برهان الشليل : أنا ابن “تدمر” المدينة الأثرية الجميلة الساحرة بأوابدها وأطلالها…  الكتابة للأطفال من أصعب أنواع الكتابة…

الكاتب والشاعر برهان الشليل مواليد تدمر 1945 مدرس لغة عربية متقاعد وله ثلاث مجموعات شعرية مطبوعة  وكتاب توثيق أدبي “أغنيات إلى تدمر” وله قصائد في منهاج التعليم الأساسي وغيرها..

في  حوار لـ ” العروبة” معه  تحدث  الشليل عن مسيرته الأدبية و  تعلقه بالشعر منذ نعومة أظفاره  فقال: أحببت الشعر والأدب منذ صغري، وتفتحت أذناي على سماع كل شيء جميل يحرّك مشاعري، فالموسيقا والأغنية والقصيدة تحرّك المشاعر، وكنت أستمتع بالكتابات النثرية التي تحمل البوح والإحساس الصادق، التي كوّنت لديّ نواة الشعر من خلال كتابات نثرية يغلب عليها الطابع الذاتي الرومانسي، أترنم بها وأحسّ وأطرب، وكتاباتي ساعدتني في نمو المعرفة، وعشق الشعر، وكانت الخميرة في مرحلة كمون طويلة ظهرت أدباً وشعراً من خلال ما كتبتُ.

وحول تأثره بالمواضيع الشعرية ومن ثم الشعراء الذين كانوا قدوة له قال:

كنت مغرماً بالاستماع إلى الشعر، وخاصة القصيدة التي تحمل همّاً إنسانياً أو وطنياً، أحببت شعر المهجر والشعر الفلسطيني وشعر المعلقات، وكان لمدرّسي اللغة العربية الأثر الكبير في نفسي،و الذين كان أكثرهم مبدعين في الأدب والشعر، وما زلت أتذكر أبياتهم الشعرية، وإلقاءهم الجميل المعبر للشعر، وتفاعلهم مع القصيدة التي يقرؤونها».

وكونه نشأ وترعرع في تدمر فقد تأثر ببيئة البادية  فقال : في تدمر  الألفة والصفاء والحب والبساطة والحنين والسعادة، أنا ابن “تدمر” المدينة الأثرية الجميلة الساحرة بأوابدها وأطلالها وفنها التي كانت فيها ملاعبنا وذكرياتنا، فعندما تهطل الأمطار وتروي الأرض تزهو في لوحة فنية ساحرة مؤثرة في النفس، وتبشّر ببوح شعري، وولادة قصيدة جميلة رائعة، كل تلك المشاهد الجميلة من بادية وأطلال وآثار “تدمر”، تركت أعظم الأثر في نفسي، فتغنيت بها  شعرا وكتبت عن تدمر بقصيدة (في الطريق إلى تدمر ).

وتابع:  أتذكر أنني كتبت أول قصيدة نثرية عام 1968، وكنت في الثامنة عشرة من عمري، نشرتها في مجلة “جيش الشعب” التي كانت حديثة الولادة ذاك الزمن، ثم جاءت حرب حزيران ونكستها عام 1967 التي أثرت انكساراتها في نفوس الجميع؛ حيث الاحتلال الجديد لأراض عربية والتشريد والتهجير لأبناء وطننا في “الجولان والقنيطرة”، هذه النكسة حركت مشاعري، فكتبت القصيدة البسيطة الواضحة بكلمات نثرية معبرة وصادقة ، وأنا أتصور حالة أولئك النازحين من أبناء وطني “سورية”  وكنت فخوراً جداً بنشرها في المجلة المذكورة  وهو ما شجعني على متابعة الكتابة وقراءة الشعر.

وفي عام 1971 كتبت لذات المجلة دراسة أدبية بعنوان: “بدر شاكر السياب”، فأنا من أشدّ المعجبين به وبأشعاره.

وحول توجهه للكتابة  للأطفال قال: لشدة تأثري بابنتي اللتين اعتنيت بهما بعد وفاة والدتهما  كتبت للأطفال شعرا وكانت بعض أشعاري الموجهة للأطفال تحمل قيمة تعليمية وقد لاقت استحساناً كبيرا وكل ماكتبته لهم كان بأسلوب سلس سهل كي يدخل عقولهم وثقافتهم الطفلية إذ أن الكتابة للأطفال من أصعب أنواع الكتابة.

و أضاف: حين نكتب للأطفال يعني أننا نكتب للمستقبل ولفرح أيامنا القادم, والوطن الذي يحتضن الطفولة ويهتم بها يصنع مستقبله الجميل والواعد بين يديه, فالطفل هو الأساس في كل بناء, وأطفال اليوم هم رجال المستقبل غداً, إضافة إلى أنَّ الاهتمام بالطفولة واجب وطني.

وعن   دور البيئة التي تربى بها وأثرت شعره كونه ابن مدينة تدمر قال الشليل:

الشاعر إنسان وكائن حي يملك الحس الراقي ويشعر بشعور الآخرين, يتأثر بما يجري حوله من أحداث, وكيف لا وقد ألهمتني عروس الصحراء  تدمر بمفردات طبيعتها البكر، فترجم الإلهام حباً وشعراً يمجدها  ويتغنى بها، فكان كتابي  الأول يضم كل ما كتبت  في تدمر من شعر “أغنيات إلى تدمر” الصادر عام 2002,  في “تدمر حكاية الزمان” الصادر عام 2006, ولأنني خضت غمار تدريس مادة اللغة العربية رأيت أن توعية الأطفال تكون بما يُغنى ويُلقى فصدر كتابي الشعري “صديقتنا البيئة ” عام 2009, وكتاب “يا ربنا يا ربنا ” في العام ذاته وتم اعتماد بعض أعمالي في منهاج مرحلة التعليم الأساسي، ولم تغب تدمر وولعي بها فكنت عاشقاً  أصلي في محرابها , فصدر لي كتاب شعر للكبار ” ترانيم لسيدة المدن تدمر” عام 2019، وهكذا تنوعت كتاباتي بين الشعر للأطفال والكبار ومقالات نثرية في الصحف المحلية.

وحول سؤاله أين يجد نفسه شعرا أم نثرا فقال: أجد نفسي في كليهما معاً, ولكن الشعر يغلب على النثر لديَّ, لقد كتبت المقالات الصحفية والخواطر الأدبية, والقصة القصيرة, ودراسات بحثية أدبية نشرت في صحف محلية وعربية.

وحول سؤاله عن كتابته للقصة القصيرة  قال: لدي مجموعة قصصية قيد الطباعة , وهناك مجموعة قصصية  عنوانها (زينب وطائر النون الأصلع وأبو منجل) وأكثر قصصها حول أهمية الحفاظ على البيئة والبعض الآخر ذو مضامين وطنية وإنسانية.

و صدر لي كتاب هذا العام بعنوان ”الشهيد خالد الأسعد في عيون الشعراء ”

عفاف حلاس

 

المزيد...
آخر الأخبار