الجلاء تتويج لسلسلة معارك العزة والإباء … موجهون اختصاصيون : المناهج وثقت تضحيات شعبنا ورسخت عظمة الشهادة لتحقيق الاستقلال ..
يعيش شعبنا السوري ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عن أرضنا في السابع عشر من نيسان عام 1946…هذا الشعب الذي مازال مستمرا في نضاله بهمة جنودنا البواسل للقضاء على الإرهاب و داعميه حتى تحرير كل شبر من أراضينا مهما كانت التضحيات ..
واليوم في ذكرى الجلاء تستعرض “العروبة “كيف تناولت المناهج الدراسية صور نضال هذا الشعب وصموده حتى تحقيق النصر حيث التقينا عدداً من الموجهين الاختصاصيين…
رجاء علي منسقة لغة عربية قالت : يهدف تدريس اللغة العربية إلى إكساب المتعلمين مهارات اللغة وغرس محبتها في نفوس الناشئة وتعزيز القيم الوطنية القومية والاجتماعية وتعزيز مفاهيم الانتماء والهوية .
وفي منهاج اللغة العربية للصف الثامن نص يوسف العظمة للشاعر (عدنان مردم بك) يضيء على شخصية وطنية فيوسف العظمة تصدى للمستعمر الفرنسي ولم يقبل تسليم دمشق رافعا راية المقاومة فوق ربوع ميسلون ليكون قدوة لكل الشباب العربي, وفيه يقول ممجدا بطولة يوسف العظمة:
أرخصت روحك كي تصان كرامة
وتعز أوطان ويكرم جار
قل للشباب لكم بيوسف قدوة
ومثال مجد يحتذى ومنار
كذلك في نص (إبراهيم هنانو) للشاعر عمر أبو ريشة تحدث الشاعر عن البطل إبراهيم هنانو وكيف قاده عشقه لوطنه إلى قيادة ثورة ضد المحتل الفرنسي وكبده خسائر فادحة لترتفع راية الحرية يقول فيه:
وطن عليه من الزمان وقار
النور ملء شعابه والنار
وفي كتاب الصف الثالث الثانوي نص (عروس المجد )للشاعر عمر أبو ريشة وفيه يصور كيف خرج الشعب السوري على الاحتلال الفرنسي مشعلا الثورات مسطرا بدمه الجلاء العظيم في السابع عشر من نيسان 1946 ويؤرخ الانتصارات:
درج البغي عليها حقبة
وهوى دون بلوغ الأرب
لا يموت الحق مهما لطمت
عارضيه قبضة المغتصب
وفي منهاج الصف التاسع نص (اليوم الأغر )للشاعر محمد البزم وفيه يتغنى بالجلاء مصورا الفرح بطرد المحتلين وما انتصار الجلاء إلا تتويج لسلسلة معارك العزة والإباء التي أوصلتنا إلى هذا اليوم الأغر وفيه يقول :
يوم الجلاء وما في الأرض ذو عظيم
يبغي كفاءك ،إلا خانه العظم
فقد جلوت لنا، والشمس شاهدة
ما يعجز الوهم أو يأتي به الحلم
وفي الصف التاسع نص” ملحمة ميسلون “للشاعر خير الدين الزركلي وفيه يصور بطولات شعبنا ودفاعه عن حياض أرضهم وحرمات وطنه ومواجهته لظلم المحتل الفرنسي:
زحفت تذود عن الديار ومالها
من قوة فعجبت كيف تذود
ولقد شهدت جموعها وثابة
لو كان يدفع بالصدور حديد
أحمد عراجي منسق مادة اللغة العربية في مديرية تربية حمص قال: عبرت مناهجنا في موادها المختلفة عن هذا النصر العظيم الذي حققه الأبطال ومنها مادة اللغة العربية فجميع المراحل الدراسية تناولت الانتصارات والمعارك والمواجهات التي خضناها ( كشعب وجيش ) للتخلص من براثن وحقد الأعداء والغزاة ، كما أفردت للقضايا الوطنية والقومية وحدة كاملة مكثفة في منهاج اللغة العربية للثالث الإعدادي والثالث الثانوي بفرعيه العلمي والأدبي و لم تخلٌ مناهج بقية الصفوف أيضا من التعريف بالتضحيات التي قدمها الشعب الأبي.
وأضاف : مثال ذلك قصيدة (ملحمة ميسلون ) للزركلي التي سطرت أسمى معاني البطولة في وجه الاحتلال الفرنسي حيث يقول فيها :
غلت المراجل فاستشاطت أمة عربية غضبت وثار رقود
وفي قصيدة (اليوم الأغر ) تغنى الشاعر بجلاء المستعمر الفرنسي وصور أفراح الجماهير بالنصر قائلا :
حلق بجوك واخفق أيها العلم
فالأفق طلق ووجه الدهر يبتسم
أيضا قصيدة (عروس المجد)للشاعر عمر أبو ريشة حيث صور فيها خروج الشعب السوري على الاحتلال الفرنسي مفجرا الثورات في كل مكان إلى أن حقق النصر في17 نيسان عام 1946 حيث قال:
ياعروس المجد تيهي واسحبي
في مغانينا ذيول الشهب
ونوه أن هذه التضحيات والبطولات تنمي الشعور الوطني والانتماء إلى سيادة الوطن ليبقى حرا مستقلا مهما كلف الثمن.
وختم قائلاً: يتم تخصيص بعض الحصص الدراسية في كل عام للحديث عن هذه المناسبة وتكليف الطلاب بكتابة موضوعات تعبير وحلقات عن تاريخنا والمنجزات التي حصلت وتنمية الحس الوطني والقومي المقاوم لأي احتلال .
منى كنجو الموجهة الاختصاصية ومنسقة مادة التاريخ في مديرية تربية حمص قالت :
زودت المناهج المطورة بمجموعة من الوثائق التاريخية وتحدثت عن نضال الشعب السوري ضد الاحتلال الفرنسي وصولا إلى الجلاء في 17 نيسان عام 1946.
كما واكبت المناهج المطورة الأحداث التي مرت بها سورية عبر تاريخها الطويل بدءا من رفض الاحتلال الفرنسي عام 1920 حتى الثورة السورية الكبرى التي قادها السلطان باشا الأطرش ووقوف الشعب السوري ضد هذا الاحتلال ، ووثقت تلك المناهج التضحيات ورسخت عظمة الشهادة في سبيل الحصول على الاستقلال و جلاء المستعمر الفرنسي عن سورية.
بشرى عنقة _هيا العلي