ظاهرة تسرب الكادر التمريضي من المشافي والمراكز الصحية بازدياد … غياب تعويض طبيعة العمل و المكافآت التشجيعية وساعات العمل الطويلة أهم أسبابها… تشميل 7514 عاملا بنظام التحفيز الوظيفي… رئيس دائرة التنمية الإدارية بصحة حمص : رفع طبيعة العمل للعناصر المصنفة “أعمال خطرة جدا ” قيد الدراسة…

تشهد المشافي العامة مؤخراً زيادة في تسرب الكثير من الكوادر التمريضية نتيجة لضعف المردود المادي ، ماعدا طبيعة العمل وهي بنسب قليلة جداً والحوافز في غياب تام .

الأمر الذي أدى اختيارهم ترك العمل والسفر خارج البلاد أو طلب التقاعد المبكر لإيجاد عمل آخر بمردود مادي أكبر .

وعلى ضوء ذلك التقينا عددا  من الكوادر التمريضية لنسمع معاناتهم التي أصبحت لسان حالهم عسى ولعل أن يكون هناك حلول موضوعية تنصف هذا القطاع .

“العروبة ” التقت بعض العناصر التمريضية ( ممرضون وممرضات ) والذين قالوا : كثير من زملائنا قدموا الاستقالة لأن المردود المادي أصبح ضعيفاً ناهيك عن ساعات العمل الطويلة في المشفى وشعورنا بالمسؤولية الإنسانية تجاه المرضى يحتم علينا تقبل الوضع لكن مع طبيعة العمل الضعيفة بالنسبة للفني المخبري .. وللتمريض بشكل عام بحدود ( 4%) .. فلم يعد الأمر مقبولاً وأشار أحد فنيي المخبر أن الفني المخبري هو الوحيد في الكادر التمريضي الذي يتقاضى أقل من الراتب علماً أننا نصنف ضمن ما يسمى ( بالأعمال الخطرة ) مع فنيي ( الأشعة والتخدير ) ولكن طبيعة العمل ارتفعت فقط لفنيي ( الأشعة والتخدير والمعالجة الفيزيائية )  حيث وصلت لفنيي الأشعة ( 50% ) والتخدير فوق الـ ( 50%).
وتتابع إحدى الممرضات : إن السبب الرئيسي الذي أدى إلى تسرب هذا العدد الكبير من الكادر التمريضي هو تدني الأجور ، وتعويض طبيعة العمل الضعيفة جداً بالإضافة إلى عدم تلقينا أية حوافز حتى تاريخه ,الأمر الذي دفع أعداداً كبيرة للسفر خارج البلد بداعي العمل وأغلبيتهم من جيل الشباب فهل يعقل أن تبقى طبيعة العمل 5% فقط .

ممرضة أخرى تقول : الكادر التمريضي سواء في المشافي أو المراكز الصحية يتحمل أعباء كثيرة خاصة في المشافي لأن العمل مضاعف والمسؤوليات أكثر ونحن على تماس مباشر مع المريض على مدار الساعة لذلك نأمل أن يؤخذ بعين الاعتبار ضرورة رفع قيمة طبيعة العمل بما يتناسب مع المجهود الكبير أسوة بغيرنا ( أشعة – تخدير – معالجة فيزيائية – أطراف صناعية ) .

أما عن الحوافز فيقول أحد الممرضين : لم نأخذ أية حوافز من تاريخ التعيين حتى اللحظة علماً أن سنوات خدمتنا قاربت الـ  27عاماً بالإضافة إلى غياب الوجبة الغذائية التي هي من حقنا وعدم توفر اللباس (المريول والقفازات والحذاء الطبي ) .

تدني الأجور

كما التقينا مدير مشفى الباسل في كرم اللوز الدكتور نزار رستم  الذي تحدث عن تسرب الكادر التمريضي فأوضح أن الوضع الاقتصادي السيئ وضعف الأجور دفع العناصر الشابة للجوء للسفر لتأمين حياة أفضل .

وعن طبيعة العمل نوه أنه  منذ منتصف العام الماضي تم التشاور ما بين الجهات المعنية (وزارتي الصحة والمالية ووزارة التنمية الإدارية ) لدراسة نظام الحوافز والمكافآت ورفع طبيعة العمل ولكن حتى الآن لا جديد , ماعدا فنيي الأشعة والمعالجة الفيزيائية والتخدير الذين شملهم رفع طبيعة العمل ونحن نعاني من نقص عدد فنيي التخدير وذلك لسببين الأول أن أغلب العناصر الموجودة وصلوا إلى سن التقاعد والثاني أن عنصر الشباب الموجود اختار السفر للخارج بالإضافة إلى أن خريجي فنيي التخدير بالأساس عددهم قليل , أما فيما يخص نظام الحوافز والمكافآت فقد تم إقراره وينتظر أن يرى النور قريباً .

