في مشهد يعكس تناقضاً صارخاً، تتحول السويداء من محافظة سورية عريقة إلى ساحة لصراع مفروض من قبل الهجري وجماعته، فبينما تعمل الحكومة السورية على إعادة اللحمة الوطنية، نرى كيف يحوّل الهجري الأزمات إلى ورقة سياسية، وكيف يمارس لعبة خطرة على حساب أبناء المحافظة.
لطالما كانت المساعدات الإنسانية شاهداً على هذا التناقض، فبينما تتدفق المساعدات عبر القنوات الرسمية وبمراقبة دولية، يحاول الهجري تحويلها إلى أداة للابتزاز، التعتيم الإعلامي هنا ليس سوى غطاء لمحاولات السيطرة على مقدرات الناس، تماماً كما يحصل في المشاريع الإسرائيلية التي لا يخفي الهجري إعجابه بها.
الأكثر إيلاماً هو مشهد الغدر الذي تعرضت له القوات الحكومية، ففي لحظة كانت فيها تبذل جهوداً لإحلال السلام، وجدت نفسها أمام رصاص الخيانة، هذا المشهد لا يعكس فقط انعدام المصداقية، بل يكشف عن منهج ثابت في التعامل مع كل مبادرات الحل.
الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها هي أن مشروع الهجري لم يعد يخفي توجهاته، فرفضه المتكرر لكل الحلول السياسية، حتى تلك التي كان يروج لها بنفسه، يؤكد أن الهدف ليس المطالبة بحقوق، بل إدامة الأزمة، و النزوح الكبير لأهالي المنطقة ليس سوى نتيجة طبيعية لهذه السياسة التي تتقاطع بشكل غريب مع المخططات الإسرائيلية.
الشعب السوري سيفشل كل مخططاته، و يبقى الهجري وحيداً في زاوية الضياع، و ستفشل محاولات العزل، و أيضا مسرحية الممرات، و ستفشل كل المحاولات لتحويل السويداء إلى ورقة مساومة.
الشعب السوري، وفي قلبه أبناء السويداء الأبطال، يدرك أن الخيار الوحيد هو سوريا الموحدة، سوريا التي تقودها الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس أحمد الشرع، بعيداً عن مشاريع التقسيم والخيانة.