تردي الواقع التعليمي في “جب عباس” … ومديرية التربية لم تحرك ساكناً ..!! نقص كبير بمستلزمات العملية التعليمية و بالمدرسين الاختصاصيين.. بناء المدارس  سيئ والحمامات يرثى لواقعها .. التقارير الطبية والإجازات الصحية أثرت على مستوى التلاميذ  

كثيرة هي الهموم التي يعاني منها أهالي قرية جب عباس في ريف حمص الشرقي إلا أن أهمها هو الواقع التعليمي..الكثير من أهالي القرية انتقل منها  ..إلا أن القسم الآخر بقي فيها لعدم قدرته على تركها رغم المعاناة اليومية خاصة مع تراجع العملية التعليمية وانعكاس ذلك على تسرب الأطفال من المدارس للالتحاق بسوق العمل.

“العروبة “تواصلت مع الأهالي للحديث عن واقع التعليم في القرية والذي يزداد سوءاً باستمرار..

أكد الكثير من السكان خشيتهم من انتشار مرض اللاشمانيا وأمراض أخرى مما جعلهم يحجمون عن إرسال أبنائهم إلى المدرسة الابتدائية خاصة وأن نظام التعليم فيها (تجميعي) كما أشار البعض أنهم يقومون بإرسال أولادهم إلى دروس المتابعة” خصوصية” بدلاً من الذهاب إلى المدرسة في أغلب الأحيان.

أحد الآباء  قام بنقل ولده إلى إعدادية في المدينة فاتضح تدني مستواه التعليمي بشكل لافت علماً أنه في مدرسة القرية كان مستواه جيداً.

جميع الأهالي أكدوا أن حالة بناء المدرسة الابتدائية الفنية سيئة والحمامات يرثى لواقعها ولا يوجد صنابير للمياه ..فكيف سيرسلون أبناءهم للمدرسة؟!

ليلى إحدى معلمات المدرسة الابتدائية قالت : لا يوجد تعاون مابين الأهالي والمدرسة وللأسف لا يستطيع المعلم ردع أي سلوك غير لائق من الطلاب وفي حال قيامه بذلك  يتصدى الأهل للمعلم وكأنه هو المذنب .

كما أن تلاميذ  الصف الأول لم يلتحقوا برياض الأطفال مما يصعب مهمة تدريسهم.

مدير المدرسة الإعدادية جهاد إبراهيم أشار إلى ضعف المستوى التعليمي لتلاميذ المرحلة الابتدائية حيث يتم نقل التلميذ من صف إلى آخر دون استحقاقه ذلك مما ينعكس على مستواه في المرحلة الإعدادية  ففي عام 2021-2022 نجح 7 تلاميذ من أصل 13 تلميذاً في الشهادة الإعدادية وفي العام 2022-2023 نجح تلميذ واحد فقط من أجل 9 تلاميذ.

وأضاف لدينا عدد قليل من المدرسين الاختصاصيين ( لغة عربية –رياضيات-لغة الإنكليزية- واجتماعيات) مشيراً أن كثرة التقارير الطبية والإجازات الصحية التي تمنح للمدرسين أثرت على مستوى التلاميذ  ..

فعلى سبيل المثاًل إن مدرّسة اللغة الفرنسية البديلة حالياً تحمل شهادة ثانوية فقط ومدرسة اللغة الإنكليزية في إجازة صحية أيضاً ونوه أن انعدام وسائط النقل من وإلى القرية ساهم بعدم تمكن المدرسين الاختصاصيين من الوصول إلى القرية وتحمل الأعباء الكبيرة سواء مادياً أو معنوياً مما ساهم في تراجع الواقع التعليمي أكثر فأكثر في جب عباس.

وأضاف مدير الإعدادية :نعاني من نقص المياه , كما أن الغاطسة بحاجة كهرباء و صنابير المياه بحاجة استبدال والحمامات تحتاج صيانة ،و تمت مخاطبة المجمع التربوي بالمخرم بخصوص صيانة الحمامات وتركيب صنابير مياه وضرورة صيانة التشققات الحاصلة بجدران البناء.

و  أشار أن المدرسة تعاني من نقص كبير بمستلزمات العملية التعليمية إضافة إلى القرطاسية ،ولفت إلى عدم تعاون الأهالي مع المدرسة وعدم مبالاتهم في تحسين المستوى التعليمي لأبنائهم .

تواصلت “العروبة ” مع مديرة المدرسة الابتدائية فرح العجي و أكدت أنه تمت مخاطبة المجمع التربوي منذ بداية العام الدراسي بخصوص انتشار أمراض جلدية عند التلاميذ و لكن حتى الآن لم يتم اتخاذ آي إجراء بهذا الخصوص فقامت إدارة المدرسة بعزل الطلاب المرضى بعيداً عن زملائهم .

كما تواصلنا مع مدير المجمع التربوي بالمخرم نصر الخطيب الذي قال : مسابقة العقود المناطقية التي أجريت لصالح المجمع لم تسد النقص الحاصل بعدد المدرسين , كما أنه لم يتبق سوى حوالي 10% من مجموع المتعاقدين فقد تم نقلهم لأماكن أخرى لا علاقة للمجمع بها… و حول ازدياد الإجازات الصحية التي يطلبها المدرسون أكد أن المجمع لا يملك صلاحية منع تلك الإجازات فالأمر يقدره الطبيب المختص علماً أن كثرتها تؤثر سلبياً على سير العملية التعليمية,  و أضاف إن القرى التابعة للمجمع  تعاني واقعاً معيشياً صعباً و يلجأ التلاميذ و الطلاب للعمل بدلاً من الدراسة كذلك بعد المسافة عن المدينة و أجور النقل المرتفعة إضافة إلى أجور ساعات التدريس للمدرس ” البديل” قليلة مقارنة بارتفاع أجور النقل تجعل أكثر المدرسين من خارج الملاك و من الوكلاء لا يرغبون بالتدريس في المناطق البعيدة عن أماكن سكنهم…كل هذه الأمور مجتمعة لعبت دوراً بطريقة أو بأخرى بتراجع المستوى التعليمي في القرية.

و ختم: يتابع طلاب المرحلة الثانوية تعليمهم في مدارس منطقة المخرم أو وريدة وقد  يلجأ البعض إلى مدارس المدينة.

نبيلة إبراهيم

المزيد...
آخر الأخبار