سعرها المرتفع لم يمنع الإقبال عليها…البوظة تختال بأسعارها و تتحول إلى منتج ترفيهي .. د. عواد: تزيد فعالية الانتانات الجرثومية والفيروسية و بعض أنواعها يؤذي الكلى.. تنظيم 10 ضبوط بحق المحلات المخالفة لشروط التصنيع ..
رغم التحذيرات من أضرارها وتَسبِّبها بأمراض وخاصة للأطفال ،تبقى البوظة الخيار المفضل للكثيرين في الأجواء الحارة حيث يزداد الطلب عليها ، و تتحول إلى منتج ترفيهي في نظر أغلب المواطنين ورسم الفرحة وخاصة على وجوه الأطفال حيث وصل سعر مبيع كيلو البوظة إلى 70 ألف ليرة، وهذا ليس بالرقم السهل بالنسبة “للأهالي…
“العروبة” استطلعت الآراء حول الإقبال على شراء مادة البوظة وتأثيراتها السلبية خاصة على الأطفال ..
أمام واجهة محل لبيع مادة البوظة بنكهات ومذاقات متنوعة ، تقف سيدة مع أبنائها الثلاثة ينظرون إلى تلك الأشكال والأنواع المعروضة ، لكن أسعارها الباهظة حالت دون ارتسام البسمة على وجوههم.. وهنا قالت الأم : الغلاء حول كل شيء بالنسبة لنا لحلم حتى الأشياء البسيطة التي كانت بمتناول اليد ، وأضافت هل من المعقول أن يصل سعر كرة “البوظة” الواحدة إلى 4000 ليرة سورية، والقطعة المغلفة إلى 4000 و تزداد لتصل إلى 10 آلاف ليرة … و إذا قررت أن أشتري قطعة بوظة لـ لأبنائي الثلاثة فهذا مكلف ومع ذلك أرضخ لرغبة أبنائي في أغلب الأحيان وفي السابق كان باستطاعة المواطن أن يشتري كيلو بوظة واليوم يشتري «بالطابة لأولاده حسب الرغبة» مثلاً أو كأس صغيرة لعدم تمكنه من تبرديها في المنزل.
تستبدلها بأطعمة أخرى
إحدى السيدات قالت : الكبار والصغار يحبون تناول البوظة مؤكدة أنها كانت وبشكل دائم تشتري البوظة لأولادها ولكن بعد ارتفاع ثمنها أصبحت بالنادر ما تشتريها وتستبدلها بأطعمة أخرى ولكنها تشتري بوظة رخيصة الثمن والتي لها أضرار على صحة الطفل ،مبينة أن هناك أنواعا من البوظة تحتوي مثلا الحليب وهذا يعتبر مفيدا للطفل وبعضها على مكسرات وغيرها من المواد المغذية وهناك أطفال يرفضون تناول الحليب ولكن يحبونه في مادة البوظة ويشعرون بمذاقه الطيب .
لحظات جميلة
فيما تعرب الشابة أليسار عن إعجابها بأشكال ونكهات البوظة وطريقة صنعها وأنها تفضلها على كثير من الأطعمة مبينة أنها وصديقاتها دائما يقصدن محال البوظة لشرائها …
تزايد أسعارها
لم يخف الشاب هاني حبه للبوظة بأنواعها مشيرا أنه يشتريها طوال فترة الصيف وحتى في الشتاء (هناك محال محددة تبيعها في الشتاء) ، لكن ما يزعجه هو عدم استقرار أسعارها ..
أما السيدة عفاف فقالت : الظروف المعيشية أصبحت قاسية للغاية وأصبحنا نمر بمواقف صعبة حتى في أسعد اللحظات التي نصطحب فيها أطفالنا للمنتزهات العامة ،فقد ترى نفسك محرجا وعاجزا عن شراء أبسط الأشياء وتشعر بالألم خاصة عندما ترى ابنك ينظر لأطفال آخرين يحصلون على ما يريدون من المثلجّات وغيرها من المأكولات… وأضافت : اكتفي أحيانا بشراء بعض المثلجات (رغم وجود الملونات والأصبغة) فيها تحت ضغط إلحاح أبنائي على شرائها.
عوامل عديدة
وفي جولة لنا على بعض الأحياء لاحظنا أن أغلب أصحاب المحال التجارية و البقاليات باتوا يضعون أمام محالهم برادات بوظة نظراً للإقبال الكبير على شرائها رغم ارتفاع أسعارها ويتحايلون على انقطاع التيار الكهربائي وساعات التقنين الطويلة في فصل الصيف بتركيب ألواح طاقة شمسية خاصة ببراد البوظة وبالتالي المحافظة على البوظة من الذوبان.
..
والتقينا الدكتور أحمد عواد اختصاص أطفال ليطلعنا على أضرار تناول البوظة فقال :أضرار المثلجات والملونات التي تدخل في تركيبتها فيها كبيرة وخصوصا التي تصنع بطريقة غير صحية… أو طريقة حفظها غير الصحيحة فهي تزيد من فعالية وشدة بعض الانتانات الجرثومية والفيروسية كما أنها ذات تأثير مهم على مخاطية الجهاز الهضمي حيث تعتبر مواد مخرشة ومؤذية للمعدة… و معظمها يطرح عن طريق الجهاز البولي وبعض أنواعها تمتلك خاصية الأذى والسمية للكلية لذا ينصح الإقلال منها وابتعاد الأطفال عنها خاصة الذين يعانون من التهاب البلعوم واللوزتين المتكرر وكذلك عند الأطفال الذين لديهم إصابات كلوية . وأضاف : الحلقات العطرية وهي مكون هذه المواد لها تأثيرات مسرطنة أحيانا وطبعا الملونات التي يمنع استخدامها ومع ذلك يتم استخدامها…
مدير الشؤون الصحية الدكتور محمد زيدان قال: تتم مراقبة معامل وورش تصنيع البوظة من خلال الجولات الرقابية الدورية لعناصر دائرة الرقابة الصحية وتنظيم الضبوط في حال وجود مخالفات علما أننا قمنا بتنظيم ما يقارب 10 ضبوط بحق أصحاب المحلات المخالفة في أحياء الإنشاءات والسبيل والأرمن ، وتنوعت الضبوط بين مصادرة مواد منتهية الصلاحية تستخدم في عملية التصنيع وضبوط عدم قطع بطاقة صحية وضبوط عدم ارتداء لباس عمل.
وأضاف :يتم الكشف على المواد المستخدمة في عملية تصنيع البوظة “الصبغات والسيروبات والمنكهات والمحليات الصناعية” والتأكد من صلاحيتها إضافة إلى الكشف عن الأدوات والآلات المستخدمة في عملية التصنيع من عبوات وبرادات وغيرها والتأكد من كونها نظيفة ومناسبة للمواد الغذائية إضافة إلى الكشف على نظافة المحل بشكل عام والتأكد من وجود بطاقات صحية للعمال ولباس عمل وغطاء الرأس واستخدام القفازات بشكل يمنع تماس اليد العاملة مع المواد الغذائية .
أخيرا ..
تبقى البوظة بمختلف نكهاتها وأنواعها من أكثر الأنواع المحببة للكبار والصغار ولكنّ المطلوب حسن الاختيار بين أنواعها، و تناولها بشكل معتدل ولا يضر بالصحة .
هيا العلي