“التفاح” في حمص… مجهود و أرزاق تضيع بين غش مستلزمات الإنتاج و الأدوية والمبيدات… والقلة القليلة من المحصول تحت رحمة أصحاب البرادات
بشكل موسمي نكتب ونعد تقارير إعلامية لنقل شكاوى و هموم الفلاحين العاملين في مجال زراعة التفاح فهذه الشجرة ورغم المجهود الكبير و التكاليف المادية إلا أنها لا تعوض بتسويق منتجها جزءاَ ولو بسيطاَ من التعب والتكاليف…
و بحسب مزارعين التقتهم العروبة فإن عدداَ لايستهان به بدأ فعلياَ بقلع الأشجار و تحطيبها و استبدال زراعة التفاح بصنف آخر… وهي نتيجة حتمية لعدم نجاح أساليب دعم غير منصفة أو غير ملائمة للواقع
… المزارع أبو محمد وهو مالك لمساحة كبيرة من الأراضي المزروعة بالتفاح يؤكد أن العقبة الأولى التي تواجه المحصول هو الأدوية منتهية الصلاحية أو حتى غير المنتهية لكنها غير فعالة ورغم ارتفاع أسعارها لكن لاجدوى منها لافتقارها إلى المادة المركزة مشيراَ إلى أن الرقابة على كل تفاصيل عمل الصيدليات الزراعية ليست كما يتطلب العمل ولذلك يستغل أصحابها المزارعين ويفرضون أسعاراً خلبية دون أي نتائج مرضية على المحصول وتجربة هذا العام أكبر برهان إذ قمت أنا بشراء كميات الأدوية اللازمة و لكن للأسف كنت كمن يرش الماء على الأشجار… و اضطررت لتكبد مصاريف إضافية للبحث عن أنواع أجنبية أو موثوقة لأنقذ مايمكن إنقاذه من المحصول… زد على ذلك وبسبب ضعف القدر ة الشرائية للمواطنين لم نحصل على أسعار جيدة في سوق الهال وعملية تخزين المحصول أصبحت في غاية التكلفة والصعوبة في ظل غياب الطاقة الكهربائية كل ذلك وأكثر فأين المفر، وإلى متى تبقى الخسائر تلاحقنا… مزارع آخر أكد أنه ولتخزين التفاح تم الاتفاق مع صاحب البراد بأجر 6000 ل. س لكل صندوق عدا حساب المازوت و أنهم يقومون بشكل أسبوعي بتزويد صاحب البراد بكميات المازوت اللازمة لزوم التشغيل وهم يشترونه من السوق السوداء وبالتالي هي زيادة غير منطقية على التكاليف ومهما وصل سعر كيلو التفاح لن يصل إلى الحد الذي يعوض به شيئا من التكلفة و لكن وبحسب احد المزارعين “الرزق غالي ولايمكننا رميه على الأرض) مزارع آخر لم يتمكن من الانضمام للاتفاق سابق الذكر لارتفاع التكلفة واضطر لبيع محصوله بأسعار تشبه (البلاش) خاصة أنه لم يتم تخصيص المنطقة ببرنامج تقنين كهربائي خاص بالبرادات.
مدير صناعة حمص المهندس بسام السعيد أوضح أن عدد منشآت الخزن و التبريد الموجودة في حمص تبلغ 432 منشأة العامل منها 397 و الطاقة الاستيعابية للأخيرة تصل إلى 52200 طن أما المهندس محمود حديد مدير شركة الكهرباء أوضح أن المناطق التي توجد فيها برادات يتم لحظها ببرنامج تقنين كهربائي 1.5 ساعة ونصف وصل مقابل 4.5 أربع ساعات ونصف قطع وعند حدوث أعطال يتم التعويض…
لابد لنا من كلمة
كان مزارعو التفاح ينتظرون دعماَ ملائماَ سواء بالتسويق أو التخزين و قبله بضبط حقيقي لعمل الصيدليات الزراعية و لكن الواقع جاء مخيباَ ليتكبد أغلب المزارعين خسائر مضاعفة… فهل من صيغ عمل يمكن أن تطبق لدعم مختلف المحاصيل الزراعية بشكل فعال في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج…
هنادي سلامة