بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي في مسقط

انطلقت صباح اليوم فعاليات المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي الذي تنظمه مؤسسة وثيقة وطن السورية وهيئة الوثائق والمحفوظات العمانية في مسقط.

وينعقد المؤتمر الذي تم افتتاحه برعاية سعود بن هلال البوسعيدي محافظ مسقط في قاعة المؤتمرات بفندق “غراند ميلينيوم” بمنطقة الخوير في العاصمة العمانية مسقط، تحت عنوان “المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي… المفهوم والتجربة عربياً”.

ويضم المؤتمر مؤسسات وباحثين ومتخصصين بالتوثيق والتأريخ من عدة بلدان عربية ودولية، بما يقارب 300 مشارك من جهات وجنسيات متعددة، كما تحضره معظم الجهات الحكومية العمانية منذ تأسيسها.

وفي كلمة له، أكد رئيس هيئة الوثائق العمانية الدكتور حمد بن محمد الضوياني أن التأريخ الشفوي عامل أساسي في قراءة الواقع وكتابة التاريخ وتشجيع البحث العلمي، مثمناً التعاون الحاصل بين كوادر الهيئة الوطنية العمانية ومؤسسة وثيقة وطن السورية في هذا المجال.

واعتبر الضوياني أن انعقاد المؤتمر تذكير للمؤسسات والهيئات والمراكز الوثائقية بضرورة تسليط الضوء على أهمية تطوير وتعزيز الرواية الشفوية، مشيراً إلى “أن التأريخ الشفوي لا يزال في مراحله الأولى من التطور والاعتماد في العالم العربي، حيث لم يدخل بعد ضمن عناصر الثقافة التاريخية والاجتماعية للمجتمعات العربية، كما لم تحظ الشهادة الشفوية في الكتابة التاريخية بمكانتها التي تستحقها ضمن الأوساط العلمية الجامعية في مجتمعاتنا العربية”.

وأضاف الضوياني: “ما زال الاهتمام بالتأريخ الشفوي لا يتجاوز عدداً محدوداً من التجارب والمحاولات لدى بعض الدول العربية، وهي محاولات متفردة وجريئة لكنها لا تزال في بداياتها ويعوزها الكثير فيما يخص تمكين ثقافة التأريخ الشفوي وتفعيل المشاركة المجتمعية في كتابة التأريخ الموازي للتأريخ الرسمي، فضلاً عن توطين هذه المقاربة المعرفية في التأريخ ونشر مفهومها وتأصيل منهجيتها في الفضاءات المجتمعية والعلمية الجامعية العربية”.

وقال الضوياني: “إن إدراكنا أهمية الوثائق بكل أنواعها تؤول في حفظ ذاكرة الوطن والدفاع عن حقوقه وإبراز إنتاج وإبداع المواطنين في ضمان استمرارية مؤسسات المجتمع وتمكين أفراده من الوقوف والتعرف على كيانات ومقدرات الوطن، من خلال ما تقدمه الوثائق من معلومات ومعارف متعددة حول الأنماط المعيشية والأوضاع الاجتماعية والإنجازات الاقتصادية والسياسية وغيرها، وما يحفظ منها سيمكن الأجيال من قراءة الواقع الراهن واستغلال الوثائق في تشجيع البحث العلمي والإبداع الفكري في كل المعارف العلمية والإنسانية”.

ويرأس الوفد السوري المشارك بتنظيم المؤتمر وتقديم الأبحاث والمحاضرات، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة وثيقة وطن الدكتورة بثينة شعبان، ويضم ممثلين وباحثين من عدة مؤسسات سورية، منها “الأمانة السورية للتنمية وجامعة دمشق ووزارة الثقافة ووزارة الإعلام”.

وركزت الدكتورة شعبان في كلمتها خلال الافتتاح على ضرورة التعاون العربي في تجربة التوثيق وكتابة التاريخ لحفظ الذاكرة والهوية الوطنية ومنعاً من تزوير الحقائق، مؤكدة أن ما يجري في فلسطين المحتلة اليوم وحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني هو أكبر شاهد على محاولات تجريف الذاكرة وطمس الهوية الوطنية.

وستكون للدكتورة شعبان ضمن فعاليات المؤتمر محاضرة خاصة بتجربة التوثيق والتأريخ الشفوي في سورية، كما سيشارك الأكاديميون والباحثون السوريون أعضاء الوفد في العديد من المحاضرات بأبحاث في مجال التأريخ كتجربة وآليات.

وشهد اليوم الأول من المؤتمر تقديم 5 أوراق عمل بعنوان “التأريخ اللغوي بين الرواية الشفهية والتدوين”، و”محاولات تدوين التاريخ الشفهي في سورية”، و”خصوصية الثقافة الشفوية في التاريخ العربي في ظل مفهوم التاريخ الشفوي المعاصر”، و”التأريخ الشفوي في الهيستوريوغرافيا العربية.. رهانات نقل المعرفة وتوطينها”، و”الاستثمار في التراث الثقافي”.

وتستمر فعاليات المؤتمر لثلاثة أيام، تضم محاضرات لمناقشة محاور نظرية وعملية ومستقبلية حول سبل تطوير تجربة التأريخ الشفوي على المستوى العربي.

المزيد...
آخر الأخبار