الألبسة الشتوية تزهو بأرقام خيالية… و المواطن يدور في فلك ارتفاع الأسعار المستمر.. عجز تام عن شراء الألبسة الجديدة ..والبالة بعيدة عن متناول محدودي الدخل… البائع  يفرض السعر الذي يناسبه فأين الرقابة ؟

أصبح فصل الشتاء  عبئا ثقيلا على كثير من الأسر  التي لم تعد قادرة على إيجاد وسيلة للتأقلم مع الغلاء المستمر في الأسعار سواء أسعار الألبسة الخيالي أو المواد الغذائية والاستهلاكية التي لا يستطيع المواطن الاستغناء عنها..

أبو تميم (موظف) قال : راتبي لا يتجاوز ٢٣٠ ألف ليرة.. وسعر الجاكيت لايقل  عن 350 ألف ليرة رغم جودته العادية ،  هل يعقل هذا الأمر .. وأضاف :.  الملابس الشتوية خاصة  الجاكيت  ليست في متناول الجميع وليس باستطاعتي شراء أي قطعة ملابس لأي من أفراد عائلتي لأن وضعنا المادي لا يسمح  ، ولا مجال أمامنا  سوى إعادة إصلاح ملابسنا القديمة وتدويرها فيما بين أفراد عائلتنا لنستطيع الاستمرار بالحياة…

عفراء (موظفة) أشارت أن دخلها الشهري لا يكفي لشراء ثياب جديدة ولهذا السبب لجأت لأسواق البالة  لشراء جاكيت  شتوي وكنزة وبنطلون ، ووجدت أنه ليس بمقدورها و براتبها المتواضع الشراء من البالة، لذلك قررت اللجوء إلى استعارة الملابس من أختها أو  قريبتها..

وأكدت هدى (موظفة) أن أسعار الألبسة الشتوية لهذا العام ازدادت أكثر من الضعف عن العام الماضي وأن  راتبها الشهري لن يمكنها  من شراء معطف الشتاء، لأن سعره يتخطى راتبها لأكثر من شهرين   وأشارت أن سعر جاكيت جينز مبطن  في سوق البالة في الدبلان ٢٠٠ ألف ليرة ، أما الجاكيت ذو الجودة العالية وصل سعره إلى ٥٠٠ ألف ليرة .. وأضافت سعر الكنزة الشتوية ذات الجودة المقبولة في البالة ٧٥ ألف ليرة ، أما سعر البيجامات ذات النوعية الجيدة يتراوح بين ٢٠٠ – ٢٥٠ ألف ليرة  في حين يبلغ سعر بنطال بيجاما ١٢٥ ألف ليرة وأوضحت أن الكثير من الأسر لجأت  خلال  السنوات الأخيرة إلى  إصلاح وتصغير وتدوير الألبسة القديمة هرباً من الأسعار المرتفعة  للألبسة والحقائب الجديدة..

أشارت هيفاء (ربة منزل) أنها استعارت ألبسة مولودتها الجديدة  من صديقتها.. كونها غير قادرة على شراء (الديارة) لغلاء أسعارها.. وكذلك استعارت لولدها وهو في المدرسة  ألبسة من أخواتها  لكسوته خلال فصل الشتاء  وبينت أن  لديها أبناء في الجامعة ويحتاجون مصاريف أيضا ولا قدرة لها على تحمل أعباء إضافية  وذكرت أن تكلفة أقل “بيجاما” جديدة للأطفال حديثي الولادة مابين ٥٠ – ٦٥  ألف ليرة كحد أدنى فالألبسة الجديدة للأطفال حديثي الولادة مرتفعة جداً، ونوهت  أن غالبية الأمهات أصبحن  يحتفظن  بالألبسة سواء  للصغار أو للكبار ليتم تبادلها بين الإخوة في المنزل وبين الأقارب.

رؤوف صاحب محل ألبسة قال : ارتفعت الأسعار هذا العام بنسبة 100٪ عن العام الماضي رغم أن أكثر الموديلات بقيت نفسها فمثلا الجاكيت الذي كان سعره ١١٥ ألف ليرة تضاعف هذا العام.. إضافة إلى أن الكثير من المحال لم تعرض بضائع هذا العام حتى الآن ، وبالتالي من المحتمل أن تكون أسعار البضائع الجديدة أعلى من هذا  الرقم.. وبين  أن الكثير من المحال ازدادت تكلفة إيجارها عن العام الماضي أما بالنسبة لموضوع البضائع المخزنة فلا يستطيعون بيعها بسعر منخفض لأن خسارتهم ستكون مؤكدة  .. عبد الرحيم صاحب محل قال :سعر  الجاكيت الشتوي  لا يقل عن 250 ألف ليرة ويصل في بعض المحال إلى 325 ألف ليرة، أما في محال “البالة” التي يلجأ إليها الغالبية العظمى  ظنا منهم أنهم سيجدون فيها غايتهم فإن سعر الجاكيت لا يقل عن ١٥٠ ألف ليرة ويرتفع سعره إذا كان مصنوعا من الفرو  أو الجلد، فسعر جاكيت واحد يعادل راتب موظف…

وأوضح بعض أصحاب محال الألبسة الشتوية أن ارتفاع أسعار الملابس يرجع لعدة أسباب أهمها ارتفاع سعر الصرف  بالإضافة إلى ازدياد  المصاريف  عليهم مثل إيجار المحل، رواتب العمال. وذكروا  أن الحلقات التجارية تلعب دورا كبيرا في اختلاف الأسعار وارتفاعها بشكل غير طبيعي، أي أن كل بائع يفرض السعر الذي يناسبه ويكون أكثر بضعفين على الرغم أن أسواق الجملة تبيعها بسعر أخفض .

بقي أن نقول

يبدو أن جميع الحلول لم تعد ناجعة وسيبقى المواطن يدور في فلك ارتفاع الأسعار المستمر.. يلهث وراء لقمة عيش أولاده طوال حياته.. فهل من مغيث؟؟..

بشرى عنقة

 

المزيد...
آخر الأخبار