معمل مزج الزيوت يشهد انطلاقة جديدة .. إنتاج حوالي 54 نوعاً من الزيوت ..

تشكل معامل القطاع العام الدعامة المتينة للاقتصاد المحلي ومن هذا المنطلق يتوجب على القائمين بالأعمال فيها ابتكار الحلول القانونية والفعالة لإيجاد سبل لتجاوز العقبات التي تواجه سير العمل وتحقيق ربح حقيقي يعود بالنفع على الصالح العام ..

الوحيد في القطر

ويعتبر معمل مزج الزيوت التابع لمصفاة حمص_الوحيد في القطر _المصنع المعتمد لزيوت المحركات والآليات،ومن البديهي أن نتوقع دعماً غير محدود لمنتوجاته خاصة وأنها ذات نوعية ممتازة تضاهي المنتوجات المماثلة وهو أمر موثق بالتجربة،ولكن ما يثير الاستغراب هو توفر كل أنواع الزيوت (المستوردة) في الأسواق المحلية ماعدا إنتاج المعمل

تراجع بسبب الفساد

مراسل العروبة التقى مع الدكتور صبحي الحسن مدير المعمل والذي قال: بدأ الإنتاج بالتراجع خلال السنوات الماضية بسبب الحصار الاقتصادي والعقوبات المفروضة على سوريا ونتيجة الممارسات القمعية من قبل النظام البائد وتوقف مشاريع كثيرة نتيجة الحرب إضافة للفساد الذي استشرى خلال السنوات الماضية والصعوبة في تأمين المواد الأولية كلها عوامل تسببت في تراجع الإنتاج،وتحدث الحسن عن الانخفاض الكبير في كميات الإنتاج قبل التحرير وتحديداً بعام 2024 تراجع إلى حدوده الدنيا نتيجة الصعوبة في تأمين المواد الأولية الأساسية اللازمة للتصنيع وأوعز الحسن ذلك لسببين أساسيين هما الفساد المستشري داخل المؤسسات الحكومية ومحاربة القطاع العام بالنهوض من قبل المؤثرين والقائمين عليه وإشهار وتشغيل القطاع الخاص على حساب القطاع العام وعدم توفر القطع النقدي

انطلاقة فورية بعد التحرير

وأكد الحسن أنه وبعد تحرير البلد من النظام البائد تم تأمين حوالي 1700طن من زيوت الأساس وبأسعار أقل بنحو 30%من الأسعار التي كانت معتمدة سابقاً،وانطلق المعمل بالإنتاج بعد التحرير مباشرة بتاريخ 10-12-2024 لينتج كافة أنواع الزيوت المطلوبة وبالجودة العالمية ونحن الآن في طور الإنتاج والعودة إلى السوق وطرح المنتج واستعادة الثقة التي حظي بها المنتَج  منذ أكثر من 50 عاماً ،وأشار الحسن أن المعمل ينتج حالياً بحدود 54 نوعاً من الزيوت تقسم إلى ثلاث مجموعات زيوت محركات للخدمة الشاقة وزيوت محركات متعددة الدرجات للسيارات الصغيرة وزيوت صناعية ينتجها المعمل فقط على مستوى القطر

توسيع خطوط الاستطاعة

كما ينتج المعمل حالياً حوالي 30 ألف طن من الزيوت سنوياً ونحن بصدد فكرة توسيع خط الاستطاعة القصوى للمعمل  بشكل تدريجي خلال السنوات القادمة إلى 80  ألف طن سنوياً..

وأكد الحسن أن الكوادر في المعمل لديهم إصرار كبير ليكون المنتَج في المرتبة الأولى من ناحية الجودة والسعر والوثوقية ورفع عامل المنافسة بين معامل القطاع الخاص بالجودة والسعر خصوصاً في ظل انفتاح الأسواق وبدء عمليات الاستيراد وأصبحت المنافسة أوسع وأكبر

ضبط عمليات غش

ونوه الحسن إلى نقطة مهمة جداً حول ضبط أكثر من عملية غش حصلت خلال السنوات الماضية في عدد من المحافظات باستبدال محتوى العبوة من الزيت العائد للمعمل بزيوت أخرى ذات نوعية رديئة وبيعها على أنها زيوت المعمل مما انعكس بشكل سلبي أدى إلى فقدان الثقة بالمنتج بين المستهلكين.

آلية تسويق جديدة

وعن آلية التسويق بعد التحرير بين الحسن أنه يتم طرح أفكار جديدة للخروج من آلية التسويق النمطية والتقليدية والتي غيبت المنتج عن الأسواق والبحث عن سبل لضخ المنتج  وبأسعار منافسة وبأقل بنسبة تصل إلى 15 % من المواد المستوردة

تصنيع عبوات بسعات مختلفة

منهل طالب المشرف الإداري في المعمل  أشار أنه بعد التحرير يتم العمل على إصدار آلية تسويق وتصنيع عبوات جديدة وبسعات مختلفة وبأختام أكثر أماناً للحد من التلاعب بالمنتج بهدف وصوله إلى المستهلك بالجودة الأصلية بالإضافة لصناعة بعض أنواع الزيوت الجديدة التي تواكب التطور نتيجة دخول آليات حديثة إلى الأسواق السورية..

استحداث نقاط بيع

وأضاف الطالب نحن بصدد استحداث مراكز ونقاط بيع في المدن الصناعية والأسواق بشكل مباشر لتمكين المستهلك من شرائها بشكل مضمون ومكفول كما نقوم بإعداد دراسة حول آلية التسويق  والتصدير الخارجي للزيوت والشحوم وذلك بالتنسيق مع وزارة الطاقة ويوجد في المعمل مخبر متطور جداً إضافة إلى أجهزة حديثة تؤكد نوعية وجودة وفعالية المنتج ونحن حريصون جداً عند توريد المواد الأولية اللازمة لصناعة الزيوت لتكون هذه المواد موثوقة وذات نوعية عالية..

كلمة للمحرر..

يبدأ معمل مزج الزيوت انطلاقة جديدة ليعود إلى مصاف المنشآت النوعية في القطر بعد اعتماد سياسة عمل ديناميكية تراعي مقتضيات مراحل الإنتاج وهو أمر سيشكل عند نجاحه رافعة للاقتصاد المحلي بعد سنوات من الركود والتراجع.

العروبة ـ محمد بلول

المزيد...
آخر الأخبار