أبناؤنا والعطلة الصيفية.. ترفيه وتحضير لعام دراسي جديد

مع انتهاء الطلاب من امتحاناتهم السنوية تبدأ عطلتهم الصيفية والتي يترقبونها بفارغ الصبر فهي فرصة مناسبة للحصول على وقت من الراحة بعد تعبٍ طويل في الدراسة والعمل، خصوصًا أنها تأتي في شهور الصيف، حيث الأجواء الجميلة، وسحر الليالي التي يجتمع فيها الأهل والأحباب والأصدقاء، ولهذا فإن العطلة الصيفية من المناسبات الجميلة التي ينتظرها الجميع بشغف خصوصًا الطلبة ، لأنها تعيد شحن الطاقة للعمل والدراسة، وتعطي روحا جميلة وقدرة أكبر على المواصلة، كما أن العطلة الصيفية طويلة بما يكفي ليمارس فيها الأشخاص نشاطات مختلفة، ويستمتعوا بها، ويمكن أيضا اكتساب المزيد من المعارف فيها أو السفر أو تنمية الهوايات، لهذا فإن مجرد ذكر العطلة الصيفية يزيد من بريق العيون ودقات القلب لدى الجميع، ويزيد من شغف انتظارها.

حاولنا في مادتنا هذه استطلاع الآراء حول العطلة الصيفية وكيفية قضائها من قبل الطلاب ..
يقول حسن – طالب ثانوي : في العطلة الصيفية يستطيع الشخص أن يجد لنفسِه مساحة طويلة من الراحة، كما يستطيع أن ينام في الصباح إلى الساعة التي يريدها، ويستطيع أن ينام وقتما يشاء، لأن العطلة تمنح شيئا من الحرية، وتخلص الشخص من جميع القيود التي تربطه بالذهاب إلى العمل أو الدراسة، ويزيد جمال العطلة الصيفية أكثر بالنسبة للذين يقيمون في المدينة أو خارج حدود الوطن ولهم أقارب في الريف يعودون إلى قريتهم وإلى ربوع الوطن، ويرون أهلهم وأحبتهم وأصدقاءهم بعد وقت طويل، لهذا فإنهم ينتظرون عطلتهم الصيفية بالكثير من الأمل وفارغ الصبر، ويحلمون بها دوما، لأنها بالنسبة لهم وقت الرجوع إلى الوطن، وهذا بحد ذاته من أهم أسباب الفرح.

فسحة خارج الرقابة
ويؤكد الكثير ممن التقيناهم من طلاب من كافة المراحل العمرية أنه ومع بداية العطلة الصيفية يبدأ برنامج من النشاطات والأعمال المتعددة التي سيقومون بها فالنشاطات عديدة ومتنوعة والجداول مخطط لها سلفاً أما عن التوقيت فله أيضاً حديث آخر.
وتؤكد سهى أن أول مظاهر العطلة هو تأخير وقت الاستيقاظ الصباحي وليس آخره السهر حتى ساعة متأخرة من الليل ففي النهار يكون اللعب والنشاط الحركي أما في المساء فيكون الدور الأكبر لمشاهدة برامج التلفاز ومتابعة برامج التواصل الاجتماعي وألعاب الكمبيوتر …
وهنا تشكل العطلة عبئاً ثقيلاً على قلوب بعض الأهالي الذين يعتبرونها فسحة يفلت فيها الأبناء من رقابة الآباء وتكثر الهواجس عن كيفية قضاء الوقت وملء هذا الفراغ ، أما البعض الآخر فيحولها إلى فترة دراسية تحضيرية ، وهذا ما نشاهده بكثرة عند طلاب الشهادتين .

دراسة ..دراسة
من منا يصدق أن الطالب يمكن أن يكره العطلة الصيفية ؟
نعم فبعض الطلاب يكرهونها .. الطالب فراس قال : لا أطيق العطلة الصيفية ،أكرهها وأتمنى أن لا تكون موجودة لأن والدتي تريد تحويلها – كل سنة – إلى شكل من أشكال الدراسة ،وأنا أريدها أن تكون عطلة بكل معنى الكلمة ولذلك أرى أنه لا معنى لها .
هذه صورة عامة للصراع بين جيل الأهل وجيل الأبناء فالأهل يخافون أن ينسى الأبناء خلال عطلة مدتها ثلاثة أشهر ما درسوه خلال عام دراسي والأبناء يريدون استراحة وإعطاء الشيء المناسب وقته المناسب وفق مقولة لكل شيء وقت ، للدراسة وقت ،وللهو واللعب وقت آخر..

