أخذت لوحات الفنان مازن منصور طابع الواقعية، وتميزت برؤية بصرية متنوعة يستطيع المتلقي من خلالها أن يستقي التفاؤل والأمل من خلال استخدام الألوان النضرة التي تنم عن قدرات الفنان الفائقة في التشكيل والتصميم والتنفيذ المتقن الذي لا يخلو من الحس الجمالي و مما يضفي على لوحاته جمالا ويجعلها أكثر جاذبية .
تسكن بداخلي
وعن بداياته ونشاطاته الفنية حدثنا قائلا : بنظري أن بداياتي الفنية كانت بوجود الموهبة فالموهبة كانت تسكن في داخلي وكنت افرغ ما بداخلي على لوحتي وأجسده على شكل عمل فني وذلك باستخدام أدوات بسيطة من ألوان ، ودأبت على تطوير موهبتي بممارسة النشاط الفني وصقلها من خلال الدراسة الأكاديمية في المركز الثقافي الروسي في فترة دراستي الحقوق في جامعة دمشق عامي 2005 _ 2006 ولكن بدأت الرسم بشكل فعلي عام 2002 وتخرجت في عام 2010 وشاركت بعدة معارض منها معرض مشترك في المركز الثقافي الروسي عام 2006 و أقمت عددا من المعارض في حمص آخرها كان في جامعة البعث في كلية الهندسة المدنية ، ومشاركاتي الفنية اعتبرها قليلة وذلك بحكم خدمتي الاحتياطية في الجيش العربي السوري والقيام بمهامي الوطنية ، ولدي طموحات كبيرة ولا حدود لها وسأسعى لتحقيقها حتى يكون لي بصمتي الخاصة في عالم الفن التشكيلي وأسلوبي الفني في هذا المجال .
تنمو وتثمر
وعن دور الأسرة في تنمية موهبة أبنائهم قال :للأسرة دور كبير في حياة أبنائهم و الموهبة هي نعمة من الله وبذرة كامنة تحتاج إلى بيئة ملائمة لكي تنمو وتثمر وهذه مسألة تقع على عاتق الأهل و طريقة تعاملهم مع أبنائهم ودورهم تجاههم فالموهبة لا يمكن أن تكتمل إذا لم يتوفر لها الشروط المناسبة والأجواء الملائمة ومن هذه الجوانب الجانب الروحي والبدني والعقلي والوجداني وبالنسبة لي كان لأهلي دور هام في تشجيعي لما وصلت إليه.
البعد عن التشاؤم واليأس
وعن المواضيع التي يتناولها الفنان في لوحاته قال : موضوعات لوحاتي استوحيها من الطبيعة لما لها من اثر في حياتي فقد كانت ولا زالت ملجأ للهروب إلى الذات والتخلص من كل أشكال الروتين والضجيج والأضواء وغير ذلك من الأمور المزعجة والمرهقة للأعصاب وأيضا كان للتراث الريفي حصة لا
بأس بها في أعمالي فقد عاصرت بعضا منها كالتنور وحصاد القمح والبيوت الريفية البسيطة وللأنثى مكانة كبيرة في أعمالي فقد جسدت من خلالها الجمال والخير والعطاء وكانت مصدر الهام بالنسبة لي وحرصت دائما على تناول كل الموضوعات والأفكار بطريقة جميلة من حيث اللون والشكل بعيدا عن كل أشكال اليأس والتشاؤم والأحزان التي رافقتنا طيلة سنوات الحرب التي تعرض لها بلدنا الحبيب والتي أفقدتنا الكثير من عناصر الجمال و التي كنا نعيش فيها ومن هنا كان حرصي الشديد على تجسيد الأمل والتفاؤل رغم كل هذه المعاناة ،واستمد أفكاري من الواقع والبيئة المحيطة بي ومن مخزون الذاكرة الذي امتلكه والعمل الفني يعكس تفاعل الفنان مع كل ما يحيط به من حوله أو حتى مع ذاته وهمومه ومشاكله وتساؤلاته ، ودور الفنان أن يتفاعل مع كل هذا ويقدمه بشكل إبداع بصري يطرحه للجمهور ويسلط الضوء عليه.
