في ظل تكاليف العلاجات السنية الباهظة …المشافي العامة والمراكز الصحية ملاذ المواطنين… نقص شبه دائم  بمادة المخدر و المريض يشتريها .. 360 طبيب أسنان يداومون في المراكز الصحية والمشافي العامة .. التسعيرة في العيادات الخاصة وفق عام 2013  ومتفاوتة بين طبيب وأخر  ..

تشكل عيادات الأسنان في المشافي العامة والمراكز الصحية ملاذاً آمناً للمرضى في ظل ارتفاع تكاليف العلاجات السنية ..حيث تقدم تلك المراكز الكثير من الخدمات للمراجعين تغنيهم في أغلب الأحيان عن مراجعة العيادات الخاصة إلا فيما ندر ورغم نقص بعض المستلزمات أحياناً تقدم تلك العيادات خدماتها بشكل مجاني ..مع وجود كادر اختصاصي في الفترة الصباحية .

وللاطلاع على واقع عمل عيادات الأسنان ضمن المشافي العامة والمراكز الصحية – كان لـ “العروبة” اللقاءات التالية  بعد زيارة مشفى الباسل التخصصي في حي كرم اللوز – العيادات السنية وشعبة التقويم والجراحة الفكية ومستوصف منهل عزيز الصالح في حي كرم الزيتون والتقت المواطنين واطلعت على آرائهم حول الخدمات التي تقدمها عيادات الأسنان ومدى توفر المستلزمات الطبية ..

الحاجة ملحة والتكاليف باهظة

إحدى المراجعات أوضحت أنها قصدت مركز كرم الزيتون الصحي لقلع ضرس لعدم قدرتها على مراجعة عيادة الطبيب الخاصة فتكلفة القلع 250 ألف ليرة سورية مع سحب عصب وحسب رأي الطبيب فإنها بحاجة لقلع وترميم عدة أسنان مما يكلفها ما يقارب المليون ليرة إضافة إلى تكاليف أخرى ناجمة عن حاجتها لتركيب فك متحرك منوهة أن العلاج في عيادة أسنان المركز مجانية علماً أنها لم تتكفل سوى بإحضار مادة المخدر لعدم توفرها مشيرة إلى الاهتمام من الكادر الموجود في العيادة .

مريضة  أخرى قالت : يحتاج أحد أسناني لحشوة وهي مكلفة خارج المركز حيث تبلغ تكلفتها 350 ألف ليرة منوهة أن المركز يقدم خدمات العلاج والقلع والحشو مجاناً مع الإشارة أنه تم تقديم المخدر مجاناً لتوفره في حينها .

أحد المرضى قال : قصدت المركز عدة مرات أجريت عملية قلع لعدة أسنان مجاناً وحالياً أعاني من التهاب في اللثة ولا أستطيع مراجعة عيادة الطبيب الخاصة منوهاً إلى ثقة المرضى بالخدمة المقدمة في المركز.

إحدى السيدات تصطحب ابنها ( 5 ) سنوات إلى عيادة الأسنان لحاجته ( حشوة ضرس)وترميم بعض الأسنان التي نخرها التسوس موضحة أنها تكلف خارج المركز حوالي (500) ألف ليرة سورية لكن المعالجة ضمن المركز مجانية .

وفي الشعبة الفكية بمشفى الباسل بكرم اللوز التقت “العروبة ” عدداً من المواطنين…

إحدى السيدات قالت تعرض ابني لحادث سقوط من مكان مرتفع تم إسعافه إلى مشفى خاص قمنا بعدها بنقله إلى مشفى الباسل في كرم اللوز  لعدم قدرتنا على تحمل  تكاليف العلاج المرتفعة  وطُلِب منا شراء سلك خاص بالأسنان و إجراء صورة بانوراما في مشفى خاص بقيمة 20 ألف ليرة أما باقي العلاج فكان هنا بالمشفى بشكل مجاني.

