“75” مخبراً طبياً في حمص.. ارتفاع أسعار التحاليل الطبية تزيد أوجاع المرضى … د عبود: الاعتماد على “الوحدة المخبرية” في التسعيرة… وأصحاب المخابر يؤكدون أن الأسعار لا تتناسب مع التكلفة … المخبر المتعاقد مع شركة التأمين  لا يحق له رفض تحاليل المريض…

تعتبر تحاليل المخابر الطبية أساس  تشخيص الأمراض ,و هي جزء لا يتجزأ من خطة علاج المريض لما لها من دور أساسي في مساعدة الطبيب على التشخيص الصحيح للمرض …. ولا ننسى دور المخبري الفني و اكتساب المهارات المخبرية الطبية و إتقانها لضمان جودة التحاليل الطبية… ونظراً لأهمية التحاليل الطبية في رحلة علاج المرضى قمنا في هذه المادة بإلقاء الضوء على  عمل بعض المخابر الطبية لمعرفة آلية العمل فيها …

وفي جولة ميدانية استطلعنا فيها آراء بعض المواطنين إن كان عند قيامهم بإجراء التحاليل اللازمة في أحد المخابر الطبية  قد تعرضوا لبعض الأخطاء التي ظهرت  بعد صدور نتيجة التحاليل .

أشار البعض أنهم لم يتعرضوا لمثل هذا الموقف خلال سنوات عديدة  سواء كانت تحاليل عادية أو هرمونية أو فيما يتعلق بالفيتامينات… إنما الجميع متفق على أن التكلفة المادية للتحاليل مرتفعة …فيما نوه البعض الآخر أنهم تعرضوا لبعض الأخطاء مما كان له أثر على صحة تشخيص المرض من قبل الطبيب فتأثرت رحلة  العلاج وتأخر الشفاء.

و في زيارتنا إلى أحد مخابر التحاليل الطبية قال مدير المخبر :تعتمد المخابر على الوحدة المخبرية و يقصد بها ” وحدة قياس التسعيرة و التي تمت تسعيرتها من قبل وزارة الصحة بـ 2500 ل.س فكل تحليل له عدد وحدات خاصة حسب القيمة و التكلفة فهناك تحاليل تصنف تحت وحدة مخبرية واحدة أو اثنتان أو خمسة و هناك تحاليل تساوي 20وحدة مخبرية كالتحاليل الهرمونية و الفيتامينات و التي قد تصل إلى 30 وحدة مخبرية و يضرب عدد الوحدات بالتسعيرة المحددة من قبل وزارة الصحة و هي 2500 ل.س .

إضافة إلى وجود ما يسمى نسبة التحمل”للمتعاقدين مع شركات التأمين” وتقدر بما يعادل 10% يدفعها المريض من قيمة كل تحليل و هذه النسبة شبه ثابتة و قد تختلف النسب من شركة  تأمين لأخرى و تتراوح ما بين 10 -15% فيدفع المريض نسبة بسيطة من قيمة التحاليل.

و أضاف: طبيعة العمل في مخابر التحاليل حساسة و دقيقة ويمنع أن يمارس المهنة من هو غير مخبري  فني ، فهناك مخابر تستوعب عددا قليلا من المخبريين الفنيين وذلك حسب الحاجة.

“تكلفة باهظة”

وبالنسبة للصعوبات التي يواجهها الدكتور المخبري بشكل عام قال : في السابق كانت  صيانة الأجهزة غير مكلفة نوعاً ما أما في الوقت الحالي على العكس تماماً  فكلفة جهاز واحد أو صيانته بين “10-20″ مليون ليرة وهذا كله على حسابنا الخاص”إضافة إلى وضع الكهرباء السيئ مما ينعكس سلباً على العمر الزمني للأجهزة والتسبب بأعطالها المتكررة في وقت مبكر.

أما فيما يتعلق بالمواد التي تدخل في صلب عملية التحليل فهي متوفرة لكنها باهظة الثمن وبأسعار لا تتناسب مع قيمة التحليل .

ونأمل أن تكون التسعيرة متناسبة مع التكلفة وهي بالوقت ذاته لا تتناسب مع دخل المواطن .

موضحاً أن هامش الربح قليل قياساً للاستمرارية بالعمل وخدمة المواطن صحياً واستشفائياً .

