“كرم الزيتون” مازال يعاني الإهمال و المعاناة مستمرة منذ سنوات رغم الوعود ..!! شوارع ترابية محفرة تعيق حركة المارة وطلاب المدارس شتاء ..!!
الزائر لحي كرم الزيتون يلاحظ مدى الإهمال و المعاناة التي يعانيها سكانه …بعضهم عاد إلى منزله بعد فترة تهجير قسرية فرضتها عليهم المجموعات الإرهابية المسلحة ، و بعضهم الآخر في شوارع أخرى لم يتركوا منازلهم إلا أنهم لم يسلموا من آثار الدمار و الخراب من حولهم ، فتلال الأنقاض لا تزال تقطع أوصال شوارعهم ، و الشوارع الترابية تزيد من معاناتهم في فصل الشتاء .
الأهالي يتهمون مجلس المدينة و عدد من المؤسسات بالتقصير و الإهمال بحقهم كونهم يطالبون منذ سنوات ببعض الخدمات إلا أنهم لا يلقون أي تجاوب ، و اليوم وبعد أن استجاب المجلس ليقوم بتزفيت عدد من الشوارع دون غيرها بدا واضحاً استغراب بعض الأهالي و تساؤلهم حول المعايير التي يعتمدها مسؤولو المدينة و المحافظة عموماً بتقديم بعض الخدمات لشوارع دون غيرها من تزفيت و صيانة مدارس و شبكات كهرباء و ترحيل أنقاض و غيرها مشيرين إلى البطء الشديد بالاستجابة لمطالبهم ، وبينوا أن ما ينفذ من مشاريع اليوم لا يرقى لتلبية جزءاً بسيط منها ، علماً أنهم يشاهدون كيف يقوم مجلس المدينة بتنفيذ مشاريع تجميلية لبعض المناطق و يصرف مئات الملايين على ساحات و دوارات و مداخل بغرض الجمالية ، بينما تخضع مطالبهم بتزفيت شارع ترابي لم يمسه الزفت في تاريخه لقلة الاعتمادات المالية و الإمكانيات المتوفرة ، دون أي اهتمام بمعاناة أبنائهم من طلاب المدارس و هذا الكلام سمعناه من الأهالي لدى جولة “العروبة” في الحي منذ أيام قليلة .
ناصر خضور من سكان الحي شارع التوتر : معاناتنا كبيرة جداً خاصةً في فصل الشتاء حيث يعاني أبناؤنا ” تلاميذ و طلاب المدارس” من السير في الوحل ليصلوا إلى مدارسهم التي تبعد حوالي ألف متر عن الشارع علماً أنه في شارعنا وحده تقطن فيه حوالي من 50 أسرة و لديهم أكثر من 100 طالب مدرسة و هناك طلبات عديدة لتزفيت الشارع و إزالة الأنقاض المتراكمة منذ سنوات إلا أننا لم نجد أي تجاوب حتى الآن .
أم جعفر من سكان الحي : أبناؤنا يضطرون لارتداء أكياس نايلون فوق أحذيتهم كي لا يعلق الوحل على أحذيتهم أثناء ذهابهم إلى المدرسة كون الشارع ترابي بشكل كامل ، معاناة حقيقية و كبيرة و كل ما نطلبه أن يقوم مجلس المدينة بتزفيت هذا الشارع الذي يضم الكثير من الأسر أسوة بالشوارع القريبة التي يقوم المجلس حالياً بتزفيتها علماً أن الشارع مخدم بكافة الخدمات من مياه و صرف صحي و غيرها .
رئيس دائرة الدراسات في مجلس مدينة حمص المهندسة ألما عبارة و في ردها على ما جاء في شكاوى أهالي الحي بينت أن وزارة الإدارة المحلية خصصت اعتماداً مالياً بلغ 300 مليون ليرة لتزفيت شوارع في حي كرم الزيتون و رغم أن الدراسة جاهزة منذ بداية هذا العام إلا أن التأخير الذي حصل بالاعتماد وتصديق العقود أدى إلى اقتصار التنفيذ على عدة شوارع و هي من 38 حتى 41 و ذلك بحسب الطلبات المقدمة و توجيهات المحافظة ، و أشارت أنه من خلال هذه التوجيهات تمت دراسة مشروع مد قمصان إسفلتية لمنطقة الجورة في حي كرم الزيتون حيث كان هناك عدة توجيهات من المحافظة بما يخص هذه المنطقة من الحي و هناك شوارع عديدة أيضا فيها توجيهات كالشارع 36 و الشارع 37 و لكن بحسب المبلغ المالي المرصود لهذا المشروع تم تحديد الشوارع المذكورة ، و هناك شكاوى عديدة بهذا الخصوص إلا أننا نعمل وفق الأولويات و تسلسل الشوارع وهناك رؤية في الوقت الحالي لتنفيذ المشاريع في الحي بشكل كامل و من ثم الانتقال لحي آخر و لكن حتى هذا الأمر سيؤدي إلى وجود شكاوى من الأحياء الأخرى .
و أضافت : في بداية العام القادم و مع الموازنة الجديدة سواء الاستثمارية أو المستقلة سيتم دراسة و تنفيذ شوارع أخرى سواء كانت الشوارع منظمة أو غير منظمة بشرط أن تكون مخدمة بشبكات مياه و صرف صحي و غيرها و هذا ما يسمى بالتعبيد الاقتصادي أي مد طبقة زفتية لتخديم الشارع ، و كل ما نأمله من المواطنين أن يتفهموا الصعوبات التي تعيق تنفيذ المشاريع بالسرعة المطلوبة علماً أن جميع الطلبات تؤخذ بشكل جدي و تدرس و لكن التنفيذ يرتبط بالاعتمادات المالية الواردة سواء من الموازنة الاستثمارية من الوزارة أو من الموازنة المستقلة من المحافظة .
رئيس دائرة النظافة في مجلس المدينة المهندس عماد الصالح بين أن الدائرة باشرت منذ عدة أيام بمشروع ترحيل أنقاض في حي كرم الزيتون يشمل جميع شوارع الحي وفق الأولويات من حيث طلبات المواطنين القاطنين فيها و لجان الأحياء و سيتم ترحيل حوالي 27 ألف متر مكعب من أصل حوالي 50 ألف متر مكعب أنقاض متواجدة في الحي و مدة تنفيذ العقد 6 أشهر وقيمته حوالي 180 مليون ليرة إلا أنه لا يتضمن فتح بعض الشوارع المغلقة من اتجاه شارع الستين ، مضيفا أن ورش مجلس المدينة تقوم بالعمل على إزالة الأنقاض عند الضرورة من أي شارع .
يحيى مدلج – محمد بلول