ترافق إطلاق المياه في ساقية الري هذا العام إيذاناً ببدء موسم الري للمحاصيل الزراعية المروية بعدة حوادث مؤسفة أسفر عنها غرق أربعة أطفال منهم من كان يمارس السباحة ومنهم من سقط غفلة في الساقية.
هذه الحوادث أثارت العديد من التساؤلات الممزوجة بمشاعر الحزن والغضب ، من سمح لهؤلاء الأطفال بالسباحة في ساقية الري ؟و لماذا لا يتم تسوير مجرى الساقية ؟
من المسؤول عن غرق الأطفال في ساقية الري ؟
رئيس مجلس مدينة حمص المهندس عبد الله البواب أشار أن المسؤولية بالدرجة الأولى تقع على عاتق الأهل عموماً وبالأخص الأسر التي تقطن بجوار الساقية أو في مناطق قريبة منها ،حيث يجب عليهم توعية أطفالهم لمخاطر المجازفة بحياتهم وممارسة السباحة في الساقية خصوصاً في ظل انعدام عوامل الأمان لاسيما المنقذين المدربين على التعامل مع أي حالة تخرج عن السيطرة وعن عدم تسوير مجرى الساقية لمنع وقوع مثل هذه الحوادث بين البواب أنه يوجد أجزاء من مجرى الساقية مسور بشبكة حديدية بارتفاع عال ومع ذلك يقوم الصبية بتسلقه والسباحة في الساقية ،لافتاً أنه لا يمكن تسوير كامل مجرى ساقية الري بسبب التكاليف الباهظة للقيام بهذه العملية .
قائد فوج إطفاء حمص الرائد إياد المحمد بين أن دور فوج الإطفاء محصور بعمليات البحث والإنقاذ والإسعاف فور وصول البلاغ عن حادثة غرق في ساقية أو سواها إلى غرفة عمليات الإطفاء .
ولفت المحمد أنه خلال عمليات البحث والإنقاذ يتواجد أطفال يمارسون السباحة في الساقية وغالباً ما يكون ذووهم بقربهم علماً أن أعمار هؤلاء الفتية صغيرة مما يشكل خطورة على حياتهم وبالتالي لابد من العمل على نشر ثقافة التوعية من خطر السباحة في الساقية من قبل الأهل أولاً والمحيط ثانياً.
وأشار المحمد أن عامل الزمن في الإبلاغ عن حادثة الغرق يلعب دوراً مهماً في إنقاذ الغريق خصوصاً في المياه الجارية التي تتسبب في دفع الغريق لمسافة طويلة وفي حال وجود تفرعات للساقية فإن الأمر يصعب أكثر لأن الغريق قد يدخل أحد هذه التفرعات ويصل للأراضي الزراعية وبالتالي لابد من الإسراع في الإبلاغ عن أي حادث مما يساهم في إنقاذ حياة الغريق بشكل أكبر .
إذاً.. المسؤولية الأولى تقع على عاتق الأهل الذين يجب أن يمنعوا أولادهم عن السباحة في ساقية الري والمسؤولية الثانية مجتمعية من خلال منع أي طفل من الاقتراب من حرم الساقية والإبلاغ السريع عن أي حادثة .
يوسف بدور