قدم الفنان عبد الكريم عمرين مونودراما بعنوان “أحبها” تأليف وإشراف الكاتب المسرحي فرحان بلبل مساء أمس في كاتدرائية الروح القدس للسريان الكاثوليك بحضور جمهور من المهتمين ومتابعي الأنشطة المسرحية .
بدأ العرض الذي هو عبارة عن ممثل يجلس خلف الطاولة يقرأ نصا يختلف عن العروض العادية انه يضيف أحاسيسه عبر الأحداث والمشهد الوحيد الذي يقدمه والذي يمتد لحوالي النصف ساعة مقدما أحاسيس ومشاعر الشخصيات وخاصة بنبرة الصوت التي برع فيها عمرين وهو يقدم فيها عصارة خبرته المسرحية الطويلة.
قصة العرض تبدأ بالمونولوج الداخلي للشخصية الرئيسية التي تبدو مأزومة و محاصرة بالهموم الداخلية من جهة وبالحصار المادي من جهة أخرى من خلال وجوده في منزله الذي يقع قرب المعمل الذي يعمل فيه .
نشهد من خلال العرض كيف تعرف بطل العرض على زوجته في أول يوم عمل فيه ومن ثم قصة الحب التي اشتعلت والتي كللت بالزواج ومن ثم انحراف الزوج وانغماسه في العلاقات النسائية وفساده مع المدير الذي يهرب في نهاية العرض ويتركه لملاقاة مصيره وحيدا حيث يلقى حتفه ويموت على الطاولة .
برع عمرين في معظم مفاصل العرض بتقديم الشخصيات سواء شخصية الأب أو الابن أو الحبيبة التي أصبحت زوجة فيما بعد من خلال التحكم بطبقة الصوت وملاءمتها للشخصية المجسدة من خلال الحوار المكتوب وهي ميزة تسجل له على مدى الدقائق الثلاثين من زمن العرض المسرحي الذي كان خاليا من أية مكملات تدعم العرض المسرحي من موسيقى ومؤثرات صوتية وإضاءة حيث اكتفى بالإضاءة الموجودة في القاعة وبالطاولة وبعض مكملات العرض المسرحي كالهاتف وكأس وقنينة الشراب.
عرض أحبها عرض جميل وممتع وجديد شهدناه لأول مرة (مسرح الطاولة) يستحق المشاهدة واثبت انه وبعد هذا العمر الطويل على خشبة المسرح قادر على العطاء .
و تحدث عمرين عن مفهوم مسرح الطاولة بقوله : الهدف الرئيسي هو إحياء اللغة وعلاقتنا بها وما تنتجه من معان وجمال داخلي بعد أن سرقت الصورة خيال الإنسان وتفكيره في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المضلل وقال : هذا عرض مسرحي مختلف يعمل على تنشيط خيال المتلقي على قاعدتي اللغة والأداء الصوتي ليعطي هذا العرض صورة أو مشهديه جمالية تضاف إلى الجهد الإبداعي للمؤلف ، وختم بالقول :هذا العرض محاولة لإحياء التلقي من خلا القص أو الروي الفني ومن خلال المؤدي الذي هو بشكل ما راو للحكايات الدافئة ويشهد على عصره .
عبد الحكيم مرزوق