كما التقينا الدكتور نيرون عبود رئيس لجنة هيئة المختبرات الطبية في محافظة حمص ليحدثنا بشكل مفصل عن ماهية عمل المخابر الطبية حيث قال :

يشكل ما يسمى ” الوحدة المخبرية” المبدأ الذي  تعتمد عليه التسعيرة وهي التي تنظم الأمور المالية في التحليل وتسعيرة وزارة الصحة معروفة .

ويتابع : كل المخابر متعاقدة مع شركات التأمين بموجب عقد أبرمته هيئة المختبرات المركزية في دمشق مع الشركة السورية للتأمين ونسبة التحمل تحددها العلاقة ما بين شركة التأمين والمؤسسة التي يتبع المراجع أو المريض لها ، حيث يبلغ عدد المخابر الطبية في المحافظة ما يقارب الـ “75” مخبراً ونسبة التحمل للتحليل تصل من “0-25%” فكل  مخبر متعاقد مع شركة تأمين  لا يحق له رفض مريض مؤمن إلا بإعلام شركة التأمين قبل شهر .

وفي حال تم رفض  تحاليل المؤمن عليه تكون طبيعة تحاليله ذات كلفة  عالية ولا صحة لما يقال بأن المخبر يأخذ نسبة 50% حيث لم نتلق أية شكاوى بهذا الخصوص وفي حال تلقينا أية شكوى فإن الأمر يعالج فوراً ويتم تنظيم  ضبط المخالفة اللازم.

وأضاف : يعمل في بعض المخابر عمال غير اختصاصيين ” كإداريين أو سكرتارية” لتنظيم شؤون  المخبر فقط.

ونوه إلى أنه في حال وجود تفاوت بالتسعيرة بين مخبر وآخر فالعقوبة  والمخالفة تطبق مباشرة بحق هذا المخبر، ولكن حتى الآن لم يحدث  أن لمسنا أية مخالفة تذكر وإن حدثت يتم تبليغ كل من نقابة الأطباء أو الصيادلة ومديرية الصحة لاتخاذ الإجراء المناسب .

خطأ في التشخيص

ويؤكد الدكتور نيرون في حال وجود خطأ في تشخيص نتيجة التحليل فهناك عدة عوامل منها : المادة التي تدخل في تفاعل نوع التحليل ، وهي بكل تأكيد مراقبة من قبل وزارة الصحة بشكل دقيق بالإضافة لجهاز التحليل المستخدم إذا كان قديماً أو بحاجة للصيانة وأخيرا (الخطأ البشري ) وهو وارد ولكن بشكل قليل جداً .

حيث تقوم  لجان كشف من قبل مديرية الصحة بجولات متعددة على المخابر للكشف عن أي خلل إن وجد.

وأضاف: كانت هيئة المختبرات المركزية بدمشق تقوم ببرنامج ( ضبط الجودة المخبرية ) مهمته تقييم أداء العمل المخبري من حيث الجودة بالإضافة لاكتشاف الأخطاء المخبرية التي تقلل من جودة النتائج المخبرية . لكن في الوقت الحالي فإن هذا البرنامج متوقف.

التعرض لبعض الأمراض

وأوضح رئيس هيئة المختبرات : أن المخبريين الفنيين أو الدكتور المخبري قد يتعرضون لبعض الأمراض منها : الأمراض السارية( الأمراض الموسمية ) وأمراض أخرى نتيجة الاحتكاك مع سوائل المريض أياً كان نوعها .

وفي حال تعرض أحد طواقم المخبر  لأي مرض خطير أو معد يقوم المخبر بإجراء كافة التحاليل والإجراءات المناسبة ضمن المخبر الذي يعمل به وبدون أية قيمة مادية ، وذلك حفاظاً على سلامته .

معاناة المخابر

وأضاف : معاناة المخابر في المحافظة عديدة  ومنها الشروط القاسية في ترخيص  المخابر وخاصة فيما يخص مجلس المدينة والمخطط الهندسي ) وغلاء قيمة العقار والتجهيزات الطبية والكلف العالية في الصيانة والمواد المخبرية ، بالإضافة إلى أجور الفنيين والمخبريين  التي لا تتناسب مع طبيعة العمل .

لابد من القول:

بغض النظر عن الأهمية  العلمية التي يتمتع بها هذا التخصص ، لما يؤديه من دور هام في المساعدة على الكشف  عن كثير من الأمراض بوقت مبكر  إلا أن هذه المهنة تعاني من بعض الصعوبات التي تحتاج لحلول لتحقيق الخدمة الصحية اللائقة التي تقدم للمرضى.

رهف قمشري

 

 

المزيد...
آخر الأخبار