اللجوء للسفر

رئيسة نقابة عمال الصحة دلال دعكور  أشارت أن الغالبية العظمى من العناصر التمريضية باتت تفكر في حلول ناجعة لزيادة الدخل تماشيا من الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها وتدني الأجور قياسا للغلاء الفاحش ومن الواضح أن خيار السفر كان الأفضل لهم ..

وأضافت : يستحق عنصر التمريض زيادة طبيعة العمل كونه على تماس مباشر مع المرضى ” أثناء سحب الدم” وهذا يعد ضمن ( الأعمال الخطرة ) منوهة أن المطالبات لم تتوقف في كل المؤتمرات حول  ضرورة رفع طبيعة العمل للمرضيين في المشافي والمراكز علماً أن الإداريين في مديرية الصحة والمستودعات المركزية لا يتقاضون طبيعة عمل ..وهي  تعطى لفني الأشعة في المشافي فقط  دون العناصر الموجودة في  المراكز الصحية ..

إضافة لذلك لم يتم تعيين أي فني من خريجي  المعاهد الصحية بكافة الاختصاصات منذ عام ( 2008 ) وبرأيها أنه من الضروري إعادة التزام الدولة بتعيين هؤلاء من جديد لسد النقص الحاصل وزيادة عدد القبولات في مدارس التمريض .

وتتابع:  للأسف إن  حقوق عمال القطاع الصحي شبه مغيبة ورغم وجود صناديق تسمى ( مساعدة العامل ) وصندوق ( نهاية الخدمة ) وصندوق التكامل والتي تصب في مصلحة العامل بكافة القضايا.

تفاوت النسب

رئيس دائرة التنمية الإدارية بمديرية صحة حمص ذو الفقار زاهر قال : التسرب على نوعين إما  إجازات بلا أجر ( بداعي السفر ) أو تقديم استقالة

لذات السبب.. أو لتأمين عمل بمردود أعلى داخل القطر .

وبالنسبة للكادر الصحي الذي لم يشمله تعديل طبيعة العمل هم (فنيو المخابر والتمريض بشكل عام )  والسبب الرئيسي ندرة الاختصاصات الموجودة الأمر الذي أدى إلى رفع طبيعة العمل لهذه الاختصاصات ، بالإضافة لعددهم القليل في المحافظة حيث بلغ عدد فنيي التخدير174 وفنيي الأشعة 200 وفنيي المعالجة الفيزيائية 183 أما فنيي الأطراف الصناعية 6 ..

وبسبب ذلك كان الحل الإسعافي لهؤلاء رفع طبيعة العمل لهم و حالياً  تتم دراسة رفع طبيعة العمل لباقي الفئات وخاصة لمن يصنفون ضمن قائمة الأعمال الخطرة العالية جداً ، كعناصر الأشعة و فنيي التخدير ..

وبرأيه أن  الحوافز هي أحد الوسائل التي أقرت للحفاظ على  الكادر الصحي الموجود وتحفيزه على العمل ، بالإضافة إلى رفع كفاءة العمل في القطاع الصحي .

وأضاف: تم تشميل 7514 عاملاً بنظام الحوافز والمكافآت

 الغاية تبرر الهدف

رئيس نقابة التمريض والمهن الطبية والصحية المساعدة في محافظة حمص علاء حلواني قال  : زادت نسبة التنسيب داخل النقابة وذلك من أجل  الحصول على ترخيص مزاولة المهنة الدائمة والتي تشمل كافة الاختصاصات وبنفس الوقت هذا الترخيص يساعد “الممرض والفني” عند اللجوء للسفر لإيجاد عمل خارج القطر .

وعن طبيعة العمل  قال: إنها مازالت ضئيلة جداً ماعدا من هم ضمن قائمة الأعمال الخطرة وبنفس الوقت هذه القائمة لا تحصل على تعويض تقاعد ، كما أن هناك عدم المساواة بالحوافز والمكافآت للمهن الصحية  فالكادر التمريضي بالنهاية وبكافة اختصاصاته يقوم بعمل جبار ، ناهيك عن المعاناة والضغوط النفسية التي يتعرض لها أثناء عمله .

وأضاف : نتمنى فتح باب التعيين للمعهد الصحي لتغطية  النقص الحاصل في  الكادر  التمريضي .

رهف قمشري

 

 

 

 

المزيد...
آخر الأخبار