إعلامنا والانتماء الوطني…

لا يمكن لأي إعلام أن يمارس عمله في الفراغ، والإدعاءات بحرية الإعلام لم تعد تنطلي على أحد،الإعلام قبل كل شيء،هو إعلام الوطن الذي ينشط داخله ،يتابع ويحلل ،والهدف الأساسي توجيه الرأي العام نحو وحدة هذا الوطن وسيادته وعافيته.

في الحالة السورية اليوم نماذج متباينة من الصراعات الإعلامية،للأسف منها ما هو غريب عن بنية المجتمع السوري الذي يشكل نسيجاً عضوياً متجانساً, و اليوم نتابع التجييش ومحاولة إثارة الفوضى عبر إطلاق الدعوات الطائفية والأثنية بهدف زعزعة الاستقرار وخلق حالة من التخويف وحتى إطلاق التهديدات من فئة ضد الفئات الأخرى..!!

قبل كل شيء،الإعلام مسؤولية ،ومسؤولية وطنية كبيرة،هذه المسؤولية يجب بالدرجة الأولى أن تتجه نحو الدعوة لتجنب العنف ،والتشجيع على المبادرات الخلاقة لتعزيز السلم الأهلي,وتحفيز الروح الوطنية في النفوس،لأن الوطن فوق الجميع، فنحن في مركب واحد كبير اسمه وطن،فإن غرق غرقنا جميعاً.

الوطن قوي بأبنائه، بوحدتهم وتعاضدهم وغيرتهم على مكوناته،على أرضه وبحره وجوه،ومن حقنا أن نعيش في هذا الوطن بأمن وسلام حتى نستطيع المضي نحو بناء سوريا التي نطمح إليها،سوريا الغد وليس العودة لما قبل 2011.

اليوم الظروف اختلفت، والتطورات العلمية على كافة الأصعدة أصبحت مذهلة , لم يعد من يعمل بالإعلام من يحملون الشهادات في هذا المجال،إعلام المواطن،أو إعلام الشارع أو المواطن، و انتشرت صفحات الفيسبوك الرخيصة كالنار في الهشيم وبات لها متابعيها ، وللأسف البشر بطبيعتهم يبحثون عن الإثارة والدعاية البراقة التي تخدع البصر وتدخل العقول التي تغيب في مواجهة الإغراءات الخادعة ،خاصة إذا كانت تبث من خلال أناس لا يقدرون معنى أن يكون الإعلام مسؤولية،وعليه أن يقدم عمله بمصداقية وشفافية.

اليوم توجد مواقع إلكترونية تبث السم في الدسم، تنافس وسائل الإعلام الوطنية الموثوقة من حيث عدد المتابعين والمشاهدين ومن خلال التعليقات التي تكشف عن السطحية في أذواق المتابعين.

سوريا اليوم بحاجة إلى الجهود المخلصة التي تعمل لتوحيد القلوب وإزالة الرواسب العفنة ،إلى إعلام سوري حقيقي يعطي الأمل بالمستقبل،يعمل باتجاه السلم الأهلي،يرفض التقسيم وينبذ الطائفية والعنف،وسوريا تمتلك مخزون كبير من الشرفاء في الإعلام وغيره والذين يعول عليهم لتجاوز المحن.

عادل الأحمد

 

المزيد...
آخر الأخبار