الدولة تمد يدها للجميع ..

لم يأت استحسان ما قامت به الدولة السورية تجاه الأحداث في السويداء من منطلق سياسي ، بل أصاب حقيقة الأمر ، فالخطوات المتخذة حتى الآن توحي بجدية القيادة نحو نزع فتيل الأزمة المفتعلة ، و ترتيب الوضع في هذه المحافظة السورية بشكل يحفظ حقوق الجميع و كراماتهم ، و يجبر الضرر الذي لحق بهم ، و الوصول لجميع المصابين و المفقودين من كافة الأطراف ، و تبادل المحتجزين .

بدأت الدولة بقرار وقف إطلاق فوري و دخول القوى الأمنية لفض الاشتباك كخطوة أولى ، للسماح بدخول فرق الدفاع المدني و الفرق الصحية و الطبية ، و إدخال المساعدات إلى كافة المناطق المتضررة ، بالتزامن مع إجلاء الكثير من العائلات المهددة و المتضررة لحمايتهم بالمقام الأول و رعايتهم .

و لم تتخل الدولة عن أي مواطن من أي مكون مجتمعي ، فسعت بكل إمكانياتها للوصول للجميع دون تمييز ، من خلال التنسيق و التواصل مع كافة الأطراف ، بهدف حماية المواطنين و حماية السلم الأهلي الذي تعمل عليه منذ تسلمها السلطة في البلاد ، للوصول إلى الهدف الأسمى وهو وحدة البلاد و الحفاظ على سيادتها و استقلالها ، بما يحفظ كرامة جميع مواطنيها ، و يحفظ حقوقهم المتساوية وفق القوانين و الأنظمة التي ترعاها الدولة السورية .

نمر اليوم في واقع حساس للغاية يحتاج من الجميع المزيد من الوعي ، ونبذ الخطاب التحريضي الفتنوي ، الذي يريد أصحابه تخريب المجتمع السوري ، وصولاً لإفشال بناء الدولة و جعلها دولة مقسمة فاشلة لا تملك قرارها ، مسلوبة الإرادة و السيادة ، و هذا بمجمله و تفاصيله سينعكس واقعاً مريراً على كافة المواطنين ، من كافة الفئات و المكونات ، و على كافة المواطنين الذين استبشروا خيراً بتحرير البلد من النظام الدكتاتوري القمعي ، بعد معاناة طويلة ولدت وعاشت خلالها أجيال تحت القهر أن يكونوا يداً بيد مع الدولة وسندا لها لأنها الضامن لهم .

الواجب اليوم الحفاظ على المجتمع ، و تعزيز التماسك و بناء و تمتين الثقة ، و الترفع عن الخطاب التصادمي ، وفتح القنوات مع الجميع بما يضمن سلامة المجتمع ، و إطفاء كل نار للفتنة بين أبنائه ، وصولاً لمجتمع يسوده التسامح و المحبة و التعاون للنهوض إلى مصافي البلدان المتقدمة المتحضرة ، التي تضمن الحياة الكريمة لجميع أبنائها .

المزيد...
آخر الأخبار