مع الاختصاصيين

الدكتور عزيز جرجورة في الشعبة الفكية بالمشفى قال : نقدم خدمات مجانية ابتداءً من القلوع البسيطة للأسنان اللبنية والقلع البسيط غير الجراحي إضافة إلى العمليات الجراحية الصغرى والكبرى التي تتطلب التخدير العام بقسم العمليات بالمشفى مثل قلع ضرس العقل وقطع ذرة أسنان مصابة بآفات وخراجات ومعالجة الكسور الفكية جراء الحوادث والرضوض ..إذ يتم إجراء العمل الجراحي المناسب مجاناً باستثناء من يتطلب وضعه زرع صفائح وبراغٍ و تكون على نفقة المريض.

ويضيف : الفروق المادية كبيرة بين المشافي الحكومية والعيادات الخاصة …الأمر الذي يجعل الإقبال كبيراً جداً على عيادات مشفى الباسل كون الخدمات مجانية و هو الوحيد الذي يقدم خدمة الجراحة الفكية المجانية  كذلك تم إحداث قسم فكية بالمشفى الوطني مؤخراً منوهاً أن الخدمة بالشعبة الفكية يومية باستثناء أيام العطل الرسمية ويوجد أطباء مناوبين للحالات الاسعافية.

وحول مستلزمات العمل الجراحي يذكر الدكتور جرجورة أن مادة المخدر لا تكفي كافة الحالات التي يستقبلها المشفى  نظراً للأعداد الكبيرة ..إذ تخصص كميات منها للحالات الاسعافية الطارئة والمخدر أساسي ولا يمكن إجراء جراحة بدونه  لذلك يطلب من المواطن شراءه وفق ما تتطلب معالجته ويوجد في الشعبة الفكية مولدتان وثلاث معقمات متطورة وكرسيان خصص الأول للمعالجات السنية العادية والثاني للجراحة وهما بحالة فنية جيدة .

كما يوجد جهاز للتصوير الشعاعي يستخدم في الحالات الاسعافية السريعة أثناء العمل الجراحي .. ولكن لا يوجد جهاز تصوير بانورامي للأسنان ..

الدكتورة شذا عبد الكريم تقول :يوجد طبيبان في شعبة التقويم مع كادر تمريضي ويضم القسم أجهزة متحركة وأخرى وظيفية ونقدم الخدمات ضمن الإمكانات المتاحة والمتوفرة منها   علاج ازدحام الأسنان وتضيق الفك وتراجع أو تقدم الفك للأعمار الصغيرة عند الأطفال تحت عمر 12 سنة ..وقد توقفت هذه الخدمة للكبار كونها تجميلية .

كما يقدم القسم خدمات استشارية للمريض تتعلق بالمفصل الفكي مع العلاج علماً أنه لا يوجد مخبر أسنان بالمشفى .. ونعمل على متابعة علاج المريض مجاناً .. ونقدم له الطبعات الخاصة بالأسنان ولكن يبقى جهاز التقويم على نفقته الخاصة .

كما التقت “العروبة” الدكتورة صبا بلال رئيسة مركز كرم الزيتون  الصحي  فقالت : تضم عيادة طب الأسنان بالمركز أدوات الفحص والقلع وتقليح اللثة   كما يوجد معقمة (فرن )وجهاز أميلغاميز للحشوات المعدنية وجهاز التصليب الضوئي للحشوات الضوئية ، إضافة إلى كرسي بحالة فنية جيدة تمت صيانته مؤخراً منوهة أنه تم تركيب منظومة طاقة شمسية بديلة للمركز أيضاً  مما يساهم بزيادة ساعات العمل وتحسن واقع الخدمة للمراجعين  وأضافت : يجب تعقيم الفرن باستمرار منعاً لانتقال أمراض الكزاز و الكبد والإيدز والفطور وغيرها ..

وفيما يتعلق بالكوادر الطبية أوضحت بأنه يوجد خمسة أطباء اختصاصيين وكادر تمريضي كاف .. ويلجأ المواطن للمركز لعدم قدرته المادية على تغطية النفقات المطلوبة بالعيادات الخاصة فمثلاً سحب العصب والتتويج يصل إلى 300 ألف ليرة والقلع إلى 100 ألف ليرة ومعالجة اللثة تصل إلى 100 ألف ليرة فما فوق والحشوات 100 ألف ليرة فما فوق والقلع اللبني من 10 – 25 ألف ليرة.

