اعتادت “العروبة ” تسليط الضوء على أعمال بعض الأدباء والشعراء في حمص و كانت لنا وقفة مع الشاعرة عائدة علي القاسم التي عرفت عن نفسها قائلة : أعمل مدرسة لغة عربية في إحدى ثانويات مدينة حمص أحب الشعر وأكتبه و مازلت أعتبر نفسي هاوية للشعر و لم أصل بعد إلى المستوى الذي أطمح إليه لكني أسير في هذا الطريق بشغف وحب لأن الشعر إحساس وشعور وانطلاق إلى عالم أخر أتلمس فيه الجمال… وهو عالم خاص أجد فيه كل متعة وسعادة وبه أعرج إلى عوالم من البهاء والحسن.
وتابعت:ليس لدي ديوان مطبوع حتى الآن لكن عندي مجموعة شعرية أعمل على طباعتها بعنوان (صلوات في محراب المحبة)…
وعن بداية تكون موهبتها قالت: بداياتي كانت في المرحلة الثانوية حيث كتبت أول قصيدة موزونة على البحر البسيط وتتابعت محاولاتي بتشجيع من والدي رحمه الله ومن معلمي في المدرسة و ساعدتني دراستي للأدب العربي الاطلاع على الشعر الجاهلي والإسلامي وأحببت كثيرا شعراء العصر العباسي المتنبي وأبا تمام وأبا العلاء المعري ثم توقفت فترة عن كتابة الشعر بسبب انشغالي بالأسرة والأولاد لكني عدت منذ أكثر من خمس سنوات حيث شاركت ببعض الملتقيات الشعرية والأدبية التي لها دور كبير في عودة نشاطي الشعري , وأعتبر هذه الفترة مرحلة انتقال في الأسلوب…
وتابعت: لم أكتب إلا الشعر العمودي فقد وجدت نفسي في هذا الفن من الشعر حيث تنسجم روحي مع موسيقا الكلمات وتناغمها وإيقاعاتها مع الموضوعات والأشياء لأعبر عن الإنسان في داخلي.
و أحب الاستماع أو قراءة الأنواع الأخرى للشعر حسب قوة الشاعر في الخوض في هذه الأنواع وتناغم مفرداته ومعانيه مع موسيقاه.
وحول الأمسيات التي شاركت بها قالت : شاركت في العديد من الأمسيات الشعرية والمسابقات الأدبية ونلت في بعضها مراكز متقدمة مما كان له أكبر الأثر في متابعة كتابة الشعر ، فالأمسية الشعرية والمسابقات تعمل على تنشيط المنافسة والاطلاع على إنتاج الشعر لدى الكثيرين ومن ثم تلافي الثغرات.
وعن مواضيع شعرها قالت:أكتب الشعر الوجداني والتأملي والوطني ويشغلني الإنسان الذي وجد نفسه على هذه الأرض في مواجهة مستمرة مع الحياة ومصاعبها فألوذ بعالم الشعر وأغوص في أعماق ذاتي علني أجد ضالتي في إجابات شافية، كتبت عن علاقتي بالوطن وحبي له بشكل عام .
وأضافت : أرى أن الحب يبني الإنسان وبه ترتقي النفوس وتزدهي الحياة وحري بالشاعر الملتزم نشر قيم المحبة والخير و السلام في شعره فالشاعر صاحب رسالة إنسانية يجب أن يؤديها بكل إخلاص وأمانة و يجب أن يحرص على بث الأمل والمحبة والجمال في النفوس.
وعن الطبيعة التي تهدي للشاعر أجمل المعاني والألحان قالت: الطبيعة حاضرة في كل قصائدي هي وسيلتي للتعبير عما أريد وأتماهى معها فإذا خيم الظلام على نفسي تلتمع في خاطري نجوم السماء وأزهار البرية فأجوب فيها فتتبدد أحزاني وأقتبس بعضا من التفاؤل فأصبه شعرا ومعاني ودلالات و موسيقا .
أما عن موضوع الحرب وانعكاساتها على حياتنا فهي الشغل الشاغل لكل إنسان ينبض قلبه بالحياة قالت: سنوات الحرب العجاف اجتاحت كياننا وأتت على الأخضر واليابس فينا فقدنا أحبة كانوا بمثابة الروح لنا تبلدت مشاعرنا وقتلت أحلامنا لكننا لم نفقد الأمل وما زلنا ننتظر ذلك الفجر الذي لا بد أن ينبلج بعد ليلنا الدامس وهذا ما تناولته في بعض قصائدي.
عفاف حلاس