاً، نتيجة عدة عوامل متداخلة أبرزها زيادة الإنتاج المحلي نتيجة التوسع في مزارع الدواجن وانخفاض تكاليف التربية، بما في ذلك أسعار الصوص والعلف، ما أدى إلى وفرة كبيرة في العرض.

وفي المقابل، بقي الطلب على الفروج منخفضاً بسبب تراجع القدرة الشرائية للمواطنين، ما ساهم في تعزيز هذا الانخفاض.

وأكد أن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حمص تواصل تنفيذ جولات يومية على الأسواق، لاسيما مسالخ ومحال بيع الفروج، حيث يتم ضبط المخالفات وتنظيم الضبوط التموينية واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين، فقد تم منذ بداية العام وحتى تاريخه تنظيم (٧٧) ضبطاً عدلياً، شملت مخالفات متنوعة أبرزها: حيازة أجزاء فروج فاسدة وغير صالحة للاستهلاك البشري، حيازة وعرض فروج منتهي الصلاحية، نقع الفروج بالماء بقصد زيادة الوزن، عدم التقيد بالشروط الصحية،فرم اللحم بشكل مسبق دون وجود زبائن، غبن المستهلك بالإضافة إلى مخالفات تتعلق بالأسعار والفواتير والبيانات.

بقي أن نقول :

يبدو انخفاض الأسعار خبراً جيداً للمواطن المتعب من غلاء الأسعار ، لكن في الواقع أن الأسعار التي لا تغطي تكاليف الإنتاج ، ومن الضروري تحقيق توازن بين مصلحة المستهلك واستمرارية المنتج، من خلال تدخل الجهات المعنية بشكل يدعم هذا القطاع الحيوي الهام بشكل يحمي أمن بلدنا الغذائي لسنوات قادمة..

بشرى عنقة

المزيد...
آخر الأخبار