ولفتت أنه في حال عدم توفر مادة المخدر يطلب من المريض شراءه من خارج المركز لاستكمال المعالجة ..و يتم استهلاك الكمية خلال فترة وجيزة نتيجة عدد المراجعين الكبير , علماً أنه يتم إحالة الحالات التي تتطلب عمل جراحي إلى مشفى الباسل التخصصي.

كما تواصلت “العروبة ” مع نقيب أطباء الأسنان بحمص الدكتور علي الصغير حيث أشار أن العمل يتم وفق تسعيرة عام 2013 في العيادات الخاصة رغم ارتفاع الأسعار باستمرار خاصة المواد الأولية..الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع تكلفة المعالجة ويضيف : على سبيل المثال حشوة (سحب ) العصب كانت عام 2013 بقيمة 1650 ليرة ..أضف إلى ذلك أن أسعار المواد الأولية تتضاعف بشكل كبير وهي مواد يتم استيرادها.

وفيما يخص التفاوت بالأسعار بين عيادة خاصة وأخرى أوضح أن ذلك يعود إلى نوعية وجودة المادة المستعملة إذ يوجد أنواع ومصادر للمواد المستخدمة ..مثال : هناك حشوة تكلفتها 5000 ليرة و أخرى 8000 ل.س والطبيب مسؤول عن جودة عمله ولا علاقة للنقابة بتحديد نوعية المادة المستخدمة ولا بالتسعيرة إذ أن وزارة الصحة تقوم بتحديد التسعيرة .

وأضاف :النقابة ملزمة بإصدار الإحالات وفق تسعيرة وزارة الصحة الصادرة للعام 2013 فمثلاً  تكلفة قلع سن على أسعار 2013 هي 550 ل.س في الوقت الذي يترتب على الطبيب تكاليف مضاعفة موضحاً أنه في حال وردت شكاوى للنقابة حول ارتفاع تسعيرة العلاج  تحل الشكوى بشكل ودي بعد التدقيق فيها بشكل قانوني.

وحول توفر المعقمات ( الأفران ) في العيادات الخاصة أشار أنه من مصلحة الطبيب القيام بتعقيم أدواته بالشكل الكامل حرصاً على سمعته المهنية وعلى صحة المريض ثانياً ومع ذلك تقوم النقابة بالتعاون مع دائرة طب الأسنان بمديرية الصحة بجولات دورية على العيادات للتأكد من ذلك..

وتواصلت “العروبة” أيضاً مع الدكتور عبد الله خليلي رئيس دائرة طب الأسنان بمديرية الصحة … وعضو نقابة أطباء الأسنان فأوضح أنه يوجد حوالي 360 طبيب وطبيبة أسنان بالمراكز الصحية والمشافي العامة .

وفيما يتعلق بالأعطال الطارئة التي تتعرض لها معدات وتجهيزات عيادات الأسنان الحكومية أشار أنه يتم إعلام المكتب الهندسي بالمديرية وبعد  الكشف والاطلاع عليها .. يتم شراء القطع اللازمة وإجراء الصيانة وإعادة التفعيل من جديد للجهاز المعطل .

وحول عدم توفر مادة المخدر وكفايتها بالمراكز والمشافي العامة ذكر الدكتور خليلي أنه يسمح  للمديرية بشراء 5% فقط من كمية الاحتياج وتوزيعها بواقع علبة واحدة لكل مركز وحسب عدد المرضى.

كما يتم تقديم طلب خاص بشراء المواد الأولية الخاصة بمعالجة الأسنان لقسم الخدمات الطبية بمديرية الصحة ليصار إلى شرائها  في ظل ارتفاع  الأسعار المضطرد والكبير جداً.. والذي يشكل عائقاً واضحاً في تأمين تلك المواد الأساسية بسهولة.

نبيلة إبراهيم

 

المزيد...
آخر الأخبار