في خطوة تحمل دلالات عميقة، توجه السيد الرئيس أحمد الشرع إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
هذه الزيارة التاريخية تمثل أكثر من مجرد حدث بروتوكولي، فهي تأتي تتويجاً لمسيرة دبلوماسية حكيمة قادتها سوريا بعد التحرير، وعلامة فارقة في مسيرة إعادة بناء العلاقات الدولية على أسس جديدة من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.
إن أهمية هذه المشاركة تكمن في كونها أول ظهور لرئيس سوري على المنصة الدولية منذ سنوات طويلة، مما يتيح فرصة ثمينة لإسماع صوت سوريا الجديدة إلى العالم، و سيكون لهذا الحضور الدولي أثر بالغ في تعزيز مكانة سوريا الإقليمية والدولية، وإبراز صورة جديدة لبلد خرج من محنته أكثر قوة وإصراراً على بناء مستقبل أفضل لشعبه.
لقد نجحت القيادة السورية الجديدة، بفضل حكمتها ورؤيتها الإستراتيجية، في إعادة صياغة علاقات سوريا مع المجتمع الدولي، محققة انفتاحاً غير مسبوق مع الدول الشقيقة والصديقة.
هذا التحول الدبلوماسي الكبير لم يكن ليتحقق لولا الإرادة الصادقة للقيادة والسعي الحثيث لخدمة مصلحة الشعب السوري، الذي عانى كثيراً خلال سنوات الحرب والعزلة.
الآفاق التي تفتحها هذه الزيارة تتجاوز الجانب السياسي إلى المجالات الاقتصادية والتنموية، حيث من المتوقع أن تساهم في تعزيز الجهود لرفع العقوبات الجائرة، وجذب الاستثمارات الدولية، ودعم مشاريع إعادة الإعمار.
كما أن المشاركة في هذا المحفل الدولي تخلق فرصاً ثمينة للتواصل المباشر مع قادة العالم ومنظماته الدولية لطرح قضايا الشعب السوري وهمومه، خاصة قضية عودة النازحين واللاجئين ودعم عملية البناء والتعمير.
إن الحديث باسم الشعب السوري في هذا المحفل الدولي يكتسب أهمية استثنائية، فهو يتيح الفرصة لنقل معاناة السوريين وتطلعاتهم نحو السلام والاستقرار والازدهار، كما أنه يؤكد على شرعية القيادة الجديدة وقدرتها على تمثيل مصالح الشعب السوري في المحافل الدولية.
ختاماً، تمثل هذه الزيارة التاريخية بداية مرحلة جديدة في علاقات سوريا الدولية، مرتكزة على أسس متينة من المصالح المتبادلة والاحترام المشترك.
إنها خطوة مهمة على طريق إعادة دمج سوريا في المحيط الإقليمي والدولي، وتحقيق الآمال المشروعة للشعب السوري في العيش بكرامة وسلام.
المزيد...