التحطيب الجائر خطر يهدد الثروة الحراجية…  تعويض الفاقد من الغطاء النباتي يحتاج لسنوات…  تنظيم ٦٢٦ ضبطاً حراجياً ومصادرة ٦٧٦٨٥٥كغ حطب..  ندوات توعوية عن أهمية الأشجار وخطر التحطيب على البيئة…

ازدادت ظاهرة الاحتطاب الجائر خلال سنوات الحرب… تزامن ذلك مع تناقص مخصصات الفرد من المحروقات و ازدياد ساعات  التقنين الكهربائي مما دفع الكثيرين للبحث عن وسائل أخرى للتدفئة وحتى الطبخ أحيانا…

يعد الاحتطاب الجائر من أخطر العمليات المؤدية إلى تدهور الغابات بمعدلات سريعة ومتزايدة بالإضافة للآثار السلبية الكثيرة المضرة بالبيئة والمجتمع… العروبة تواصلت  مع رئيس دائرة الحراج في مديرية زراعة حمص المهندس عامر الشعبان للحديث عن ازدياد ظاهرة الاحتطاب وانعكاس ذلك على الثروة الحراجية والإجراءات المتخذة للحد من هذه الظاهرة, فأكد أن هناك الكثير من الآثار السلبية  المترتبة على الاحتطاب الجائر منها مشاكل كثيرة تتعلق بالتصحر وتدهور البيئة  والتنوع الحيوي كونه يجعل التربة عرضة للتعرية الهوائية والمائية ما يسبب انخفاضا في كمية المياه التي تغذي الطبقات الحاملة للمياه الجوفية ويزيد معدل حدوث الفيضانات والسيول الجارفة مسببا خسائر بشرية واقتصادية إضافة إلى تزايد معدلات زحف الرمال وإلحاق خسائر كبيرة في المنشآت والمزارع وازدياد مساحات الأراضي المتصحرة ما يؤثر بطريقة غير مباشرة على التغير المناخي من خلال رفع معدلات درجات الحرارة ونسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجو…

وأشار أن ظاهرة التحطيب ازدادت مع ازدياد الحاجة للتدفئة مما جعل  الطلب على منتجات الغابات من حطب الوقود والفحم النباتي أكثر.. لا سيما في ظل تناقص المازوت وارتفاع أسعاره  ما يؤدي بالنهاية للتوجه  لاستغلال الغابات الجائر والتسبب  بتدهور الغطاء النباتي واختلال التوازن البيئي.

وأوضح أن توفر المعدات والأدوات  (المناشير الآلية) والسيارات المخصصة لهذه الغاية ساهم في زيادة  عمليات الاحتطاب  وقطع الأشجار والشجيرات البرية دون الاكتراث بالآثار البيئية والاقتصادية الناجمة عن ذلك.

وأكد أن هناك الكثير من المشاكل البيئية المترتبة على ظاهرة الاحتطاب في المناطق الجافة… فالأشجار المحتطبة تنمو نمواً بطيئاً وتحتاج لوقت طويل لتعود لما كانت عليه ما يؤدي لفقدان الغطاء النباتي وعدم القدرة على تعويضه كما يؤثر على الثروة الحيوانية سلبا إضافة إلى أن الاستمرار في الاحتطاب سيقضى على أنواع شجرية لا يمكن الحصول عليها مستقبلا.. وسيساهم في  تقليص المساحات  الخضراء وزيادة التصحر وجعل الحياة البرية عرضة للخطر بسبب هجرة بعض الطيور والحيوانات بعد فقدها مأواها الطبيعي وهذا كله سيؤدي للإخلال بتوازن النظام البيئي. ويزداد الأمر سوءاً حينما تكون الأرض المحتطبة غير قابلة لإعادة زراعتها حيث أن ميزانية إعادة زراعتها تكلف عشرات أو مئات أضعاف قيمة الأشجار والشجيرات المحتطبة.

وأوضح أنه تم اتخاذ العديد من الإجراءات  للحد من هذه الظاهرة  ،والعمل على إيجاد السبل الكفيلة للحفاظ على الغطاء النباتي من التدهور والانقراض الناتج عن الاستغلال غير المرشد له… مشيرا أن الحكومة   أولت اهتماماً كبيراً بالواقع  البيئي وحماية الغطاء النباتي  من التدهور ،  كما قامت وزارة الزراعة  بتعميم شرط الحصول على موافقتها لقطع الأشجار.

أما العقوبات المتخذة بحق المخالفين  فهي  تسليم المخالف لقسم  الشرطة والقضاء يصدر الحكم  بناء على قانون الحراج رقم ٦لعام ٢٠١٨…

يذكر أن عدد الضبوط الحراجية المنظمة منذ بداية العام  ولغاية ٢٠٢٣/١٠/٣١ وصل إلى ٦٢٦ منها ٩ ضبوط رعي  ، ٢٣كسر أرض ،قلع ١٨،قطع وتشويه ٤٣٣ وبلغت المصادرات المختلفة ٧٦،حرائق ٩٠ , الآليات المحجوزة ٨١ دراجة هوائية و ٢٣ سيارة . أما عدد الموقوفين والمسلمين للقضاء ٧١ وبلغت كمية الأحطاب المصادرة ٦٧٦٨٥٥كغ+٣٢٠٠كغ فحم , و أكواز الصنوبر المصادرة ١٨٤ كغ,  أما الكميات المصادرة من  ثمار الكستناء والغار فبلغت ٢٠٣٠ كغ ووصل عدد الحرائق ٣٦٠ ما بين حراجي وحراج خاص و ٢٦٤ حريقاً زراعياً.. أما مجموع المساحات الزراعية المحروقة فبلغ  ٥٣٥٩١٩٠ دونما… المساحات الحراجية ٢٦٨٩٥٠ دونما. ونوه أنه يتم بيع الحطب بناء على موافقة وزير الزراعة وبحد أقصى طن واحد لدفتر العائلة بعد ختمه من قبل الوحدة التنظيمية في المحافظة ويحق لجميع  الأسر عملية الشراء والسعر محدد من وزارة الزراعة  وهو ٥٠٠  ليرة للكيلو الواحد…

أما خطة التحريج فهي ٨٠ هكتاراً بمواقع التحريج المتضررة من الحرائق والقطعيات. و هي المخرم..عسيلة…طريق دمشق….طريق تدمر…طريق طرطوس….موقع الناصرة …موقع ضهر القصير.. وبلغ إنتاج المشاتل ٢٤٧٠٠٠ غرسة موزعة على ٥ مشاتل على مستوى المحافظة وهي  مشتل تل ورد بالمخرم…مشتل العريضة تلكلخ…مشتل تيرمعلة حمص…مشتل القصير…مشتل البريج..

ودعا كافة الفعاليات للمشاركة بحملات التشجير والمساهمة بتعويض الفاقد من الغطاء النباتي.

وختم بالقول : تقوم وزارة الزراعة بحملات توعوية للفت الانتباه لخطر  هذه الظاهرة والتشجيع على  زراعة الأشجار المحلية التي تنمو في بيئتها الطبيعية، إضافة إلى  ندوات توعية مختلفة تشير إلى أهمية الأشجار وخطر التحطيب على البيئة وعلى التنوع الحيوي وحملات  التشجير الدورية  في كل عام…

بشرى عنقة

 

المزيد...
آخر الأخبار