الاكتئاب …أسبابه… وطرق علاجه…. د . فاعور : العلاج السليم يسهم بالعودة للحياة الطبيعية
ضمن محاضرة عن مفهوم الاكتئاب وأعراضه – وأسباب وطرق العلاج طرح الدكتور يوسف فاعور- اختصاصي في الطب النفسي ” كلية الطب البشري” بجامعة البعث عدداً من التساؤلات على الحضور” طلبة الجامعة” فهل هو حالة من التوتر والحزن ؟ وماذا عن نظرة الناس إليه ..؟
أشار الدكتور فاعور أن الاكتئاب يحدث نتيجة التفاعل مع الحياة وضغوطاتها, وبالمعنى اللغوي هو السوداوية ,كما استخدم معناه في اليونانية أنه حالة الخمول وانخفاض الروح النفسية وبالتالي التعب والانكسار, و هو مجموعة من الأعراض النفسية المختلفة عن الأعراض العضوية .
وأضاف : أما الاضطراب الاكتئابي فهو مجموعة من الأعراض البعيدة عن الحالة المعتادة وقد تستمر لأكثر من أسبوعين متواصلين وتتجلى في المزاج السيئ واليأس والفراغ أو المزاج المستثار عند المراهقين مما يؤدي إلى فقدان المتعة بممارسة الأنشطة اليومية واضطراب النوم والتعب وفقدان الطاقة الدائم والخمول والإحساس بانعدام القيمة وشعور مفرط بالذنب وانخفاض القدرة على التفكير والتركيز, علماً أن تفاقم هذه الأعراض يؤدي إلى تعطل الأداء الوظيفي المشخص على المستويات الدراسية والعملية والاجتماعية.
أسبابه
ونوه أن النسبة الأكبر من حالات الاكتئاب تحدث دون صدمة أو مقدمة ، و أن الفهم الحالي لأسباب الاكتئاب يتركز بثلاثة أسباب “بيولوجية ونفسية واجتماعية” و معظمها بيولوجي أو عضوي ( وراثة ) فمعظم الاضطرابات ذات منشأ جيني .
وأضاف : أما الأسباب النفسية فتعود للخلل المعرفي والسلوكي قبل المرض كالانطوائية وطريقة التفكير ومهارات الحياة والمناعة النفسية ( المرونة ).
وهناك الأسباب الاجتماعية ( البيئية والثقافية ) مثل تعرض الإنسان لاضطراب مع عدم وجود دعم اجتماعي وازدياد ضغوطات الحياة والفقد والحروب والكوارث مما يسبب حالات الاكتئاب .
نسب الانتشار
ولفت الدكتور فاعور أن نسبة انتشار الاكتئاب تصل إلى 12% من نسبة السكان عالمياً .. وهي نسبة عالية ، و لا توجد إحصائيات دقيقة في سورية .. إلا أن الحرب ساهمت في زيادة نسب الاضطراب بشكل مضاعف مع الإشارة أن الاكتئاب موجود في جميع البلدان وتتعرض له مختلف الفئات الاجتماعية .
وتبين الإحصائيات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من الرجال و أظهرت الدراسات أن حوالي 31 % من طلاب الجامعات يمكن أن يصابوا بالاكتئاب خلال فترة الدراسة .
الانتحار … سببه الاكتئاب
وأوضح أن الاكتئاب السبب الرئيسي عالمياً لمراجعة الطبيب النفسي كما أنه قد يؤدي في حالات معينة إلى انتحار البعض, وسنوياً يموت ما يقارب 800 ألف شخص بسبب الانتحار.
و الاكتئاب السبب الثاني عالمياً للوفيات خاصة للأعمار مابين 15-29 سنة حيث أن نمو الدماغ لديهم يتأثر بشكل كبير عند الإصابة بالاكتئاب، والذي يكون أحد أسبابه لدى فئة الشباب التأثر الشديد بأحداث الحياة وضغوطاتها .
وعن إمكانية العلاج والشفاء قال : إن حوالي 70 – 80 من المصابين الذين يتلقون العلاج يشفون ويعودون لممارسة حياتهم الطبيعية لاسيما أن عدم تلقي العلاج عند المصاب قد يفاقم الأمر ويدفع به للانتحار مؤكداً أن العلاج يجب أن يكون متكاملا ً .
واختتم الدكتور فاعور بالقول : من الضروري إدراك المريض لأهمية اللجوء إلى عيادة الطب النفسي خاصة الشباب ممن يعانون الاكتئاب حرصاً عليهم كونهم عماد المجتمع وأساسه .
وقد شكلت التراكمات والضغوطات البيئية المحيطة مجالاً خصباً لنشوء اضطرابات نفسية لدى طلاب الجامعات الأمر الذي يتطلب منهم فهم أسباب الإصابة للتوصل إلى العلاج باللجوء إلى الطب النفسي الاختصاصي وتلقي العلاج السليم للعودة لممارسة الحياة الطبيعية من جديد.
نبيلة إبراهيم