في خطوة تحمل دلالات عميقة، اتخذ مجلس الشيوخ الأمريكي اليوم قراراً تاريخياً يمهد الطريق لإلغاء “قانون قيصر”، ليُزاح بذلك أحد أكبر العوائق التي وقفت أمام الاقتصاد السوري لسنوات طويلة.
لا تمثل هذه الخطوة مجرد تحول في الموقف الأمريكي فحسب، بل هي إشارة واضحة على دخول العلاقات الدولية مع سوريا مرحلة جديدة.
يأتي هذا القرار تتويجاً لمسار طويل من الجهود الدبلوماسية السورية النشطة، التي عملت بلا كلل لشرح الصورة الحقيقية لما تشهده سوريا من استقرار متزايد وتوجه حثيث نحو إعادة الإعمار.
كما يشكل نجاحاً بارزاً للجهود المتواصلة التي بذلها أبناء الجالية السورية في الولايات المتحدة، والذين لم يدخروا جهداً في إيصال صوت الشعب السوري وشرح التداعيات الإنسانية والاقتصادية للعقوبات.
وبالنظر إلى الآليات التشريعية الأمريكية، فإن تمرير القرار في مجلس النواب يبدو متاحاً بشكل كبير، خاصة في ظل الغالبية الجمهورية التي لا تميل عادة إلى نهج العقوبات المشددة، إلى جانب وجود تيار بين الديمقراطيين يميل إلى مراجعة هذه السياسة, مما يعزز فرص اجتياز القرار للمرحلة المقبلة.
أما بالنسبة لدور الرئيس، فيتوقع أن يكون توقيعه على القرار – في حال إقراره – أمراً بروتوكولياً في الغالب، إذ أن الرؤساء الأمريكيين نادراً ما يعارضون قرارات مررت بإجماع أو بأغلبية واضحة من الكونغرس، وهذا السيناريو يصبح أكثر ترجيحاً في ظل عدم وجود خلاف عميق بين السلطتين التشريعية والتنفيذية حول هذا الملف.
بإزالة عقبة “قيصر”، تفتح سوريا صفحة جديدة في مسيرتها الطويلة نحو التنمية والازدهار، فهذه الخطوة لا تمثل انتصاراً دبلوماسياً فحسب، بل هي لحظة تحرير حقيقية تكمّل مسيرة التحرير التي بدأت على الأرض, فكما دشن التحرير العسكري مرحلة الاستقرار الأمني، يأتي هذا القرار ليرسم معالم مرحلة اقتصادية جديدة، تكون لبنة أساسية في بناء سوريا الجديدة الموحدة المستقرة، التي يجد فيها جميع أبنائها مكانهم تحت الشمس.
المزيد...