في حوار أجرته جريدة العروبة مع الباحث الأكاديمي و الناقد د. جودت إبراهيم الأستاذ في جامعة البعث, حول نتاجه الأدبي من الكتب والأبحاث في مجال اللغة العربية حدثنا قائلا :بدأ تعلقي باللغة العربية مذ كنت طفلا صغيرا أسمع شقيقي الأكبر يردد أبيات الشعر في دارنا في قرية بحور، وكان جدي يحكي الحكايات في السهرات لضيوفه، ووالدي يكتب الأبيات المنتقاة من عيون الشعر، فتكونت لدينا حفيظة جيدة من الشعر، وفي المرحلة الإعدادية التي درستها في بلدة شين علمني المدرس منيف سلوم الذي كان مميزاً فأحببت اللغة العربية، إلى أن وجدت نفسي على أبواب كلية الآداب في جامعة دمشق قسم اللغة العربية متفوقا ثم حصلت على درجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها باختصاص نظرية الأدب والنقد الأدبي..
وحول سؤاله عن مدى تأثره باللغات الأجنبية و تأثيرها في أدبه، قال: كنت حريصاً أن أجد لي عملاً خلال المرحلة الجامعية فكان ذلك و توظفت في مؤسسة الطيران العربية السورية وكانت طبيعة العمل تتطلب الإلمام باللغة الإنجليزية فبذلت قصارى جهدي بهذا المجال واتبعت دورات تخصصية وأوفدت لإجراء بحث علمي لمدة ستة أشهر في جامعة هافارد في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن تم تعييني عضوا في الهيئة التدريسية بجامعة البعث بحمص وانعكس ذلك في كتبي ومؤلفاتي وبحوثي ودراساتي وأصدرت كتابا عن ذلك بعنوان ( نظرية الأدب والمتغيرات)، كما أوفدت إلى الاتحاد السوفييتي للحصول على درجة الدكتوراه ما جعلني أطلع على آداب اللغة الروسية ونتاج أعلامها الكبار من أدباء وشعراء ومثقفين ما ترك أثره الواضح في كتاباتي وخاصة في مجال نظرية الأدب والنقد الأدبي، و ترجمت عددا من القصص الروسية ونشرتها في كتاب بعنوان (رسالة أم) كما ترجمت رسالة الدكتوراه إلى اللغة العربية وتم نشرها في كتاب بعنوان (ملامح نظرية نقد الشعر) .
كما تعلمت اللغة الاسبانية خلال وجودي في الأرجنتين” وهي اللغة الرسمية” فاطلعت على الأدب الأرجنتيني وكتبت عنه وعرفت الشاعر الكبير خوسيه أرناندس كما عرفت الشاعرة الأرجنتينية وهي من أصل سوري ( خوانا ديب) وكتبت عنها وعن شعرها المرتبط بوطنها الأم وقمت بترجمة قصائدها إلى اللغة العربية وتمت استضافتها بأمسية شعرية في رابطة الخريجين الجامعيين في حمص و لاقت تلك الأمسية صدى قويا في أوساط جمهور حمص الثقافي والأدبي.
وحول نشاطه الأكاديمي والثقافي الواسع محليا وخارجيا تحدث قائلا : المشاركة في المؤتمرات الأدبية تعرف المرء على زملاء العمل والفكر وتطلعه على كل جديد ومفيد و تعلمه الارتقاء بفكره وروحه.
ثم تحدث عن المشاركة في الأمسيات واللقاءات الأدبية ومدى مواكبتها لحركة التطور الثقافي الأدبي فقال: الإبداع لا يحتاج من يوجه حركته فهو يتوجه بفعل القدرة الذاتية وقوة التحريك الداخلية التي هي الصفة الأساسية للإبداع، وما يؤخذ على تلك الأماسي رغم أهميتها أنها تخضع للمحسوبيات والمصالح الشخصية في بعض الأحيان ، ولكن أصحاب الذائقة الأدبية الراقية لديهم القدرة على التفريق بين الغث والثمين.
أما عناوين كتبه فهي : التناص والتلاص في الشعر العربي الحديث والمعاصر عام (٢٠١٥) أجمل ما في الوجود عام (٢٠١٠)_اللغة العربية على مستوى النص عام ( ٢٠٠٨(وغير ذلك.
يذكر أن د. جودت ابراهيم تخرج من جامعة دمشق عام ١٩٧٩ ثم حاز منها دبلوم الدراسات العليا ونال الدكتوراه من روسيا” الاتحاد السوفييتي” عام ١٩٩٠ وأشرف على العديد من الرسائل العلمية (ماجستير، دكتوراه) وحاز على العديد من الجوائز وشهادات التقدير وله مؤلفات عدة أخرى غير ما ذكر.
وشغل مهام عديدة منها رئيس تحرير مجلة جامعة البعث للعلوم الإنسانية العلمية المحكمة، رئيس جامعة الوادي السورية الألمانية الخاصة وأحد مؤسسيها وعُيّن لسنتين مدير التدريب والتأهيل في المعهد الوطني للإدارة العامة بدمشق ، وهو عضو المجلس المركزي لاتحاد الكتاب العرب ومدير تحرير مجلة التراث العربي.
حوار : عفاف حلاس