هناك في شارع من شوارع حمص القديمة تعانق الفن والمجتمع حين أصر مجموعة من شباب وشابات الوطن أن يضيفوا إلى كنيسة الأربعين الصامدة ونادي الرابطة العريق وأحد المقاهي الجميلة ما سموه بالملتقى الثقافي الرائع حيث أقاموه في بيت من بيوت حمص الأثرية لكنك حين تزوره تشعر بتجدد الحياة وذلك حين تشهد إصرار أولئك المبدعين على البقاء في مدينتهم الحبيبة والابتكار داخل سورية لا خارجها حيث استفادوا من أكياس الشاي ليرسموا عليها أحلى اللوحات ومن (شوك) الطعام ليحولوها إلى عازفين يعزفون الحان الفرح ومن بين الدمار يدا مرفوعة بقبضة مستعدة لصنع المعجزات وهناك تسمع في إحدى قاعاتها المغنية الفرنسية اديث بياف وتشاهد صورها فتتأكد أنهم جيل مثقف وأصيل متذوق لفن الماضي ومدرك لآلام الحاضر وواثق من المستقبل فزيارة ذلك الملتقى وتشجيع القائمين عليه والعاملين فيه الذين يستقبلون زوارهم أحسن استقبال ويعرفونهم على معروضاتهم من لوحات ورسومات ومنحوتات تعبير عن الوقوف معهم , وهم يدعون كل موهوب للانضمام إليهم لأنهم يوفرون له الأجواء المريحة للدراسة والأدوات المناسبة للرسم أو العزف أو النحت ,وفي ذلك المكان نعلم أن الظلمات لا يبددها إلا إشعال الأنوار بأصابع تبدع وتحتضن المبدعين فبوركت جهودكم يا أصحاب تلك الأصابع …كونكم تشجعون على الابتكار والارتقاء بالنفوس وتحفيز غيركم من الشباب والشابات على القيام بمبادرات عظيمة شبيهة بمبادرتكم لترميم البشر قبل ترميم الحجر .
نهلة كدر
المزيد...