وعن المدرسة الفنية التي ينتمي إليها قال : انتمي إلى المدرسة الانطباعية والواقعية لأنهما الأقرب إليَّ.
و من الفنانين التشكيليين الذين تأثر بهم قال :تأثرت بالعديد من الفنانين السوريين والعالميين منهم أستاذي احمد إبراهيم والأستاذ عبد السلام عبد الله والأستاذ حيدر يازجي ومن الفنانين العالميين فان كوخ وسيزان وغيرهم من فناني الانطباعية .
موضوع اللوحة
أمّا بالنسبة لفهم اللوحة فقد أوضح قائلا : أنا اعتمد على رسم اللوحة البسيطة في الموضوع والغنية بالألوان وهذا يترك مجالا أمام المتلقي ليبحر في تفاصيلها فكلما اقترب المتلقي من اللوحة كلما غاص في الخطوط والتفاصيل المتشابكة وغير المفهومة وكلما ابتعد عنها تصبح أكثر وضوحا في شكلها العام وموضوعها وتكتمل الصورة لديه وهذا الأسلوب يعتمد على قدرة الفنان اللونية وعندها استطيع أن اشرح للمتلقي حول موضوع اللوحة والسبب الذي دفعني لرسمها واترك له مجالا ليكون فكرته الخاصة ونظرته حولها .
نضارة الألوان
وعن طريقة تعامله مع الألوان وكيف تساهم في جمالية اللوحة قال :اعتمد بشكل رئيسي على نظافةألواني ونضارتها وابتعد عن الألوان التي تعطي انطباعا بالتشاؤم أو اليأس وهذا ما يجعل اللوحة أكثر جمالا وجاذبية فأنا أحب أن ارسم الفرح رغم كل الآلام والظروف الصعبة ،واعتمد في أعمالي على الألوان الزيتية بشكل رئيسي ، وأسعى لإبراز جمال اللوحة وقوة الألوان وهذان العاملان دائماً ما أركز عليهما في لوحاتي، حيث أميل إلى إبراز التفاصيل بشكل أكثر في العمل، والألوان النضرة دائماً ما تميز أعمالي الفنية، حيث تظهر تفاصيل اللوحة بشكل أدق ..
يحفزني على العطاء
وعن دور النقد في مسيرة حياته الفنية قال :أنا مع النقد البناء سواء كان سلبا أو إيجابا فالنقد البناء سواء النابع من الذات أو من الجمهور يساهم بشكل رئيسي في وضع الفنان على الطريق الصحيح خلال مسيرته الفنية و أنا بطبعي أتقبّل النقد السلبي برحابة صدر على أن يكون موضوعيا ومهما كان هذا النقد فإنه يحفّزني على العمل الأكثر والعطاء .
أكثـر قدرة على التعبير
وعن علاقته بلوحاته قال :اللوحة تعتبر مرآة كل فنان وتعكس أحاسيسه ومشاعره وأفكاره ورؤيته وفي كثير من الأحيان كانت اللوحة أكثر قدرة على التعبير من الكلام والرسم يجعلني هادئا و بعيدا عن التوتر ومن خلاله أفرّغ طاقاتي واللوحة بالنسبة لي إحساس .
الدعم المادي
وعن الصعوبات التي تواجه الفنان قال : بالطبع عالم الفن التشكيلي يحتاج من الفنان المتابعة والاستمرارية ولكن هناك عوامل تؤثر في مسيرته الفنية منها عدم توفر الدعم المادي وصعوبة تامين المواد ذات الجودة والنوعية المطلوبة لإكمال العمل من كل النواحي الفنية .
هيا العلي
المزيد...