في كتابها الجديد ( على مقام السُّكَّر) بتشديد السين وضمها وتشديد الكاف وفتحها ، تقدم الشاعرة سلام التركماني نصوصا ً نثرية مدهشة أسمتها «ومضات» .. وهذه الومضات نصوص تتميز بالتكثيف اللغوي وإثارة الدهشة عند المتلقي بسبب الفكرة الرشيقة المفاجأة التي تختم بها النص.
هذه النصوص ، في الواقع، هي أقرب للومضة الشعرية النثرية، غير أنها ليست كذلك، وهي تقترب من القصة القصيرة جدا ً لكنها ليست كذلك إنها (ومضات) جميلة ومدهشة ومتقنة الصنع.. وإن كانت في أغلبها ومضات شعرية عدا بعض النصوص النثرية فهي تحمل صفات القصة القصيرة جداً.
تبدأ الشاعرة التركماني بالإهداء الذي يفسر العنوان (كرمى لمنسوب السكر في قلبك، عزفت مقامك فأتقنته ) .
ثمة مخاطب في أغلب النصوص هو الآخر الذي من أجله كانت الكتابة ،وهذا الآخر ليس شخصا ً فحسب ، بل هو رمز أساسي من رموز الحياة والخير والحق والجمال والحب .
نقرأ:
/كلما سكب محياك في فنجاني صباحاً، هتف الفؤاد :
هل من مزيد/
وثمة نصوص فيها حكمة: نقرأ:
/وحده الوقت يليق بالأذكياء … فعقارب الساعة لاتنتظر الأغبياء/ .
/ حين تنتهي همومك عند كتف صديق.. فاعلم أنك أغنى الناس/ .
والملاحظ أن بعض النصوص جاءت بغير عنوان ، بينما تحمل بعضها عناوين تختصر فكرتها .
نقرأ:
/التجاعيد التي ظهرت على سطح قلبك مؤخرا ً قست جدا ً على ملمس قصيدتي
سأحتاج لجيلين ونيف حتى أقنعك بأن اللبن أبيض !! /
والنص قد لايتعدى سطرا ً واحدا ً مثل:
/ في كل مساء تنام أحلامي منتشية بعنب قصيدتك …/
/فن يتقنه ضميرك المتكلم مخاطبا ً ضميري الغائب فيك/ .
باقة جميلة من النصوص التي فيها عنصرا الإدهاش والفكر تقدمها الشاعرة سلام خالد التركماني في هذا الكتاب، والشاعرة التركماني درست في مدارس حمص وعملت في المكتب الصحفي في مديرية التربية وأول كتاباتها كانت في صحيفتنا (العروبة) وهي اليوم محررة في مجلة ( المعلم العربي ) بدمشق ،وتحمل درجة الماجستير باللغة العربية وتحضر لنيل درجة الدكتوراه فيها .
عيسى إسماعيل
المزيد...