شراء زيت الزيتون ضرب من الخيال وسعر الصفيحة أكثر من مليون ليرة … التجار يحتكرونه مما سيرفع سعره مرة أخرى… المستهلك بين الحاجة ونار الأسعار… تكاليف مستلزمات الزراعة المتزايدة ترهق المزارع وتؤثر على الإنتاج.. ١٣٦٠٠ طن كميات زيت الزيتون المتوقعة هذا الموسم

يعاني مزارعو الزيتون في كل موسم من ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج  وغلاء أجور  اليد العاملة  ونقل المحصول إلى المعاصر و عصره مما يؤثر على الإنتاج عاما بعد آخر وعلى أسعار زيت الزيتون ,و  بات شراء صفيحة واحدة منه ضربا من الخيال … فما الحل.. والكل يشكو.. ابتداء من المزارع وانتهاء بالمستهلك..

“العروبة” التقت بعض المزارعين تحدثت معهم عن معاناتهم المتزايدة موسميا كما التقت أصحاب المعاصر لمعرفة أسباب ارتفاع سعر زيت الزيتون وانعكاس ذلك على المواطن… هموم متكررة

بعض المزارعين أشاروا إلى التكاليف المرتفعة التي يدفعونها والتي لا تتناسب مع الإنتاج علماً أن إنتاج هذا العام لا بأس به لكن هناك منغصات تؤرقهم أهمها  ارتفاع أجور اليد العاملة حيث تبلغ ساعة القطاف ٤٠٠٠ – ٥٠٠٠ ليرة إضافة  لارتفاع تكاليف عصر الزيتون ، فعصر  كيلوغرام الزيتون يكلف ٥٧٥ ليرة ناهيك عن ارتفاع  أجور نقل  الزيتون إلى  المعصرة .. و كذلك أسعار الأسمدة والمبيدات وتكاليف السقاية.. وأكدوا أن زيادة التكاليف حتما سينعكس على سعر صفيحة زيت الزيتون ونحن على ثقة بأن التجار سيقومون باحتكارها مما يرفع سعرها مرة أخرى.. وتساءلوا هل يعقل أن يتجاوز سعر صفيحة الزيت المليون ليرة ” والرقم بازدياد مطرد”؟! وهذا  يزيد معاناة المواطن في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي نعيشها…

عبد الكريم “صاحب معصرة” قال : ارتفعت تكاليف عصر الزيتون هذا العام بالمقابل هناك أجور يد عاملة  ازدادت و النقل وتكاليف الصيانة  وقطع التبديل أيضاً ارتفع سعرها أضعافا مضاعفة فكيف نستطيع تحقيق هامش ربح معقول في ظل ارتفاع الأسعار والواقع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه…

وأوضحت المهندسة لمى قسيس(دائرة الزيتون) في مديرية الزراعة  وهي عضو في لجنة الكشف على المعاصر أن  اللجنة  تضم مندوبين من مديرية التجارة الداخلية ومديرية البيئة والموارد المائية والصناعة ومندوب عن دائرة الإنتاج النباتي ومندوب مديرية الزراعة (رئيس اللجنة) و مهمتها مراقبة عمل المعاصر من خلال  جولات ميدانية  وتتأكد من التزام أصحاب المعاصر بالتسعيرة ووجود سجلات  لعمل المعصرة والتصريف المناسب لمياه الجفت، ويتم سحب عينات  البيرين (العرجوم )  ومياه الجفت للـتأكد من عدم وجود تهريب لمادة الزيت …

وعن شكاوى بعض المزارعين بخصوص قيام بعض المعاصر باختصار زمن التخمير قالت :يجب ألا تقل  فترة التخمير عن ٤٥ دقيقة لكل المعاصر فالعجانات تحتاج إلى ساعة من الزمن  لملئها والبدء بسحب الديكانتر… وخلال جولاتنا تبين أن فترة التخمير جيدة  وحتى الآن لم تردنا أي شكوى بهذا الخصوص علماً أن الشكاوى ترد  عن طريق مكتب شكاوى مديرية التجارة الداخلية أو عن طريق أحد مندوبي  اللجنة ونقوم بعدها بالتوجه للمعصرة وتتم معالجة الشكوى  وبينت أن أغلبية الشكاوى هذا العام  كانت عن ( قطعية الزيت) كون أغلب المزارعين قاموا بقطف الزيتون بوقت مبكر مما لم يفسح المجال لتشكل الزيت ضمن الحبة .

وأشارت أنه تم سحب  عينات عرجوم أو بيرين وعينات ماء الفرز من المعاصر لضبط ومراقبة عملهم.. وبعد التحليل تبين أن هناك  عينات ماء فرز مخالفة وعرجوم مخالف و سيتم إحالة المخالفين للقضاء.. وأكدت وجود  مخالفات كثيرة مثل ارتفاع حرارة وتصريف مياه جفت مخالف لتعليمات القرار١٩٠ /ت.. .

رئيس دائرة المكاتب المثمرة المتخصصة في مديرية الزراعة المهندس ناجي ساعد أشار أن محصول الزيتون لهذا العام مقبول ، مشيرا إلى أهمية توفر مستلزمات الإنتاج بأسعار مناسبة  مما يخفف الأعباء التي يتكبدها المزارع.. وأضاف : عدد المعاصر ٥٤ لكن خلال الجولات تبين أن إحدى المعاصر لم تعمل وأن الموجود بالخدمة  ٥٣ معصرة… أما التسعيرة فتصدر بعد دراسة واجتماع لجنة تحديد الأسعار من مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك والمحافظة و  مكتب الزيتون وممثلين  من اتحاد الفلاحين والحرفيين وغرفة الصناعة , علماً أن التسعيرة التي تم تحديدها هذا الموسم هي ٥٧٥ ليرة للكيلو الواحد في حال تم  ترك  البيرين لصاحب المعصرة و ٧٢٥ ليرة إذا أخذ المزارع البيرين والملفت أن أكثر المعاصر  تتقاضى أقل من التسعيرة مثلا ٥٠٠ ليرة أو ٤٠٠ ليرة…

وبين أن أصحاب بعض المعاصر قاموا بإرسال سيارات لنقل محصول الزيتون من المزارعين إلى المعاصر  كنوع من التشجيع والمنافسة .

إنتاج مقبول

وأكد أن  الزيتون  يشكل مصدر رزق لكثير من المزارعين وهو من المحاصيل الزراعية الهامة …

و بلغت المساحات  المزروعة لهذا العام  ٩٧،٥ ألف هكتار منها١٢،٥ ألف هكتار سقي و٨٥ ألف هكتار بعل, و عدد الأشجار الكلي ١٥،٦منها ١،٦مليون سقي و١٤ مليون بعل وعدد الأشجار المثمرة ١٤ مليون منها  مليون سقي و١٣ مليون بعل.

وبيّن أن الإنتاج الأولي بلغ ٧٨ الف طن منها ١٣ ألف طن سقي و٦٥ألف طن بعل أما كميات الزيت المتوقعة فهي  ١٣٦٠٠ طن موضحا أن الحمل كان ضعيفاً هذا العام في  المناطق الغربية ومتوسط إلى جيد في الريف الشرقي والشمالي علما أن الإنتاج النهائي لعام  ٢٠٢٢ بلغ ٧٦٣٠٠ ألف طن وناتج  الزيت  ١٣٤٢٨ طناً و تنتشر  زراعة الزيتون في غالبية مناطق المحافظة وأكثرها في تلكلخ والمركز الشرقي المخرم   ..

بشرى عنقة

 

المزيد...
آخر الأخبار