انتشار نفايات الأجهزة الكهربائية والالكترونية وآثارها الصحية ..

في كل عام وفي الخامس من شهر حزيران ، تحتفل جميع دول العالم بيوم البيئة العالمي، وتأتي هذه المناسبة لتؤكد على الجهات المعنية في كافة الدول للاهتمام بالبيئة وحمايتها من كل أنواع الملوثات التي أصبحت تهدد حياة الناس ، ومن الملوثات البيئية الخطيرة نفايات الأجهزة الكهربائية والالكترونية التي تنتشر بشكل واسع بين أيدي الناس دون أن يعرفوا مدى خطورتها .. وفي هذا الموضوع نسلط الضوء على وضع هذه النفايات وحجمها وطرق التخلص منها والآثار السلبية الناتجة عنها ، عن كل ذلك تحدث المهندس الكهربائي توفيق مرعي .. فقال : مع مرور الزمن تتفاقم مشكلة انتشار نفايات الأجهزة الكهربائية والالكترونية كما ً ونوعا ً خاصة بعد أن ملأت الأسواق العالمية الأدوات المنزلية كالثلاجات والغسالات والمكيفات ، وأجهزة الكمبيوتر والطابعات والشاشات والهواتف المحمولة والمسجلات ووسائط التخزين الالكترونية والبطاريات ..وعند انتهاء العمر الافتراضي لها والاستغناء عنها ، تتحول إلى نفايات حيث تعتبر خطرة عند حرقها أو تفكيك أجزائها الداخلية التي تحتوي على بعض المعادن الضارة كالرصاص والزئبق .
وقد كانت معظم الدول فيما مضى تتخلص من تلك النفايات بطرق تقليدية من خلال ردمها في الأرض أو رميها في البحر أو حرقها ، لكنها شعرت فيما بعد بالأضرار الصحية والبيئية لهذه العملية ، ووجدت أن أفضل طريقة للتخلص منها هي تدويرها والاستفادة منها في صناعات أخرى، إلا أن الشركات التجارية في الدول المتطورة عمدت – بدلاً من ذلك – إلى تصدير الأجهزة البالية إلى الدول الفقيرة والنامية بحجة التبرع والمساعدة .
وفي دول الاتحاد الأوروبي فإن 75 % تقريبا ً من النفايات الكهربائية والالكترونية تبقى مجهولة المصير ، ومقارنة مع 7ر8 ملايين طن من هذه النفايات المنتجة في تلك الدول سنويا ً، لا يعاد تدوير سوى 6ر6 ملايين طن منها ، أما النسب المتبقية من النفايات غير المدورة فتتوزع على النحو التالي:
1 – التخزين : في معظم الأحيان يتم تخزين الأجهزة القديمة في أقبية المنازل.
2 – الطمر والحرق : عندما تختلط نفايات الأجهزة الكهربائية والالكترونية مع النفايات المنزلية ، من المرجح أن ينتهي بها الأمر في مطامر النفايات أو في المحارق، وفي كلتا الحالتين فإنها تحدث تلوثا ً في البيئة .
3 – إعادة الاستخدام والتصدير: يتم تصدير الكثير من أجهزة الكمبيوتر والهاتف والالكترونيات القديمة إلى الدول النامية لإعادة استخدامها أو تدويرها بطريقة غير سليمة .
وأشار تقرير صادر عن منظمة برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة، إلى أن معظم الشركات المنتجة للأجهزة الالكترونية تقوم بالتخلص من نفاياتها في بعض الدول الإفريقية .
مواد النفايات
تشكل نفايات الأجهزة الكهربائية والالكترونية نوعا ً من التلوث البيئي الخفي، نظرا ً لاحتوائها على قطع وأجزاء الكترونية التي لها أضرار صحية وبيئية بالغة وينصح المختصون بعدم الاحتفاظ بالأجهزة الالكترونية المنتهية الصلاحية في المنازل ، وتتمثل خطورة هذه النفايات في أنها تحتوي على حوالي 100 مادة مختلفة أكثرها ذات مكونات سامة .
فالرصاص والزرنيخ: يوجدان بنسبة عالية في شاشات التلفزيون القديمة .
الديوكسين ومركبات البروميد : يوجدان في الأغلفة البلاستيكية والكابلات ولوحات الدارات الكهربائية .
معدن الكروم: يستخدم في تغليف الفولاذ لوقايته من الصدأ
الكوبالت: يستخدم في بعض الأجهزة للاستفادة من خصائصه المغناطيسية .
الزئبق : يستخدم في صناعة قواطع الدارات الكهربائية ولوحات المفاتيح ، وذهبت دراسات علمية إلى انه بعد مضي أربعة أشهر فقط على إلقاء الالكترونيات في النفايات ، تتحول إلى قنبلة بيئية موقوتة
النفايات وآثارها الصحية
عن تأثير نفايات الأجهزة الكهربائية والالكترونية على حياة الإنسان وصحته تحدث الدكتور أمين الصباغ فقال: تمر عملية إعادة تدوير تلك النفايات بمراحل متفاوتة تتمثل بالفرز والتفكيك وإعادة الصهر والحرق، وتتم بصورة عشوائية ولكل مكون من المكونات الخطرة لتلك النفايات تأثيراته الصحية :
الباريوم : يستخدم لحماية مستعملي الكمبيوتر من الإشعاعات، ويؤدي التعرض له لفترة طويلة إلى حدوث أورام في المخ وضعف عضلات الجسم.
الكروم : يخترق الخلايا بسهولة ويعمل على تحطيم الحامض النووي
الأحبار : وتوجد في عبوات بلاستيكية، وتتكون من أخطر العناصر وهو الكربون ( الفحم) المسبب لأمراض الجهاز التنفسي والسرطان .
الرصاص : يعتبر الرصاص أشد المعادن خطورة على صحة الإنسان لتأثيره المباشر على الجهاز العصبي والدورة الدموية والكلى وجهاز المناعة ، ويؤدي تراكمه وارتفاع معدلاته في الجسم إلى تلف خلايا الدماغ والكبد، وكذلك إلى العقم .
الزئبق : يؤثر على الجهاز العصبي ويعمل على إيذاء الأعضاء الداخلية وخاصة الدماغ والكلى ، وهو سريع التأثير على كبار السن والأطفال ولا يقتصر خطر تلك النفايات على الإنسان وحده بل يتعداه إلى البيئة بكل مكوناتها سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .
كلمة أخيرة
إن الطرق المتبعة حاليا ً في سورية وفي معظم الدول العربية للتخلص من هذه النفايات ، تتمثل في الطمر في مطامر المخلفات أو الحرق ، والحالتان تؤديان إلى الضرر بصحة الإنسان وتلوث البيئة ، لذلك من الضروري إنشاء مراكز استلام نظامية لتدوير تلك النفايات بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة . والإجراء الآخر الهام يتمثل في تشديد الرقابة على استيراد وإدخال العديد من الأجهزة الالكترونية والبطاريات شبه التالفة وشبه منتهية الصلاحية ، وهذا يحل جزءا ً مهما ً من المشكلة ، وهذه المسألة لا تحتاج إلى برامج توعية بقدر ما تحتاج إلى قرارات حاسمة ورقابة جدية على المواد التي تدخل إلينا بطرق غير نظامية .
رفعت مثلا

المزيد...
آخر الأخبار