تحية الصباح ..الأم والمعلم …!!

هذا العام يلتقي العيدان ، عيد الأم وعيد المعلم ، يلتقيان في التوقيت ، ولكنهما الأم والمعلم ، عمادين اثنين من أعمدة بناء المجتمع ، أيّ مجتمع.

الأم  رمز الخصب منذ القدم ، ورمز الحنان ونبعه منذ وجد الإنسان على  هذه الأرض .

جاء صاحبي  يشكو لي أمراً ضاقت  به نفسه كثيراً وهو أنه لم يعمل بنصيحة أمه وحصل ذلك قبل وفاتها بأيام قليلة ، وهو يخشى عاقبة ذلك يوم لا ينفع فيه إلا العمل الصالح  فكان جوابي له إن الأم أرحم بكثير ، من أن تغضب على ابنها أو تشكو الله عملاً قام به ولاسيما إذا كان غير ضار به أو بها أو بالآخرين .

الأم مهما تمادى ابنها ومهما ابتعد عنها وعن جادة الصواب فهي في اللحظة الحاسمة تسامحه وتدعو  له بالخير ..!! فهو ابنها وقطعة منها وسندها ..!!

حدثني أحدهم فقال: قبل أن تفيض روحها إلى بارئها ..أوصتني أن أذهب لشقيقة لي ، أصغر مني سنّاً بسنوات عديدة ، وأن أنهي قطيعة معها ،ووجدت نفسي أمتثل لأمرها بعد أيام من رحيلها ، رحمها الله .

صحيح أنني وجدت نفسي في موقف ضعيف فيه انتقاص لي كشقيق أكبر ..لكن احترام الوصية يجعلني في الموقف الأصح ولأنني أكرم أمي بعد وفاتها كما  أكرمتها وهي على قيد الحياة /

و إذا جئنا للمعلم فهو باني الحضارات و مبدد ظلام الجهل ,فمهنة التعليم تسمو إلى مرتبة الرسالة.

أكبر المعمرين من معلميّ الذين أشهد بفضلهم و أجد نفسي مقصراً نحوهم هو درويش درويش الذي تعلقت به منذ كنت في الصف الأول الابتدائي عام 1964 كان -أمد الله عمره بصحة و عافية- يأتي من قرية الشرقلية إلى عرقايا كل يوم و كانت معاملته ورقة أسلوبه موضع حديث الناس و هو الذي عمل أربعين سنة ونيف معلماً و أبا ناجحاً بكل المقاييس.

و لعلي أذكر هنا بعض معلمينا الذين غادروا الحياة بعد رحلة مثمرة و جهد يمثله طلابهم و تلامذتهم الذين صاروا أطباء و مهندسين و معلمين و عاملين في مختلف المجالات و من هؤلاء المربين المرحوم خضر الناعم مدرسنا للغة العربية و كذلك المرحومين راغب الأخرس و جوزيف عيسى و مصطفى مصطفى و محمد كمال الموصلي و غيرهم و غيرهم

السلام على كل الأمهات و مبارك لكنّ العيد و كل يوم هو عيدكن و الرحمة على أرواح الأمهات اللواتي استأثرت بهن رحمة الله.

و السلام على المعلمين المربين الذين على الرغم من مشقة المهنة و متاعبها يخلصون لعملهم و يخلصون لبلدهم.

كل عام و أمهات وطننا بخير…

كل عام و معلمونا و معلماتنا بخير.

عيسى إسماعيل

 

المزيد...
آخر الأخبار
المركزي: انخفاض معدل التضخم في سوريا إلى 36.8 بالمئة خلال عام البرلمان العربي: الصمت الدولي يشجع كيان الاحتلال الإسرائيلي على التمادي في اعتداءاته على سوريا 40 %من منازل "الجابرية" بلا صرف صحي.. الكهرباء ضعيفة والانترنت يغيب ليلا وتسيير  باص يخفف أزمة النق... السورية للمخابز: عطلة الأفران أول أيام عيد الفطر فقط لتأمين احتياجات المواطنين مع اقتراب العيد : ازدحام كبير في أسواق حمص والمنحة تنعشها... العلاقات العامة في وزارة الإعلام: العقوبات المفروضة على سوريا أخرت انطلاق القنوات الرسمية إعلان تشكيلة منتخب سوريا لكرة القدم لمباراة باكستان بتصفيات كاس آسيا توزيع سلل إغاثية على العائلات الأكثر احتياجاً في حي الخالدية بحمص مركز أمن المعلومات بوزارة الاتصالات يوضّح آلية عمل الروابط الاحتيالية التي تنتحل صفة ‏جهات خيرية ومو... لجنة التحقيق والتقصي بأحداث الساحل: استمعنا لشهادات المئات وعاينّا 9 مواقع ودونّا 95 إفادة وفق المعا...