يشاهدون برامجهم وبرامج غيرهم..
تزداد مشاهدة الأولاد للتلفاز وقد لا يقتصر الأمر على البرامج المخصصة للأطفال رغم أن بعض المحطات المخصصة لبرامج الأطفال تزيد من ساعات البث أثناء العطلة الصيفية إلا أن بعض الأبناء تغريهم برامج الكبار من أفلام وبرامج منوعة ومسلسلات وغيرها…والحجة معروفة : «يمكن أن نسهر فليس لدينا مدرسة غداً..» إن هذا الأمر يعد معاناة حقيقية للأهل الذين يعجزون عن السيطرة على الموقف أو أنهم يتغاضون في بعض الأحيان ولكن الأبناء يتمادون ويحاولون الاستفادة قدر الإمكان من ساعات متابعة التلفاز . إن معظم برامج الكبار تبقى غير مناسبة للأطفال خصوصاً فهي تكون أكبر من تفكيرهم وأوسع – بما تقدمه من أفكار – من مدارك الطفل …فكيف إن كان بها بعض اللقطات العاطفية الخاصة أو بعض المناظر المرعبة..؟ والأسوأ من ذلك عندما يندمج الأهل بالمتابعة ولا يشعرون بوجود طفلهم -المتابع أيضاً-ولا يدركون الذي يدور في ذهنه.. والأكثر سوءاً عندما لا يتواجد الأهل مع طفلهم وهو يتابع التلفاز… فالبعض من الأهالي يريدون إلهاء الطفل للقيام ببعض الأعمال أو استقبال الزوار والوسيلة تكون التلفاز فيتركونه يتابع ما يشاء دون الإحساس بالخطر المخبأ… قد يقول البعض إن الأمر ليس بهذه الخطورة ولا سيما أن المحطات العربية لا تعرض برامج سيئة من الناحية الأخلاقية ولكن هل سألنا أنفسنا وأحصينا عدد المرات التي نجلس فيها مع أبنائنا لمتابعة التلفاز؟ هل شاركناهم بمشاهدة البرامج المخصصة لهم ؟وهل أجبنا على أسئلتهم عندما شاركونا بمشاهدة برامجنا وأفلامنا..؟ وهل تابعنا مدى التأثير الذي يقع على الطفل بعد متابعة برنامج ما ..؟ لفت نظري منذ أيام خبر مفاده أن الآباء لا يلتزمون بالتوصيات العمرية للأفلام المناسبة لأطفالهم فقد أظهر استطلاع للرأي أن خمس الآباء في إحدى الدول لا يهتمون بمراعاة توصيات الأفلام بشأن الحد الأدنى من العمر المفترض لمشاهدي هذه الأفلام . وذكر الاستطلاع أن 79% فقط من الآباء يلتزمون بالتوصيات العمرية التي يحددها اتحاد صناعة السينما بينما يتجاهل بقية الآباء هذه التوصيات وأشار الاستطلاع إلى أن الأمهات يلتزمن بشكل عام أكثر من الآباء بالحدود العمرية التي يوصي بها الفيلم وأظهر الاستطلاع أنه كلما كبر الأطفال في السن كلما تغاضى الآباء عن التوصيات العمرية للمشاهدة .
في جميع الأحوال تبقى العطلة الصيفية حاجة عقلية وجسدية ونفسية لكل عناصر العملية التربوية من طلاب ومدرسين ويترك تنظيمها واستثمارها لوعي الأسرة ومهارتها في توظيفها بما يخدم إعادة تفعيل طاقات أبنائها بالشكل السليم .

أوقات مرح وأفراح
جمال العطلة الصيفية الحقيقي بأنها تأتي في الصيف، حيث حريّة الحركة والتنقل دون خوفٍ من برودة الطقس، مما يسمح للجميع بممارسة أنشطتهم بحرية، فالصيف أكثر فصول العام صخبا، لأن الجميع يجتمعون فيه، وتصبح السهرات فيه ممتعة وجميلة، كما يكثر فيه السفر، لذلك فإن العطلة الصيفية فرصة رائعة لمن يحلم بالسفر والذهاب إلى البحر أو الريف ، كما أن هذه العطلة أكبر تجمعٍ للأفراح والمناسبات الجميلة ، لأن جميع الناس ينتظرونها لإقامة حفلات الخطوبة والزواج وغيرها من الاحتفالات، لذلك فإنها تقترن في أذهان الناس بالفرح الكبير، ويتخيلها الناس بالكثير من الحب والمرح.
العطلة الصيفية بمثابة الغيمة التي تمطر كل من ينتظرها بالشغف والفرح، لأنها أيضا تشحنهم بالحياة والرغبة في العودة من جديد إلى العمل والدراسة، لهذا هي ليست مجرد عطلة، بل هي فسحة مناسبة للتغيير، ويمكن عمل الكثير من الأشياء التي تراكمت في عامٍ كامل، كما يمكن الخروج منها بنفسية أكثر إيجابية، والتخلص من جميع الطاقة السلبية المتراكمة في القلب والعقل، وترتيب الأهداف من جديد، ووضع خطط رائعة للدراسة والعمل.
منار الناعمة

المزيد...
آخر الأخبار
في ختام ورشة “واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة”.. الجلالي: الحكومة تسعى لتنظيم هذه... سورية: النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الج... فرز الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية إلى عدد من الجهات العامة أفكار وطروحات متعددة حول تعديل قانون الشركات في جلسة حوارية بغرفة تجارة حمص بسبب الأحوال الجوية… إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه الملاحة البحرية مديرية الآثار والمتاحف تنفي ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام حول اكتشاف أبجدية جديدة في تل أم المرا ب... رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من القطاعات القبض على مروج مخـدرات بحمص ومصادرة أكثر من 11 كغ من الحشيش و 10740 حبة مخـدرة "محامو الدولة "حماة المال العام يطالبون بالمساواة شراء  الألبسة والأحذية الشتوية عبء إضافي على المواطنين... 400ألف ليرة وأكثر  سعر الجاكيت وأسواق الب...