العصب الاقتصادي الأهم في المدينة.. عودة الحياة إلى ” جورة الشياح ” متعثرة وخجولة… أصحاب المحال :العقبات أكبر من جهودنا الفردية… البواب: ترحيل 30 ألف م3من الأنقاض و إزالة أكثر من 55 بناءً آيلاً للسقوط …
رغم كونه العصب الاقتصادي الأهم في مدينة حمص إلا أن عودة الحياة إلى حي جورة الشياح مازالت متعثرة وخجولة… محاولات من أصحاب المحال للعودة لكنها تصطدم بعقبات كثيرة تحمل بعضهم على الإغلاق و الآخر يرى أن الأمل معقود على همة المعنيين في تشجيع العودة و إعادة النبض لحي كان فيما مضى يزدحم بالناس.
العقبات أكبر من محاولاتنا الفردية..
“العروبة” جالت في شوارع الحي الذي كان مضرب مثل للازدحام و اليوم بات مضرب مثل لخلوه وخاصة مساء فلا طير يطير ولا أنس يسير…
صاحب أحد المحال قال: هنا تربينا وهنا محال آبائنا ونعد الساعات منتظرين اليوم الذي نشهد فيه عودة الحياة إلى حينا وهذا الأمر بحاجة لجهود الجميع…
صاحب محل آخر قال: لاحل أمامنا إلا العودة والعمل لنتمكن من كسب رزقنا ولن يفيدنا التأخير أو التأجيل في شيء و نحن ورغم كل الصعوبات مازلنا نرى أملاً يلوح بالأفق لإعادة التأهيل ولو كانت بطيئة لكنها أفضل من لاشيء…
آخرون طالبوا بضرورة إنارة شوارع الحي ليلاً لتعزيز الأمان في المنطقة و أكدوا أنهم على أحر من الجمر لإعادة نبض الحياة لهذا الحي المهم اقتصادياً وذي الأهمية الاجتماعية لأهل حمص أيضاً… و أكد آخرون أن عودة المصارف العامة وفروع المؤسسات الحكومية إلى مقراتها عامل مهم جداً لإنعاش الحركة وخاصة أن مقراتها لم تتضرر كثيراً… في حين أشار البعض لضرورة تسيير السرافيس في الحي كخطوة مهمة… ويرى البعض انه من الضروري الإسراع بتخديم الحي بالكهرباء و المياه والهاتف والصرف الصحي على اعتبارها خدمات أساسية.. .
صاحب معهد تدريبي يقول: نعاني كثيراً من قلة التخديم ولكننا مصرون على العمل مهما كانت الظروف و نطالب الجهات المعنية بتسريع وتيرة العمل لإعادة التأهيل فالحركة الإيجابية محفز للجميع..
جهود مستمرة
رئيس مجلس مدينة حمص المهندس عبد الله البواب وفي تصريح لـ”العروبة” أكد أن حي جورة الشياح من الأحياء السكنية والتجارية والحرفية لاتصاله المباشر بمنطقة الأسواق ومركز المدينة يحده من الشرق شارع فارس الخوري (طريق حماة ) ومن الغرب شارع 16تشرين (الكورنيش ) ومن الجنوب شارع شكري القوتلي ومن الشمال شارع الميماس .
قبل بدء الحرب كان يقطنه أكثر من 8000 عائلة عاد منهم مايقارب 1700عائلة ومنذ خروج المسلحين من الحي وتطهيره منهم عمل مجلس المدينة على ترحيل الأنقاض والسواتر الترابية حيث بلغ مجموع الأنقاض المرحلة أكثر من /30000/ متر مكعب وتم إزالة أكثر من 55 بناءً آيلاً للسقوط ويهدد السلامة العامة…
و بجهود المؤسسات الحكومية المعنية والجمعيات الأهلية والمنظمات بالتعاون مع الأهالي تمت إعادة تأهيل شارع 16 تشرين وإنارته بالطاقة البديلة إذ يضم هذا الشارع المداخل الرئيسية للحي، وتشجيعا لعودة الأهالي تمت دعوة كافة المؤسسات العامة والمصارف التي تملك مقرات في الحي لإعادة تأهيل مبانيها والعودة للعمل فيها…
شوارع حرفية تجارية بامتياز..
وأضاف البواب :ضمن خطط المدينة تم تنفيذ صالة خدمة المواطن في هذا الحي وحاليا يتم العمل على تأمين التمويل اللازم لإعادة تأهيل شوارع عمر بن الخطاب وابن خلدون وابن زيدون حيث تعتبر هذه الشوارع شوارع حرفية وتجارية بامتياز وأعمال الترميم تتضمن تأهيل الأرصفة والأطاريف وجسم الطريق بعد تأمين كافة البنى التحتية من صرف صحي ومياه وهاتف وكهرباء أما بالنسبة لحركة النقل تم تخصيص عدد من سرافيس النقل ليكون موقف الانطلاق من هذا الحي بشارع ابن الوليد خلف مقهى الروضة . .. أخيراً…
يطول الحديث (والكلام للمحررة) عن الزمن والإمكانيات التي نحتاجها لعودة الأمور إلى سابق عهدها ولكن على الأقل لابد من تكثيف الجهود خاصة أن الحلول ممكنة وليست صعبة للحد الذي يصعب معه تطبيق أي منها و نؤكد على أن الحل الوحيد والأوحد هو الهروب إلى الأمام والعمل الفعلي والجاد ورفض أي شكل من أشكال التقاعس بعيداً عن الكلام المعسول إذ لا طريق للخروج من عنق الزجاجة إلا بالعمل بشكل صحيح ومدروس فهل سنفعل؟
هنادي سلامة