د. وليد العرفي: الأدب طائر جناحاه النقد والإبداع .. داخل كل شاعر ناقد ذاتي… الشعر بما يقدمه من وعي بمعطيات الواقع
عرفناه شاعرا يكتب الشعر بأشكاله الثلاث التفعيلة والعمودي وشعر الومضة، برع في مجال النقد لما بين الشعر والنقد من ترابط وانسجام… من هنا كان لنا وقفة مع الشاعر الدكتور وليد العرفي للإضاءة على أعماله..
-حدثنا عن بداياتك الشعرية، و أهم المراحل التي مرّت بها تجربتك الشعرية ؟…
يُمكن أن أقول إن البداية كانت في مرحلة دراستي الإعدادية، وهنا أشير إلى تأثير المدرس في طلابه، فبسبب تعلقي بمدرس اللغة العربية أحببت اللغة نفسها، وأذكر أن مدرسي وقتذاك كان يأخذني من شعبة إلى أخرى كي يستمع زملائي إلى موضوعات التعبير التي كانت تجد استحساناً لديه، وهو ما كان حافزا لاختيار دراسة اللغة العربية لاحقا ، والتعمق في علومها .
المرحلة الثانية كانت مرحلة التأسيس، وهي المرحلة الأهم إذ كانت دراستي الجامعية دراسة حب للغة وشغف بمعرفة جمالياتها، وفي هذه المرحلة تم تأسيس منتدى للإبداع في فرع الشبيبة بحمص وتم انتخابي رئيساً له ، وكان من المنتديات التي لها حضور واسع في المشهد الثقافي حينها ، وقد ضم شعراء وأدباء من مختلف الأعمار، كما امتد ليشمل جغرافية الوطن كله…
وعن الجوائز التي حصل عليها وأبرز النشاطات التي شارك فيها وما تم نشره من كتب قال: في عهد الشباب عندما كانت تستهوينا الجوائز شاركت في مسابقة للشباب أعلن عنها اتحاد الكتاب العرب بحمص ونلت المركز الثاني، ومسابقة على مستوى المحافظة ونلت المرتبة الأولى أما عن مشاركاتي فقد شاركت في كثير من الأمسيات والمهرجانات الشعرية، كما نشرت قصائدي ودراساتي النقدية في كثير من الصحف والمجلات السورية والعربية، وفي دول المهجر سواء مجلات عامة ، أم ذات خصوصية علمية متخصصة، كما أني حاليا عضو استشاري في تحكيم مجلة جيل للدراسات الأدبية والفكرية وهي مجلة علمية دولية وفيما يتعلق بالنشر قد جاءت فكرة طباعة الدواوين متأخرة ،والحقيقة أن موضوعة النشر لم تكن تغويني لولا إلحاح بعض الأصدقاء، فجاءت الدواوين متلاحقة ، ومتزامنة في سنة نشرها، وهي مؤلفات في جانبي الأدب الشعر والنقد ، ومن دواويني الشعرية الصادرة حتى الآن : ديوان (ويورق الحرف ياسمينا ) صدر عام 2017 وديوان (رأيت خلفي جثتي) صدر عن اتحاد الكتاب العرب عام 2020 ، وديوان (ما تيسر من نزف الشعر) صدر عن دائرة الثقافة في إمارة الشارقة هذا العام.
وفي مجال النقد صدر لي كتاب )أطياف موشور الرؤيا ) تناولت فيه تجربة الشاعرد. محمد سعيد العتيق، و كتاب : (مرآة الشعر ستائر المعنى ) تناولت فيه التقنيات الأسلوبية في الشعر السوري من خلال تجربة الشاعر د. ثائر زين الدين، وما تقاطعت فيه تجربته مع شعراء آخرين كأدونيس ونزار قباني في قضية استخدام العدد في لغة الشعر، وهي من الموضوعات النادرة التي التفت إليها النقد المعاصر ، وكذلك في مجال نقد القصة والرواية لدي كتاب بعنوان: (تقنية الخطاب اللغوي في القصة والرواية)وهو دراسة سلطت الضوء على تجربة الروائي عبد الغني ملوك ،ولدي كتابان قيد الإصدار بعنوان: ( التواقع النصي في شعر سعد الدين كليب) سيصدر عن مجلة الرافد الإماراتية ضمن سلسلة كتبها الشهرية ، وكتاب عن تجربة الشاعر السوري المغترب عادل ناصيف بعنوان : ( دراسات مؤتلفة في قصائد مختلفة) وعلى صعيد التأليف الأكاديمي صدر لي كتاب : (العروض وموسيقا الشعر) بالمشاركة مع الدكتور: نزار محمد عبشي ، و هو من مقررات قسم اللغة العربية لطلاب السنة الأولى..
وعن كيفية نظرته إلى العلاقة بين النقد والشعر ، وما مقومات القصيدة الجيدة تحدث قائلا: العلاقة بين النقد والشعر علاقة تكامل وانسجام ، وستبقى مركبة الأدب عرجاء ما لم تسر على عجلتي النقد والإبداع معاً على اختلاف أصنافه، ذلك أن الأدب طائر جناحاه النقد والإبداع ، ولا يمكن للطائر أن يُحلق من دون استخدام الجناحين معاً ، ولا شك أن في داخل كل شاعر ناقد ذاتي …
وعن أنماط الشعر التي يكتبها قال: أكتب أنماط الشعر بأشكاله الثلاثة العمودي، وشعر التفعيلة، وقصيدة الومضة، وأرى أن الشعر ليس بالشكل الذي يظهر فيه، بل بما يقدمه من وعي بمعطيات الواقع، وما يتبدى فيه من جماليات التشكيل اللغوي الذي يستطيع أن يؤثر في المتلقي ويجذبه، وهنا تكمن قدرة الشاعر،وتتجلى الموهبة التي يتمايز فيها الشعراء عن بعضهم ، وأما الشكل فلا أرى له قيمة ، لأنه نتيجة ، وليس سبباً للشعرية في القصيدة ، وفي هذا السياق قلت:/ الشَعْرُ ليسَ بأشكالٍ تُزينُهُ فربَّ باطنِ غيمٍ غير ما برقا/ فكم قبيحٍ بغيرِ العينِ نُدركُهُ يُرى الغرابُ إذا ما صوتُهُ نعقا/ وحكمةُ القولٍ تبقى بعدَ قائلها والتّبرُ يزدادُ نُفْساً كلَّما عتُقا/….
حوار : عفاف حلاس