الأديبة غادة اليوسف : الكلمة أمانة ولا قيمة للكتابة إذا لم يكن جوهرها الإنسان …

في سن مبكرة وجدتني منجذبة إلى الكتاب أسبح و أغوص في بحوره ..هذا ما بدأت به الشاعرة والروائية وكاتبة القصة القصيرة غادة اليوسف  التي التقيناها لتحدثنا عن تجربتها الأدبية  فقالت : مكتبة والدي العامرة كانت منهلي الأول.. فيها المعلقات والروايات العالمية المترجمة لكبار أدباء العالم…..

وحول سؤالها لماذا طرقت أبواب الشعر قالت : ككل أبناء جيلي كان الشعر بوابة العبور إلى فسحة التعبير .

وقالت عن مواضيع أعمالها الأدبية:حين كبرت تنامى الوعي بالواقع والحياة وأحوال مجتمعاتنا المنكوبة بالاستعمار والتخلف والجهل والتفرقة فوجدتني أبحث عن أجوبة لأسئلة تلوب على درب الخلاص … قرأت ماركس وأنجلز ولينين وهيغل وتجارب الثورات الباحثة عن العدل والمساواة..

و بعد الاحتلال الاستيطاني العنصري لفلسطين من قبل الكيان الصهيوني الغاصب, استوقفني كل ما جاء به الغرب “كذباً” من قيم الحرية والعدالة حين دعم ومازال يدعم نشوء وترسيخ هذا الظلم في فلسطين.. ومجازر الكيان الصهيوني المدعوم من دول تدعي الحريات وحقوق الإنسان فقد سقطت كل الأقنعة الهشة عن تلك الوجوه المجرمة..

و تابعت : إن بنيتي النفسية ترفض كل ظلم فأثر ذلك كثيرا في منجزي الأدبي  لإيماني بأن الكلمة أمانة وللقلم رسالة.. ولا قيمة لأي كتابة إذا لم يكن جوهرها الإنسان ومعاناته وتطلعاته… كتبت المقالات والدراسات الاجتماعية والسياسية والقانونية بقالب أدبي في المجلات و الدوريات.. وقد جمعت بعضا من تلك المقالات في كتابي رفرفات…

و عن سؤالها عن تأثير عملها كقاضية مستشارة في محكمة جنايات الأحداث أجابت: هذا العمل فرش مساحات أوسع مملوءة بالشوك والظلم والجهل التي تؤدي إلى الجنوح واهتممت خاصة بأسباب جنوح الأحداث فكتبت كتابي (الأحداث الجانحون بين جحيم المجتمع ونار القانون) وكتبت القصة الطويلة المنسوجة من عوالم الطفل والمرأة والاستبداد الذي يحيط بهما في المجتمع فيؤدي إلى خلل قيمي كبير في البيت والمدرسة والشارع وفي السجون.

وحول مجموعاتها القصصية قالت:صدرت لي أربع مجموعات قصصية (في العالم السفلي،… على نار هادئة… أنين القاع.. جسور مهشمة).

أما في مجال النقد فصرحت : أنا لا أدعي النقد و حين كتبت مقالات ودراسات نقدية فكانت كما أراها قراءات لكتب أعجبتني.. فأسلط الضوء على مكمن الجوهر فيها فأصدرت كتابا أسميته (ما رآه القلب). …

وتابعت: واظبت  على كتابة الشعر الذي يعني لي ارتحالا في الذات والعالم.. وسبرا عميقا للروح الكونية…

. وعن إصداراتها الشعرية قالت:صدر لي  أربعة دواوين شعرية هي :نبض التراب /وحدك الآن/نثريات روح/لي ضلالي/ وكذلك ديوان لما يسمى بقصيدة النثر بعنوان (هي في المشهد الأخير).

وحول سؤالها عن قراءاتها أكدت أن القراءة هي السبيل الوحيد لتبديد العزلة والانتصار على الوحدة وكلما قرأت أكثر أحسست بحاجتي للمعرفة أكثر.. أكتب الآن بوتيرة أقل من السابق.. إذ أرخت الحرب بظلالها الدكناء على روحي وعلى قلمي..

و عن رواياتها ومجموعاتها القصصية ودواوينها غير المطبوعة قالت: لدي روايتان تنتظران فرصة الطباعة ومجموعتان قصصيتان. وديوانان من الشعر الموزون لا يمكنني طباعتها على نفقتي فتكاليف الطباعة فوق طاقتي بكثير ورغم كل هذه الصعوبات أرى على الأديب أن يبقي قنديله متوقدا ومعلقا في سماء كشمس لا يحق لها أن تغيب.

حاورتها : عفاف حلاس

المزيد...
آخر الأخبار